ويست أستراليان: الفيدرالي الأميركي سيرفع الفائدة بشكل أكبر نوفمبر المقبل

كتب- محمد عوض:

يستعد مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لطرح زيادة كبيرة أخرى في أسعار الفائدة في أوائل نوفمبر، حيث من المرجح أيضًا أن يناقشوا خططهم لإكمال دورة التضييق المالية الأشد منذ أربعة عقود، وفق ما ذكرت صحيفة ذا ويست أستراليان.

رفع المسؤولون في الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة بسرعة وفي ممرات متوالية، بعد تباطؤهم في معالجة التضخم الذي ثبت أنه أكثر ثباتًا مما كان متوقعا.

ولكن مع اقتراب الأسعار الآن من المستويات التي يمكن أن تؤثر على النمو الاقتصادي، بدأ صانعوا النقدية، في صياغة تحركات أصغر تضعهم في خط النهاية في معركة التضخم دون أن يذهبوا بعيدًا بالاقتصاد إلى  وضعٍ مزري، تاركين الباب مفتوحًا للتقدم  إذا لم يحدث خفوت للتضخم.

وحول ذلك، قال رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي في شيكاغو، تشارلز إيفانز، في ندوة مصرفية استضافها بنكه قبل يوم أمس الجمعة: ” معدلات الرفع الأولى كانت شيئًا جيدًا”، مذكّرًا الحضور بأن أسعار الفائدة كانت منخفضة تقريبًا في مارس.

تحذيرات

لكن إيفانز حذر من أن التجاوز في التشديد أمر مكلف أيضًا، مشيرًا إلى إن هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن الكيفية التي يجب أن تصبح بها السياسة التقييدية، لذا فإن هذا سيضع أعباء على إستراتيجية الوصول إلى منطقة آمنة بالاقتصاد من التضخم.

وقالت صحيفة ذا ويست أستراليان، إن المسؤولون الماليون الفيدراليون يريدون، قبل اجتماع السياسة النقدية للإحتياطي الفيدرالي، المقرر عقده في 1-2 نوفمبر ، رفع أسعار الفائدة إلى مستوى يحد من النمو ويثبت الفائدة لبعض الوقت حتى ينخفض ​التضخم.

ذكرت ذا ويست أستراليان، إنه بعد أن قاموا برفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في كل اجتماع من الاجتماعات الثلاثة الأخيرة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، أصبح السعر القياسي للفائدة من قبل “البنك المركزي الأميركي)  في نطاق مستهدف من 3 % إلى 3.25 %.

يرى صانعو السياسة ارتفاع المعدلات إلى متوسط ​​4.6 % العام المقبل، وفقًا للتوقعات الصادرة الشهر الماضي.

مقدار الرفع التالي للفائدة

و يراهن المستثمرون على أن الاحتياطي الفيدرالي سيرفع  الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في اجتماعه الذي يعقد في الأول والثاني من نوفمبر المقبل، وتتحرك أسعار الفائدة إما بمقدار 50 أو 75 نقطة أساس في ديسمبر ، وينهي دورة التضييق بالوصول إلى الذروة عند 4.9 % في أوائل عام 2023.

ركود مؤلم

ويخشى محافظو البنوك المركزية في الولايات المتحدة من استمرار التضخم في الارتفاع إذا أوقفوا سياسة رفع أسعار الفائدة قبل الوصول إلى الخفض المراد للتضخم، لكن إذا رفعوا أسعار الفائدة أكثر من اللازم، فإنهم يخاطرون بدفع الاقتصاد إلى ركود مؤلم.

وعلقت ماري دالي، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو  :” إن على الاحتياطي الفيدرالي أن يبدأ التخطيط لخفض حجم زيادات أسعار الفائدة، على الرغم من أن الوقت لم يحن بعد لوقف الارتفاعات الكبيرة”.

ذكرت  دالي: “يجب أن يكون شيئًا نفكر فيه على الأقل في هذه المرحلة، لكن البيانات لا تفصح عن رؤية مطمئنة”.

بينما قال ديريك تانج، الخبير الاقتصادي في شركة إلــ إتش مايير  بواشنطن :” إن التحول إلى مزيد من الزيادات الإضافية في أسعار  الفائدة، مثل زيادة بمقدار 50 نقطة أساس في ديسمبر ، قد يمنحهم مجالًا لمواصلة رفع معدلات العام المقبل إذا لم يبدأ التضخم في التباطؤ كما هو متوقع.. ويقلل ذلك من مخاطر جلبهم معدلات أعلى مما يريدون، وهي استراتيجية مفيدة لأن توقعات المسؤولين تظهر أنهم مترددون في خفض أسعار الفائدة العام المقبل”.

وقالت كاثي بوستانسيك، كبيرة الاقتصاديين الأميركيين في أكسفورد إيكونوميكس  :”إن القائمين على أمر السياسة النقدية من رؤساء البنوك الفيدرالية،  قد يواجهون تحديًا  إذا أساء المستثمرون تفسير  عملية الانحدار ، وحدوث انتعاش بأسواق الأسهم، وخفت الظروف المالية، كما فعلوا بعد اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في يوليو. لأن هذا قد يأتي بنتائج عكسية بالنسبة للاحتياطي الفيدرالي”.

وختمت الصحيفة بقولها، سيحتاج المسؤولون في الاحتياطي الفيدرالي إلى استيعاب عدد كبير من التقارير الاقتصادية قبل اجتماعهم النهائي لهذا العام، بما في ذلك تحديثان عن أسعار المستهلك وتقريرين شهريين للوظائف قبل قرارهم في الاجتماع الذي يستمر يومين وينتهي في 14 ديسمبر.

قال بعض المراقبين، إنهم في الاحتياطي الفيدرالي، يريدون أن يروا أن الطلب في سوق العمل يتوازن بشكل أفضل مع العرض وأن يكون هناك عدة انخفاضات شهرية في أسعار المستهلكين الأساسية في الولايات المتحدة، خاصة في الغذاء والطاقة.