كتب-محمد عوض:
تواجه بريطانيا قائمة من التحديات الاقتصادية، والتي اتبعت معها رئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس، خطة اقتصادية أدت بسرعة إلى دخول الاقتصاد في حالة من الفوضى، مما يهدد بعواقب فورية وطويلة الأمد على البريطانيين، وفق ماذكرت شبكة سي إن بي سي الأميركية.
تسببت خطة حكومتها المحافظة البالغة 45 مليار جنيه إسترليني (48 مليار دولار) لخفض الضرائب – خاصة بالنسبة لأصحاب الدخل المرتفع في البلاد – في إحداث موجات من الصدمة في الأسواق المالية، مما تسبب في انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني وترك مستقبل تراس السياسي في حالة شكوك مفاجئة بعد أسابيع فقط من توليها الحكم.
وتواجه المملكة المتحدة نقدًا لاذعًا نادرًا من صندوق النقد الدولي، والذي حث الحكومة على “إعادة تقييم” الخطة التي قد تغذي التضخم المرتفع بالفعل وتزيد من عدم المساواة الاقتصادية.
أدى رد فعل السوق على خطة تراس إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض الحكومي، ومن المرجح أن يقابل ارتفاع معدلات التضخم وأسعار الفائدة، ارتفاع في قيم الائتمان ورهون عقارية باهظة الثمن، الأمر الذي يهدد بحدوث أزمة إسكان عالية المخاطر إذا لم يتمكن الناس من السداد.
كما ستؤثر الازمة على قيمة الجنيه الاسترليني، وتجعل المنتجات اليومية في بريطانيا أكثر تكلفة، في وقت يواجه فيه المستوردون تكاليف متزايدة الإستيراد.
قام بنك إنجلترا، البنك المركزي البريطاني ، بتدخل طارئ خاص يوم الأربعاء ، معلناً أنه سيشتري أكبر قدر من الديون الحكومية حسب الحاجة في محاولة لاستعادة الاستقرار.
انضم كير ستارمر ، الزعيم الجريء لحزب العمال المعارض، إلى الآخرين في حث الحكومة على معالجة الأزمة من خلال طلب رأي البرلمان، وانتظار عودته من عطلته الحالية.
وصوت قلة من البريطانيين لصالح تراس التي فازت بأعلى منصب في البلاد، لتحل محل جونسون الذي استقال تحت وطأة الفضائح السياسية.
تشير استطلاعات الرأي في الأيام الأخيرة إلى أن الجمهور بشكل عام لم يؤيد مقترحاتها السياسية، مما أدى إلى إضعاف موقفها.
كل هذا ينبع من رهانها لتحفيز النمو الاقتصادي ومحاربة ما يقول العديد من الخبراء أنه يمكن أن يكون ركودًا طويلًا ، يقوده شتاء قاتم قد تكافح فيه بعض العائلات لدفع ثمن الطاقة والغذاء.
خارج قاعات وستمنستر وأرضيات التجارة في مدينة لندن ، ترك الأسبوع الماضي العديد من البريطانيين يشعرون بعمق باليأس بشأن مستقبل البلاد.
قالت ريبيكا ماكدونالد، كبيرة الاقتصاديين في مؤسسة جوزيف راونتري، وهي مؤسسة خيرية تركز على مكافحة الفقر: “هناك ملايين من الناس في أنحاء المملكة المتحدة سيجدون هذا الشتاء صعبًا ماليًا بشكل لا يصدق”.
