في ظل المنافسة مع أميركا.. هل توسع الصين حجم استثماراتها بمصر خلال عام 2023؟
كتب- محمد عوض:
تعمل الصين على توسيع استثماراتها ومشروعاتها في مصر، خلال الفترة المقبلة من عام 2023 ومابعده، وفق ما ذكرت صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست، الصينية الدولية.
في أوائل ديسمبر ، أخبر الرئيس الصيني شي جين بينج، الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الصين مستعدة لتعميق الروابط مع مصر، لا سيما فيما يتعلق بمبادرة الحزام والطريق العابرة للقارات .
استثمارات صاعدة
وشمل ذلك الانتهاء في الموعد المحدد لمشروع القطار في مدينة العاشر من رمضان ومشروع حي الأعمال المركزي في العاصمة الإدارية الجديدة للبلاد.
وقال شي إن الصين ستنجح أيضا في منطقة السويس وتعزز التعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر والصين، وغيرها من مشروعات التعاون الكبرى.
وأضاف شي أن «الصين مستعدة لتوسيع التعاون والاستثمار والتمويل، والإنتاج المشترك، فيما يخص اللقاحات وقطاع الطيران».
وجاءت تأكيدات مماثلة من وزير الخارجية الصيني تشين جانج عندما التقى الرئيس السيسي الشهر الماضي.
وعلقت الصحيفة، بإن الرغبة الصينية على التواجد في مصر، توضح حجم السوق المصري، وإمكاناته الكبيرة، وذلك رغم الظروف التي يعيشها الاقتصاد المصري والاقتصاد العالمي، بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا، التي تعد مصدرًا رئيسيًا للقلاقل والإضطرابات المستمرة في العالم.
اتبعت أغلب دول العالم اجراءات مشددة لمواجهة، ما يحدث في أسواقها، ومجابهة التضخم، وهو ما كانت مصر داخل دائرته العالمية، حيث تحرك سعر صرف الجنيه، وفقد ما يقرب من نصف قيمته مقابل الدولار منذ مارس 2022، وأدى ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية إلى ارتفاع معدل التضخم السنوي.
لكن هذه الظروف، لم تواليها الحكومة بالسكوت، بل عمدت إلى السعي إلى التحرك وفق خطة لتجاوز الأزمة التي تعصف بالعالم، وتؤثر على دوله.
وافقت مصر على اتفاق مع صندوق النقد الدولي،في ديسمبر الماضي، يقضي بدعم مصر بقرض بقيمة 3 مليارات دولار في إطار تسهيلات أخرى من مانحين دوليين، ومنظمات دولية وبنوك عدة، أبرزها البنك الدولي.
دور الصين
كجزء من صفقة صندوق النقد الدولي، سيضخ بنك التنمية الصيني مليار دولار في الاقتصاد المصري وسيساهم بنك الاستثمار الآسيوي للبنية التحتية الذي تهيمن عليه الصين بـ400 مليون دولار .
جهات دولية
وتهدف مصر أيضًا إلى الحصول على 500 مليون دولار من سندات الباندا الصينية التي يهيمن عليها اليوان.
بالإضافة إلى ذلك، سيقدم البنك الدولي 1.1 مليار دولار أ ، ومصرف التنمية الأفريقي 300 مليون دولار ، وصندوق النقد العربي 300 مليون دولار، وسيأتي 2 مليار دولار في شكل استثمارات.
واعتبرت الصحيفة، أن العمل يتقدم في المشروعات التي تدعمها الصين، في مشروعات البنية التحتية الضخمة في مصر ، بما في ذلك 59 مليار دولار بالعاصمة الإدارية الجديدة.
رئة جديدة
تعد العاصمة الإدارية، رئة جديدة للدولة المصرية، بما تضمه المدينة من مباني وزارية جديدة ، ومنطقة تجارية بها أطول ناطحة سحاب في إفريقيا، وضواحي مسورة.
وتقول الصحيفة، إن الصين هي رابع أكبر مقدم قروض لمصر ، ولديها ما يقرب من 8 مليارات دولار من الديون، أو حوالي 5 في المائة من إجمالي الدين الخارجي لمصر البالغ 155.7 مليار دولار .
وذكرت الصحيفة، أن الصين ترى مصلحتها في أن تستثمر بكثافة في العديد من مشاريع البنية التحتية المرتبطة مباشرة بـمبادرة «الحزام والطريق» ، مشيرة إلى إن مصر تملك موانئ ومناطق هامة للغاية، كقناة السويس ومنطقتها الاقتصادية، و التي تعد وفق موقعها نقاط قوة لوجستية لمصر، ولذا، ترى الصين إن الاستثمار فيها أمر سيدر منافع متبادلة بين البلدين.
ونقلاً عن بيانات من اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين، فإن مصر تعد مركزًا رئيسيًا للمنتجات الصينية ، وتضم حوالي 102 شركة صينية، واستثمارات بقيمة 1.2 مليار دولار ، و 30 ألف وظيفة جديدة ، وأكثر من 2.5 مليار دولار مبيعات.
واعتبرت الصحيفة، إن مصر تعد اقتصادًا رئيسي في المنطقة، ولذا، فهي نقطة جذب للصين للاستثمار.
أخيرًا، قال متخصص في الدراسات المصرية في إحدى الجامعات الصينية، للصحيفة : «إن الصين لديها أسباب قوية للحفاظ على علاقات اقتصادية وتجارية واستثمارية جيدة مع مصر ، وأن الرئيس السيسي كان ناجحًا للغاية في التعامل مع علاقات بلاده مع الصين والولايات المتحدة».
واعتبر إن كل من الصين والولايات المتحدة، تريان في مصر جانبًا واعدًا، ومن الأفضل زيادة الاستثمار أو الحفاظ على حجم استثمار معين، وهذا يشكل عاملاً رئيسياً لمصر لجذب الاستثمارات الصينية والأمريكية.
