خلال منتدى دافوس.. كيف يرى كبار الاقتصاديين في العالم الأزمة الحالية؟
بعض الدول قد تواجه ركودًا .. ولا دليل على حدوث أزمة ديون دولية
محمد عوض
اعتبر تقرير لشبكة فرانس 24 الإنجليزية، أن العالم يواجه أسوأ أزمة غذائية في التاريخ الحديث، حيث ملايين الأطنان من القمح عالقة في أوكرانيا، وهو الأمر الذي ولا شك سيؤدي إلى تفاقم الوضع المحفوف بالمخاطر للعديد من البلدان التي تعتمد على الصادرات الأوكرانية.
وجاء التحذير هذه المرة من، كريستالينا جورجيفا، مديرة صندوق النقد الدولي، التي قالت لشبكة «فرانس 24»، إن التحرك الدولي القوي هو وحده الذي سينقذ حياة ملايين الناس».
كما حذرت جورجيفا خلال مقابلة صحفية أخرى لشبكة فوكس نيوز الأميركية، من أن النقص الغذائي المتزايد يمكنه وصفه بأنه «رهيب» لأن انعدام الأمن الغذائي العالمي لا يزال يمثل قضية رئيسية في المنتدى الاقتصادي العالمي المعقود في دافوس بسويسرا.
وذكرت جورجيفا أن الوضع سئ، فقبل الحرب، كانت هناك بالفعل أجزاء من العالم انخفضت فيها الإنتاجية الزراعية نتيجة لتغيرات الطقس خاصة بالقرن الأفريقي، وبالهند كذلك، بينما روسيا تمنع تصدير الحبوب من أوكرانيا، وهو ما سيترجم إلى جوع ومجاعة محتملة في إفريقيا.
من جانبه، قال موقع وين الدولي، إنه بحسب صندوق النقد الدولي، تقول الآفاق الاقتصادية لهذا العام وربما الذي يليه، أنها مظلمة وقد تواجه بعض الدول ركوًدًا مع ارتفاع معدلات التضخم ونقص المتاح بسبب تأخر أو توقف سلاسل التوريد، وهو ما يشير ثانية إلى تهديد الأمن الغذائي بعد جائحة كوفيد -19 التي طال أمدها.وذكر التقرير، أن المخاطر على الاقتصاد العالمي كثيرة ، وقد أدى ذلك إلى نظرة قاتمة بشكل متزايد للأشهر المقبلة حيث يجتمع قادة الشركات والمسؤولون الحكوميون والخبراء، وغيرهم من كبار الشخصيات في مؤتمر قمة دافوس، إن ذلك ما يلوح ويشاهدة الكثيريين.
رئيسة صندوق النقد الدولي تحث على اتخاذ إجراءات حازمة بشأن أزمة الغذاء
وأشارت كريستالينا جورجيفا إلى أن صندوق النقد الدولي توقع الشهر الماضي نموًا اقتصاديًا بنسبة 3.6 في المائة لعام 2022 ، وهو طريق طويل إلى الركود العالمي، لكنها أقرت بأن هذا سيكون «عامًا صعبًا» وأن إحدى المشكلات الكبرى هي ارتفاع أسعار المواد الغذائية، والتي غذتها جزئيًا الحرب الروسية الأوكرانية.
وقالت: «القلق بشأن الحصول على الطعام بسعر معقول على مستوى العالم يضرب الدول»، وكما كانت أزمة الغذاء، خاصة بالنسبة للبلدان الأشد احتياجًا، والبلدان الممستوردة في إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، والتي تعتمد على القمح والشعير وزيت عباد الشمس الميسور التكلفة والمحصورة في موانئ أوكرانيا المنتجة الرئيسية لتلك السلع موضوعًا رئيسيًا في دافوس.
وأوردت صحيفة تايمز البريطانية، ما قالته النائبة الأولة لصندوق النقد الدولي جيتا جوبيناث أمس الأربعاء: إنه بينما ترتفع مستويات الدين الحكومي في العالم، مع ارتفاع أعباء الديون في الأسواق الناشئة، إلا إن العالم ليس مقبل على كارثة، فلا يوجد دليل حتى الآن على وجود أزمة ديون، ولكن هناك مخاطر في المستقبل.
وقالت أمام قمة منتدى الاقتصادي العالمي دافوس: «حتى الآن لا نشهد أزمة ديون سيادية نظامية، لكن الخطر الذي ينتظرنا مازال قائمًا».
وفي دافوس أيضا، ناقش المسؤولون الاقتصاديون ومسؤولو البنوك المركزية آثار التصرف بأدوات السياسة المالية، بينما أوضح رؤساء الشركات مخاوفهم بشأن توقعات الأعمال خلال الشهور المقبلة.
وقال بات جيلسنجر الرئيس التنفيذي لشركة إنتل لصناعة الرقائق، على هامش الاجتماع: «بينما ندير أعمالنا، نعتقد أن التصحيح جار الآن بشكل جيد في الاقتصاد العالمي، لكن مثل الجميع، علينا أن نتعامل مع نفس التحديات اقتصاديًا».
وقال حسن الحوري، الرئيس التنفيذي لخدمات الطيران، إن صناعة الطيران تضررت بشجة خلال الوباء، بعدما أجبرت قيود السفر شركات الطيران على إيقاف الرحلات الجوية وألغت الطلب على رحلات العمل والترفيه.
وتقدم الشركة التي تتخذ من الكويت مقراً لها خدمات لشركات الطيران مثل الموظفين لتسجيل الركاب والنقل من الطائرات وإليها، وتحميل وتفريغ الأمتعة، والتعامل مع الشحن الجوي.
وتوقع أن تعود صناعة الطيران إلى مستويات ما قبل الوباء في وقت أبكر من توقعات مجموعة صناعة الطيران إياتا التي كانت في عام 2025، قائلا: «أعتقد أنه قد يكون في وقتٍ أقرب بكثير، وأعتقد أنه سيكون بنهاية عام 2022، ربما في منتصف عام 2023 ، سنرى مستويات عام 2019″.
ومع ذلك، لا تزال صناعة الطيران تعاني من خسائر وصلت إلى 200 مليار دولار خلال الوباء، وقال الحوري إن نصف ذلك منح وقروض حكومية يتعين سدادها، لكن المشكلة الكبيرة الأخرى هي ارتفاع أسعار النفط الذي غذته الحرب الروسية الأوكرانية ، والتي ستجبر شركات الطيران على رفع أسعار تذاكر السفر، وربما يضعف ذلك الطلب على السفر، وانخفاض عدد الركاب الجويين.
