Bloom Gate -بوابة بلوم
Herms2024

الصين: تحقيق الاتحاد الأوروبي في السيارات الكهربائية يؤدي إلى فرض رسوم جمركية

هاجمت الصين الاتحاد الأوروبي منتقدة التحقيق الذي يجريه الأخير بخصوص دعم السيارات الكهربائية في الصين مؤكدة أن هذه الخطوة ستضر بالعلاقات. وأن التحقيق الذي قد يستغرق نحو تسعة أشهر ربما يؤدي إلى فرض رسوم جمركية بنسبة 27.5%، كما هاجمت شركات صناعة السيارات الأجنبية لإخفاقها في مواكبة الابتكارات التكنولوجية.

 وانضمت أكبر هيئة لصناعة السيارات في الصين وصحيفة بارزة تابعة للحزب الشيوعي إلى موجة الانتقادات، مما يشير إلى احتمال فتح جبهة جديدة في الحروب التجارية العالمية.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أمس الأربعاء، إن السوق العالمية ممتلئة بالسيارات الصينية الرخيصة التي ظلت أسعارها “منخفضة بشكل مصطنع بسبب الدعم الحكومي الضخم”.

وقد يؤدي التحقيق، الذي قد يستغرق نحو تسعة أشهر، إلى فرض رسوم جمركية بنحو 27.5%، وهو المعدل الذي فرضته الولايات المتحدة بالفعل على المركبات الكهربائية الصينية، بحسب شخص مطلع على الأمر.

قالت وزارة التجارة الصينية في بيان يوم الخميس: “إن الإجراءات التي اقترحها الاتحاد الأوروبي لحماية صناعته باسم (المنافسة العادلة) هي إجراءات حمائية. وقد نما قطاع السيارات الكهربائية في الصين بسرعة خلال السنوات الأخيرة، واستمر تحسن قدرته التنافسية نتيجة للجهود المستمرة للابتكار التكنولوجي. إنها ميزة تنافسية تم تحقيقها من خلال العمل الجاد وقوتها الخاصة”.

إذا فرض الاتحاد الأوروبي رسوماً؛ فسيؤدي ذلك إلى تضييق إحدى أسواق النمو الرئيسية لصانعي السيارات الكهربائية الصينيين.

في حين أن مبيعات الشركات الصينية المصنعة للسيارات الكهربائية في أوروبا ضئيلة مقارنة بالشركات الرائدة في السوق، مثل “فولكس واجن”، “وتسلا”، و”ستيلانتيس”(Stellantis)، لكنها تنمو بسرعة. وتعد شركة “تشجيانغ جيلي هولدينغ غروب” (Zhejiang Geely Holding Group Co) من أكبر الشركات الصينية ذات العلامات التجارية التي تشمل “بولستار”(Polestar) و”فولفو كار” (Volvo Cars) و”لوتس” (Lotus)، كما أن شركات مثل “بي واي دي” و”نيو” تتجه إلى القارة أيضاً.

انخفضت أسهم شركات تصنيع السيارات الكهربائية في الصين اليوم الخميس. فتراجع سهم شركة “بي واي دي”(BYD) %3.8، و”اس ايه اي سي موتور” (SAIC Motor)، التي تمتلك ” إم جي” (MG) %3.4. كما تراجع سهم “اكس بنغ” (Xpeng ) %2.2، وسهم “نيو”

(Nio) %2.7.

كتب محللون في بنك “مورجان ستانلي”، بينهم تيم هسياو، في مذكرة بحثية إلى العملاء، أنه في حين أن تأثير التحقيق الذي يجريه الاتحاد الأوروبي على المدى القريب سيكون محدوداً على الأرجح؛ فإنه “قد يلقي بظلاله على توقعات النمو للشركات التي لديها خطط توسع قوية في الاتحاد الأوروبي، مثل (بي واي دي)”. رفضت كل من “نيو” و”س ايه اي سي” وجيلي” التعليق بشأن التحقيق الأوروبي.

قالت جمعية سيارات الركاب الصينية، التي تمثل شركات صناعة السيارات، إن ازدهار صادرات السيارات الكهربائية في الصين ليس بسبب حصول الصناعة على إعانات كبيرة، ولكن لأن سلسلة التوريد في الصين تتمتع بقدرة تنافسية عالية. تشكل الشركات الصينية في الوقت الحالي تهديداً تنافسياً، وبدأت الدول الغربية في مواجهته.

قال تسوي دونغشو، الأمين العام لجمعية سيارات الركاب الصينية، في بيان إن مخاوف الاتحاد الأوروبي “ظاهرة مصاحبة حتمية بعد أن أصبحت المركبات العاملة بالطاقة الجديدة في الصين أقوى. وعندما تصبح أقوى فقط؛ سينتبه بعض الناس، وسيشعر بعض الناس بعدم الارتياح”.

“على مدى الأشهر الاثني عشر الماضية، استيقظت أوروبا على حقيقة مفادها أن الصين قادرة الآن على إنتاج طرازات كهربائية متطورة تكنولوجياً. بدلاً من السعي إلى الحصول على مزايا سياسية؛ ينبغي لشركات صناعة السيارات الأوروبية أن تركز على تحسين قدرتها التنافسية وتطوير السيارات الكهربائية التي يستطيع المستهلكون تحمل تكلفتها فعلياً”. كريس براينت

في تعليق لها يوم الخميس، قالت صحيفة “جلوبال تايمز” الصينية إن الاقتصاد الأوروبي قد يعاني في حال استخدام الإجراءات الحمائية لتقييد صناعة السيارات الكهربائية في الصين، وأشارت إلى احتمال تطبيق خطوات مماثلة. جاء في التعليق: “من الواضح أن أوروبا خائفة… هم يخشون منافسة الصين، لذلك يريدون السعي إلى الحمائية التجارية كمظلة وقائية لشركات صناعة السيارات الأوروبية التي تنتقل ببطء نحو السيارات الكهربائية. إذا اتخذ الاتحاد الأوروبي إجراءات غير عادلة؛ فإن الصين لديها أدوات مختلفة لاستخدامها مثل التدابير المضادة لحماية المصالح القانونية للشركات الصينية”.

شددت الصحيفة على أن المزايا السعرية التي تتمتع بها الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية في الصين ليست نتيجة للدعم الحكومي؛ ولكن “بفضل المزايا التي تتمتع بها الصين فيما يتعلق بسلسلة القيمة والمواهب والتكنولوجيا والبنية التحتية والخدمات اللوجستية”.

قدمت غرفة التجارة الصينية لدى الاتحاد الأوروبي رأياً مماثلاً، قائلة إن الميزة الصناعية الكبيرة لدى الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية في الصين هي نتيجة الجهود الإبداعية المنسقة لدى الجهات الفاعلة في الإنتاج والتوزيع. وقالت الغرفة :”إن التزام الاتحاد الأوروبي بانفتاح السوق يجب أن يترجم إلى إجراءات ملموسة، تضمن بيئة أعمال عادلة ومحايدة وغير تمييزية للشركات الأجنبية”. يعد التحقيق الأوروبي، بالإضافة إلى التحركات الحادة التي تتخذها واشنطن لمواجهة الصين، جزءاً من إعادة تفكير أوسع من جانب الحكومات في الاقتصادات المتقدمة لتقريب أماكن الإنتاج إلى الوطن.

قالت ديبورا إلمز، المديرة التنفيذية لمركز التجارة الآسيوي في سنغافورة: “بعض وقائع التاريخ تجعل الأوروبيين أكثر قلقاً”. وأضافت: “لقد شاهدوا الصين وهي تبني هيمنتها في مجالات الصلب والطاقة الشمسية وما إلى ذلك، وبعد ذلك، هناك عرض أكبر مما تستطيع السوق المحلية في الصين استيعابه، بدأت في التصدير بأسعار منخفضة للغاية وبكميات ضخمة. بمجرد اجتياح الصناعة المحلية في الأسواق الأخرى؛ يصبح المجال واضحاً أمام الشركات الأجنبية لفرض الأسعار والمعايير”.

الرابط المختصر
لمتابعتنا عبر تطبيق نبض اضغط هنا
Bloom and Nabd
آخر الأخبار