إنترناشيونال كرايسيس: فرص واعدة أمام صادرات الغاز المصرية لأوروبا مع أزمات المنطقة
محمد عوض
مر أكثر من عقد من الزمان على اكتشافات الغاز الطبيعي في شرق البحر الأبيض المتوسط، والتي رفعت الآمال في أن يتشكل تكتل لتصدير الغاز إلى أوروبا الأكثر احتياجًا للمورد التدفئة، تشكل فيه مصر عاملًا مساهمًا في زيادة التصدير إلى أوروبا، وفق ما ذكر تقرير مؤسسة انترناشيونال كرايسيس جروب.
شاركت مصر مع دول أخرى، كإحدى المستفيدات الكبار من الاكتشافات الجديدة، في تأسيس منتدى غاز إقليمي.
أطلق الاتحاد الأوروبي دراسة لخط أنابيب يحمل الغاز إلى أوروبا، حيث بدأ المشروع بعد حرب موسكو شاملة على أوكرانيا في فبراير 2022، بعد توقف الغاز الروسي.
وحول أهمية ذلك، يقول التقرير إن المنطقة تعاني من نزاعات مسلحة ونزاعات سياسية، بما في ذلك تلك التي تتعلق بالأراضي الفلسطينية، وما يحدث في لبنان، وكذلك في قبرص وتركيا واليونان.
أدى الوعد بصادرات كبيرة من الغاز إلى أوروبا إلى تكثيف المنافسة، في حين فشلت دبلوماسية الغاز في معالجة الأسباب الكامنة وراء الصراعات.
مع انهيار خطط الاتحاد الأوروبي لإنشاء خط أنابيب لنقل الغاز في المنطقة، حان الوقت لإعادة تفعيل التوقعات لدبلوماسية الغاز.
ويرى التقرير من المؤسسة البحثية الدولية، إنه يجب على حكومات شرق البحر المتوسط التركيز على الأسواق والتعاون الإقليمي.
أدت اكتشافات الغاز الأخيرة في شرق البحر الأبيض المتوسط إلى تغيير سوق الطاقة في المنطقة والعلاقات الاقتصادية، وزادت الآمال في التغيير الجيوسياسي أيضًا.
في هذا الصدد، أثبتت التوقعات الكبيرة لاكتشافات الغاز في شرق البحر المتوسط أنها ضخمة.
وعليه يقول التقرير إنه يجب على جميع الجهات الفاعلة الآن التركيز على هدف وجود نهج شامل لتعزيز التكامل والاستقرار الإقليميين ومواصلة التحرك نحو مصادر الطاقة المتجددة، وهي فرصة تعمل مصر على استغلالها.
كانت الاكتشافات الرئيسية، هي: حقل ظهر قبالة السواحل المصرية، وحقل أفروديت قبالة قبرص، و حقلا تمار وليفياثان بالقرب من إسرائيل، وهي الاكتشافات التي تلاقها الدبلوماسيون الأمريكيون والأوروبيون بالتفاؤل، بأن احتياطيات الغاز الجديدة ستحفز تعاونًا اقتصاديًا إقليميًا أكبر واستقرارًا.
ويمكن القول إن صفقة إسرائيل مع لبنان – التي لا تزال في حالة حرب معها رسميًا – كانت من بين أكثر الصفقات أهمية، حيث أدت إلى اتفاقية ترسيم الحدود بين البلدين.
تتجمع الآمال في أن تساعد اكتشافات الغاز في تكوين روابط أعمق بين المنطقة والحكومات الأوروبية الحريصة على تنويع إمداداتها من الطاقة، خاصة وأن العلاقات مع روسيا قد توترت ووصلت إلى نقطة الانهيار بسبب الحرب في أوكرانيا.
وسبق، وأعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية، أن البلاد قد قامت بإنتاج نحو 50.6 مليون طن من الغاز الطبيعي خلال العام الماضي 2022.
وحققت مصر، رقما قياسيا في صادرات الغاز الطبيعي، لتصل إلى 8 مليون طن العام الماضي مقارنة بـنحو 7 مليون طن العام السابق.
كما بلغت قيمة ما تم تصديره من الغاز الطبيعي خلال العام الماضي حوالي 8.4 مليار دولار بالمقارنة بـنحو 3.5 مليار دولار خلال عام 2021، أي بنسبة زيادة 140 بالمائة عن عام 2021، وذلك بسبب زيادة أسعار تصدير الغاز الطبيعي المسال عالمياً.
وذكرت الوزارة، أن إجمالي الإنتاج من الثروة البترولية في خلال عام 2022 بلغ حوالي 79.5 مليون طن، بواقع 27.8 مليون طن زيت خام ومتكثفات.
كما تم الانتهاء من تنفيذ 4 مشروعات لتنمية وإنتاج الغاز من الحقول المكتشفة بهدف إنتاج كميات من الغاز الطبيعي تصل إلى حوالي 185 مليون قدم مكعب غاز يومياً بالإضافة إلى 1000 برميل متكثفات يومياً، ويبلغ إجمالي التكلفة الاستثمارية الإجمالية للمشروعات حوالي 183 مليون دولار.
