كتب- محمد عوض:
تخشى مصر من أن يؤدي الصراع المطول في السودان، وهو سوق رئيسي لصادراتها، إلى زيادة الاضطرابات الاقتصادية في المنطقة، التي يعد اقتصادها هشًا بالأساس، أقوى من فيها مصر، وهو ما يزيد الحمل على مصر في ظل ماتواجهه من متغيرات اقتصادية في الحرب الأوكرانية، وفق ما ذكرت منصة مونيتور الأميركية.
تحيط بالسودان، دول هي مصر ـ وهي أهم الدول الكبيرة والمستقرة ـ وجنوب السودان وإثيوبيا، التي تشهدا أزمات عدة، ودول أخرى.
بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والسودان 1.4 مليار دولار في عام 2022، ارتفاعا من 1.2 مليار دولار قبل عام ، بما في ذلك 929.2 مليون دولار صادرات مصرية و 504.4 مليون دولار في الواردات، وفقا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
جاء السودان كثاني أكبر سوق للصادرات المصرية بعد ليبيا في الربع الأول من عام 2023 بقيمة 226 مليون دولار ، كما يتضح من الأرقام الصادرة الشهر الماضي عن وزارة الصناعة المصرية.
قال شريف الجبلي، رئيس مجلس الأعمال المصري السوداني، لـمنصة “المونيتور”، إنه لا يزال من المبكر تقييم تأثير الصراع على التبادل التجاري بين مصر والسودان.
برزت مصر، كقوة طاقة إقليمية في السنوات الأخيرة، لديها خط ربط كهربائي مع السودان بقدرة 80 ميجاوات ، وكان البلدان يخططان لزيادة قدرتها إلى 300 ميجاوات.
كانت كل من القاهرة والخرطوم تخطط أيضًا لبناء خط سكة حديد بطول 570 كيلومترًا (354 ميلًا) لتسهيل حركة البضائع بين البلدين.
ومن المتوقع أيضًا أن تتأثر الاستثمارات المشتركة بالصراع المستمر في السودان، ولذا تدعم القاهرة كافة جهود الحل في الجار الأهم لها.
هناك ما يقرب من 229 مشروعًا مصريًا يتم تنفيذها في السودان ، باستثمارات تصل إلى 10.8 مليار دولار ، وفقًا للهيئة العامة للاستعلامات في مصر. كما يعمل في السوق المصري ما يقرب من 315 شركة سودانية باستثمارات تصل إلى 97 مليون دولار ، بحسب الهيئة العامة للاستعلامات.
تخشى مصر من أن يؤدي الصراع الطويل في السودان إلى تدفق اللاجئين من السودان إلى البلاد ، مما سيزيد من الضغط على اقتصادها.
ووفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد عبر ما لا يقل عن 56 ألف لاجئ سوداني الحدود إلى مصر منذ اندلاع العنف الشهر الماضي.
تستضيف مصر بالفعل حوالي 9 ملايين لاجئ، بما في ذلك ما يقرب من 4 ملايين سوداني ، حسب تقديرات المنظمة الدولية للهجرة.
في مقابلة مع صحيفة أساهي شيمبون اليابانية الأسبوع الماضي، حذر الرئيس عبد الفتاح السيسي من أن تدفق اللاجئين السودانيين ليس مريحا لاقتصاد مصر.
وحذرت وكالة التصنيف العالمية موديز من أن الصراع المطول في السودان قد يشكل خطرًا سلبيًا على الائتمان للدول المجاورة .
وقالت وكالة موديز إن احتمال امتداد الصراع السوداني إلى الدول المجاورة من شأنه أن يثير مخاوف أوسع بشأن جودة الأصول لبنوك التنمية متعددة الأطراف مع تركيز أكبر للقروض في تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا.
