فايننشال تايمز: نصف تريليون دولار خسائر شركات التكنولوجيا المالية.. والأسهم تتراجع 50%

كتب- محمد عوض:

في خسارة كبيرة، فقدت شركات التكنولوجيا المالية ما يقرب من نصف تريليون دولار، وذلك لتهوي من مرحلة إزدهارها التي صاحبتها فترة الوباء، حيث استفادت من الطفرة التي كانت وقتها قبل عامين، وفق ما أوردت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

قالت صحيفة فايننشال تايمز: أقبل الناس على الاستثمار في شركات التكنولوجيا المالية مدفوعين بحالة التباعد التي تطلبتها فترة الوباء، وزادت خلالها، ما جعل الكثيرين يعتقدون أنها ستكون الآلية المسيطرة على التعاملات المالية، لكن هذا ليس صحيح كليًا.

توافد المستثمرون

وذكرت فايننشال تايمز، إنه تم إدراج أكثر من 30 شركة في مجال فاين تيك في الولايات المتحدة منذ بداية عام 2020، وفقًا لبيانات سي بي إنسايتس، حيث توافد المستثمرون على الشركات التي يعتقدون أنهم يمكنهم الاستفادة منها في التحول الرقمي على المدى الطويل، وتعظيم عمليات الرقمة السحابية، التي تسارعت مع ظهور الوباء فيروس كورونا.

لكن ليست الأمور تسير وفق التوقعات، فالتطورات غير المحسوبة أو غير المتوقعة، عادة ما يكون لها دورها في التأثيرر على الأمور في أميركا والعالم.

لفتت الصحيفة إلى إنه مع الأرباح التي حققتها شركات التكنولوجيا المالية إلا إن ذلك تأثر الآن، حيث إن المخاوف بشأن ارتفاع أسعار الفائدة، ونقص الأرباح ونماذج الأعمال غير المختبرة مع توجه الاقتصاد نحو ركود محتمل، وضعتهم في نهاية حادة لعمليات البيع المكثفة هذا العام.

تراجعت الأسهم في شركات التكنولوجيا المالية المدرجة مؤخرًا بمتوسط ​أكثر من 50 في المائة منذ بداية العام، وفقًا لتحليل فاينانشيال تايمز، مقارنة مع انخفاض بنسبة 29 في المائة في مؤشر ناسداك المركب.

انخفاض القيمة السوقية

انخفضت القيمة السوقية التراكمية للشركات في مجال فاين تيك، بمقدار 156 مليار دولار في عام 2022.

وبحسبة بسطية، قالت الصحيفة، إنه إذا تم قياس كل سهم من أسهم شركات التكنولوجيا المالية، مما وصل إليه في أعلى مستوى له، ومقارنة بالفترة الراهنة،  فيمكن أن القول إن خسارة هذه الشركات تقدر بحوالي 460 مليار دولار، أي نصف تريليون دولار.

أوضحت فايننشال تايمز، إن المتابعة لأحوال هذه الشركات في الربع الثاني من العام، يقول إن شركات الإقراض عبر الإنترنت، تواجه تحديات مثلها مثل العديد من شركات التكنولوجيا المالية.

الذكاء الاصطناعي

وألقت شركات الإقراض، التي تقول إنها تستخدم الذكاء الاصطناعي لاتخاذ قرارات قروض المستهلك، باللوم على “الاقتصاد المضطرب” في إبطاء نمو الإيرادات وزيادة الخسائر.

هذه الحالة المتراجعة الآن، لا تقارن بفترة الإزدهار التي كانت عليها هذه الشركات قبل عامين، والتي حققت نتائج قوية بشكل استثنائي في نفس الربع، حيث دفعت حالات الإغلاق الاقتصادي في عام 2020 إلى نمو الإيرادات السنوية بأكثر من 1000 في المائة.

ونوهت الصحيفة، إلى إن الضغوط المالية لم تسلم منها حتى شركات أكثر خبرة وقدمًا في المجال مثل، بلوك و باي بول  والتي خسرت ما يقرب من 300 مليار دولار من القيمة السوقية  هذا العام.

خفضت شركة كلارنا قيمتها من 46 مليار دولار إلى أقل من 7 مليارات دولار في وقت سابق من هذا الشهر.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال هذا الأسبوع أن  شركة ستريب خفضت تقييمها الداخلي بأكثر من الربع.

مكاسب الوباء

وحول ذلك، علق دان دوليف، المحلل في شركة ميزوهو للإستشارات “إن شركات التكنولوجيا المالية – وخاصة شركات المدفوعات الرقمية – كانت “الجزء الأول من قطاع التكنولوجيا الذي يستفيد بشكل كبير من كورونا، لأن الجميع كان محصورًا أو متواجدًا في المنازل ويشتري طلباته عبر الإنترنت”.

أضاف “الآن تجري عملية تصحيح للجانب المفرط السلبي من الاعتماد على الشركات الرقمية من قبل القطاعات الأخرى”.

ذكر دوليف إنه يتوقع أن يشهد السوق انتعاشًا للعديد من الشركات في النصف الثاني  من العام، حيث  يمكن أن تصبح المقارنات أكثر صحة.

على الرغم من سلسلة التحديات، لا يزال العديد من المستثمرين يدعمون قطاع شركات التكنولوجيا المالية، حيث يقول بيدرو بالاندراني، مدير الأبحاث في جلوبال إكس، التي تدير مؤسسة  إي تي إف للتكنولوجيا المالية: “من المحتمل أنه في بقية عام 2022 سنستمر في رؤية بعض هذه الشركات تواجه بعض الضغوط، حيث سيؤدي ارتفاع الأسعار إلى  وجود تحديات للشركات فيما يتعلق بجانب الإقراض والشراء من قبل العملاء والدفع لاحقًا  على وجه الخصوص”.

ومع ذلك، أضاف أنه “على الرغم من المخاطر المتزايدة في السوق، فقد انخفض صافي التدفقات الخارجة بحوالي 40 مليون دولار فقط حتى الآن، وهذا  يقول إن المستثمرين ما زالوا يؤمنون كثيرًا بهذا القطاع على المدى الطويل”.