Bloom Gate -بوابة بلوم
Herms2024

مصانع أوروبا تواجه خطر شلل الإنتاج بسبب نقص الطاقة

تسود المخاوف لدى الشركات الصناعية العملاقة في أوروبا منذ شهور من أن يؤدي نقص الغاز هذا الشتاء إلى شلّ الإنتاج. ولكن حتى مع توفر الوقود، تكتشف الشركات أنها لا تستطيع تحمّل تكلفته.

قال كريستيان ليفين، الرئيس التنفيذي لشركة “تراتون” (Traton SE)، وهي وحدة صناعة الشاحنات التابعة لشركة “فولكس واجن” (Volkswagen AG) إن: “الأمر لا يتعلق بعمليات الإغلاق، بل هو السعر والتكلفة”.

تتكبّد أوروبا سبعة أضعاف ما تدفعه الولايات المتحدة مقابل الغاز، ما يبرز التدمير الهائل الذي يلحق بالقدرة التنافسية الصناعية للقارة ويهدد بإحداث ضرر دائم لاقتصادها. وفي ظل مضاعفة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جهوده الحربية في أوكرانيا، فليس هناك ما يشير إلى أن تدفقات الغاز، وما يترتب عليها من انخفاض الأسعار بشكل كبير، ستعود إلى أوروبا في المدى القريب.

بدأت فعلياً بوادر التحوّل في اقتصادات دول المنطقة بشكل بالغ، إذ شهدت ألمانيا، وهي أكبر اقتصاد في أوروبا، تضاؤل فائضها التجاري المعتاد، حيث أدت الزيادة في تكاليف الطاقة المستوردة إلى التفوق على صادراتها عالية القيمة من السيارات والآلات، وبدأت شركات الكيماويات في تحويل الإنتاج خارج البلاد. وفي الشهر الماضي، قفزت أسعار المنتجين الألمان بنسبة قياسية بلغت 46%.

بالنسبة إلى شركة “كوفسترو” (Covestro AG) لصناعة البلاستيك، فلن تضخ استثمارات للتوسع في أوروبا إذا استمرت الأزمة، وبدلاً من ذلك سوف ينصرف اهتمامها نحو آسيا، والتي أشار إليها الرئيس التنفيذي ماركوس ستيليمان بأن الشركة يمكنها تأمين الطاقة بأسعار أرخص بـ20 مرة، مقارنة بالسوق الفورية الألمانية والأوروبية. وحذّرت شركة “فولكس واجن”، وهي أكبر شركة لصناعة السيارات في أوروبا، يوم الخميس الماضي من أنها قد تعيد تحويل أماكن الإنتاج خارج ألمانيا وأوروبا الشرقية إذا لم تنخفض أسعار الطاقة.

من المقرر أن يسافر المستشار أولاف شولتس ترافقه مجموعة من كبار رجال الأعمال إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع، في مسعى منه لإبرام صفقات للغاز الطبيعي المُسال مع كلٍ من المملكة العربية السعودية وقطر من أجل تعويض النقص في الإمدادات الروسية.

لكن المسؤولين الألمان قالوا إن المفاوضات كانت شائكة، حيث مارست دول مورّدة للغاز، بما في ذلك قطر، مساومة بشأن أسعار الاتفاقات المحتملة ومُدّتها. وأثبتت المناقشات مع الموردين في أوروبا وأميركا الشمالية أنها معقّدة بالمثل، ما يبرز الصراع المُضني الذي يواجهه شولتس في تأمين الإمدادات بأسعار من شأنها أن تحافظ على القاعدة الاقتصادية لألمانيا قادرة على المنافسة.

تتوقع “كوفسترو” أن تصل فاتورة الوقود إلى 2.2 مليار يورو (2.2 مليار دولار) في عام 2022، أي ما يقرب من أربعة أضعاف تكلفتها في عام 2020، أي قبل عام من بدء روسيا خنق إمدادات الغاز إلى أوروبا.

وقالت متحدثة باسم الشركة: “عند مستوى السعر الحالي، فإن الصناعة الألمانية كثيفة الاستهلاك للطاقة لم تعد قادرة على المنافسة عالمياً. وبالنسبة إلى عدد من المواد الكيميائية، تعتبر الواردات من الولايات المتحدة أو الصين أرخص بالفعل من إنتاجها محلياً.”

وكلما أمكن، فإن المصنعين، بما في ذلك “فولكس واجن” و”بي إم دبليو”، يتحولون من الغاز إلى النفط أو الفحم للحفاظ على تشغيل المرافق. لكن بعض الصناعات كثيفة الاستخدام للطاقة، مثل المعادن والورق والسيراميك، أصبحت غير مُربحة، مما دفع عدداً متزايداً من الشركات لإغلاق أو تحويل الإنتاج إلى الخارج، أو كما تفعل عملاق الكيماويات “بي إيه إس إف” (BASF SE)، استيراد المواد الأساسية مثل الأمونيا من الشركات المنافسة. من جانبها، زادت شركة “مرسيدس -بنز” بالفعل إنتاج قطع غيار السيارات الرئيسية لتخزينها في حالة اضطرارها إلى إغلاق المصانع الألمانية.

الرابط المختصر
لمتابعتنا عبر تطبيق نبض اضغط هنا
Bloom and Nabd
آخر الأخبار