Bloom Gate -بوابة بلوم
Herms2024

كيف سيتأثر الجنيه المصري بفك الارتباط بالدولار بين الصين وروسيا؟

كتب محمد عوض

هناك محاولات تقودها الصين وروسيا منذ فترة طويلة للإطاحة بدور الدولار الأميركي، كعملة رائدة في التجارة العالمية، وفق ما ذكرت مجلة مودرن ديبلوماسي الأوروبية.

ذكرت المجلة، أن السبب يعود إلى رغبة البلدين في إضعاف هيمنة الولايات المتحدة الأميركية على العالم سياسياً واقتصادياً وتكنولوجياً، في إطار السعي لخلق نظام عالمي متعدد الأقطاب لا تحتل فيه الولايات المتحدة مركز الصدارة أو الهيمنة العالمية.

أبرم الجانبان الصيني والروسي اتفاقيات أتاحت بنودها لبلديهما فرصًا أكبر مما هي عليهما كقوى اقتصادية لرفع مستوى المبادلات التجارية، باستخدام عملتيهما الروبل واليوان، لفك الارتباط بالدولار.

يعد ذلك، بمثابة ضربة قاضية للدولار، وهو وحدة المعاملات العالمية الأهم.

وبالفعل هناك من يعتبرها قنبلة روسية من المتوقع أن تنفجر في مواجهة الاقتصاد الأميركي في أي لحظة، خاصة مع تزايد التكهنات بأن دولاً أخرى ستنضم إلى مجموعة البريكس التي تضم البرازيل والهند وجنوب إفريقيا، للتحالف الروسي الصيني.

اتخذت العديد من دول العالم خطوات مماثلة لخطوات الصين وروسيا في فك الارتباط بالدولار ، حيث أعلنت البرازيل والأرجنتين عن استعدادهما لإطلاق عملة مشتركة بينهما على غرار اليورو.

تعمل روسيا وإيران معًا في الوقت الحالي لإنشاء عملة مشفرة مدعومة بالذهب لاستخدامها في التجارة العالمية.

كما وقعت الإمارات والهند اتفاقية تجارة حرة في عام 2022، بهدف زيادة المعاملات غير النفطية بفكرة إجراء تجارة غير نفطية باستخدام الروبية الهندية.

وفقًا للاتفاقية الروسية الصينية، تهدف تعاملات البلدين في عملاتهما في المبادلات التجارية إلى تقليص هيمنة الدولار عالميًا وفي دائرة أصدقائهما وحلفائهما.

تتوقع دائرة الجمارك الفيدرالية الروسية أن تتضاعف أسعار الصرف بالعملات المحلية بينها وبين الصينيين وشركائهم الآخرين.

كما أن الاتفاقية التي تم إبرامها بين الصين وروسيا ، اللذان يشكلان معًا تهديدات غير مسبوقة للدولار والاقتصاد الأميركي، لم تتوقف عند التبادلات السلعية التقليدية فقط، بل شملت أيضًا السلعة النفطية ومشتقاتها، والتي من المتوقع أن تكلف الولايات المتحدة خساىر تصل إلى 17 تريليون دولار.

ويقول محللون، أنه سيكون لهذه الخطوة آثار متوقعة على العديد من اقتصادات العالم، والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بالدولار ، لا سيما الاقتصادات الخليجية والعربية، خاصة وأن النفط يشكل أكثر من 90٪ من الإيرادات المالية الدولارية لدول الخليج العربي والمنطقة.

ومن المتوقع أيضًا أن تنضم العديد من دول البريكس الأخرى إلى التحالف الروسي الصيني في فك الارتباط بالدولار، الأمر الذي سيعزز يد هذه المجموعة، باعتباره تهديدًا كبيرًا للدولار والاقتصاد الأميركي وجميع الاقتصادات المرتبطة به.

من المعروف أن روسيا قوة عالمية عملاقة في صناعة النفط والغاز، والصين بحاجة ماسة إلى المزيد من الطاقة لتغذية نمو اقتصادها، والذي من المتوقع أن يتصدر قائمة أقوى الاقتصادات في العالم خلال السنوات القليلة المقبلة.

هنا نجد أن قرار وقف التعامل بالدولار بين دول التحالف الاقتصادي الصيني والروسي الجديد يعني أن الدولار سيخسر حوالي 500 مليار دولار سنويًا في سوق التبادل التجاري، مع بدء تغذية السوق الصيني بالطاقة، وذلك وفقا للاتفاقية التي تم توقيعها بين البلدين، واحتساب قيمة الصفقات بالعملتين المحليتين.

وعليه سترتفع الخسائر المتراكمة للدولار، الأمر الذي سيسرع انهياره.

ونجد أن الجانبين الصيني والروسي يعملان الآن على تنظيم قنوات الدفع بين الشركات الروسية والصينية، وستكون هذه القنوات حلقة وصل بين أنظمة الدفع الروسية والصينية.

في خطوة جديدة نحو التخلي التام عن الدولار الأمريكي ، أعلنت البرازيل ، كواحدة من أهم اقتصادات مجموعة البريكس اقتصاديا ، عن إبرام اتفاقية جديدة مع الصين للموافقة على استخدام عملاتها المحلية في التبادل التجاري بينهما ، بدلا من باستخدام الدولار.

جاءت هذه الاتفاقية خلال منتدى الأعمال الصيني البرازيلي رفيع المستوى في العاصمة بكين في 3 أبريل 2023 ، وتعد خطوة جديدة تضاف إلى سلسلة الاتفاقيات السابقة نحو التعامل بالعملات المحلية بدلاً من الدولار ، بينما تواصل الصين روسيا إدراج المزيد من الدول في دائرة الدول التي تتعامل باليوان والعملات المحلية في التجارة الخارجية لضرب وإضعاف قيمة الدولار عالميا.

بالنسبة لمصر، فإن فك الارتباط عن الدولار يخدم مصر اقتصاديًا، وتوفيقها بين سعر الجنيه المصري وسعر اليوان الصيني والروبل الروسي.

وإذا نسقت مصر مع الصين وروسيا في هذا السياق، فسيكون لذلك انعكاسات إيجابية على الدخل القومي المصري، لأن ذلك سيقلل بشكل كبير العبء على احتياطيات مصر ودخل البلاد من العملة الصعب.

وكذلك المشروعات الضخمة بين مصر والصين وروسيا ومنها مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة ومشروع (الضبعة النووي) مع روسيا بعد بناء أول مفاعل في مصر وتشغيله لتوليد الكهرباء بخبرات روسية.

 وبعد ذلك تبدأ مصر سداد القرض الروسي ثم الصيني.

ويعتبر سداد مصر بعملتها المحلية أو بالروبل الروسي بحسب اتفاقها مع الجانب الروسي بعيدًا عن سيطرة الدولار ، ضربة قوية للدولار في مصر والمنطقة.

أخيرا، سيكبد القرار الروسي الصيني أميركا خسائر بقيمة 20 تريليون دولار، وفقًا للعديد من التوقعات ، وسيزداد حجم الخسائر إذا انضمت دول البريكس الأخرى، وهو ما يقول إن اعتماد الدول على عملاتها المحلية مع الآخرين يعزز اقتصادها الوطني ويساعدها على تقليل تكلفة التبادل التجاري مع الآخرين.

الرابط المختصر
لمتابعتنا عبر تطبيق نبض اضغط هنا
Bloom and Nabd
آخر الأخبار