محللون دوليون يحددون وضع الاقتصاد المصري بعد قفزة الدولار أمام الجنيه
كتب- محمد عوض
علقت صحف ووكالات دولية على قرارات تحريك سعر صرف الجنيه المصري أمام الدولار، حيث اعتبرت ذلك بمثابة تحوط اقتصادي للقضاء على السوق السوداء ووجود سعرين للدولار في البلاد.
قال وكالة رويترز، تحرك الجنيه المصري بأكثر من 13٪ دون 32 جنيها مقابل الدولار الأمريكي اليوم الأربعاء مع انتقال البنك المركزي إلى سعر صرف أكثر مرونة بموجب شروط حزمة الدعم المالي لصندوق النقد الدولي.
وأثار انخفاض الجنيه تكهنات بشأن المدى الذي قد تنخفض فيه العملة في نهاية المطاف، حيث يأمل بعض المحللين من هذه الخطوة عودة المستثمرين الأجانب إلى السوق المصرية ويبدأ المصريون العاملون في الخارج في إرسال المزيد من مدخراتهم إلى الوطن.
لجأت مصر إلى صندوق النقد الدولي طلبا للمساعدة بعد أن أدت الحرب الروسية في أوكرانيا إلى ارتفاع فواتير القمح والنفط .
وأظهرت بيانات رفينيتيف أن الجنيه وصل إلى 32.14 للدولار من حوالي 27.60 عند افتتاح التداول اليوم الأربعاء.
وتحركت العملة بنسبة تراكمية 51٪ مقابل الدولار منذ مارس.
لكن انتعش لاحقًا إلى حوالي 29.60 مقابل الدولار.
وقالت مصر إنها ستتحول إلى سعر صرف “مرن بشكل دائم” .
في تقرير مقدم إلى صندوق النقد الدولي نشره الصندوق يوم الثلاثاء ، قالت الحكومة إن البنك المركزي قد يتدخل أحيانًا في أوقات التقلب المفرط في أسعار الصرف ، لكن لن يكون هناك استخدام لصافي الأصول الأجنبية للبنوك.
وأشار بعض المحللين أنهم يعتقدون أن تحرك العملة ربما وصل إلى حد المطلوب.
وقال فاروق سوسة من بنك جولدمان ساكس: “عندما يبدأ مستثمرو المحافظ في العودة ، يكون ذلك عندما يصل السوق إلى حالة التوازن.
وسينخفض الطلب المحلي على الدولار بشكل كبير.
وقالت مونيكا مالك، الخبيرة الاقتصادية في بنك أبوظبي التجاري، إن هذا التحريك ربما يعيد تراكم العملات الأجنبية.
من جانبها، قالت شبكة بلومبيرج الأميركية، واصلت مصر المضي قدمًا في أحدث تحريك لقيمة عملتها بعد حصولها على تأكيدات بدعم من صندوق النقد الدولي ، مع مطابقة الجنيه تقريبًا للأسعار المدرجة في السوق السوداء.
يعد التحريك، جزءًا مما تعهدت به السلطات وهو التزام بنظام عملة أكثر مرونة، ويهدف إلى المساعدة في القضاء على السوق الموازية.
وعرض صندوق النقد الدولي يوم امس الثلاثاء تفاصيل حزمة دعم بقيمة 3 مليارات دولار لمصر.
وقال إن الدولة تتجه نحو سياسة صرف عملات أجنبية مرنة وأن أي تدخل من قبل البنك المركزي سيكون موجهًا بالحاجة إلى التخفيف من تقلبات السوق.
واعتبرت بلومبيرج، ان التحريك يعمل على دخول المزيد من التمويلات من الخارج.
سارت الأسهم المصرية في اتجاه صعودي منذ أن بدأت الجولة الأخيرة من تحريك العملة في أكتوبر الماضي حيث رأى المستثمرون فرصة للاستفادة من الأسهم الرخيصة.
ارتفع مؤشر EGX 30 القياسي بما يصل إلى 4.4٪ اليوم الأربعاء ، وهو أعلى مستوى في شهرين.
قد تكون هذه الخطوة اليوم الأربعاء إشارة إلى أن مصر تتجه أكثر نحو سياسة سعر صرف مرنة يدعمها صندوق النقد الدولي .
وقالت كارلا سليم الخبيرة الاقتصادية في ستاندرد تشارترد بي إل سي: سيعمل تحريك الجنيه على تحقيق المزيد من التدفقات الدولارية ، مما يوازن الطلب والعرض بالنقد الأجنبي، مشيرة إلى أن ذلك، من المرجح أن يؤدي سد فجوة السوق الموازية والوصول إلى استقرار في سعر الجنيه أمام الدولار.
وقالت صحيفة بارون الأميركية، ان تحريك سعر الجنيه، ياتي في مواجهة نواتج الحرب الأوكرانية، واتجاه مصر بشكل أكبر إلى تنفيذ “إصلاحات هيكلية واسعة النطاق.
ويبلغ احتياطي مصر من العملات الأجنبية 34 مليار دولار فقط مقارنة بـ 41 مليار دولار في فبراير الماضي.
أخيرا، قالت صحيفة بيزنس ريكورد الهندية، أنه مع تحريك سعر الجنيه، أغلق مؤشر الأسهم القيادية في مصر مرتفعا 0.4٪ ، بعد انخفاض حاد في الجلسة السابقة.
عزا المحللون هذا الارتداد، كرد فعل للانخفاض القوي يوم أمس حيث رأى التجار فرصة للشراء.
تحرك سعر الجنيه المصري بأكثر من 13٪ إلى مستوى جديد متجاوزا ال 29 جنيه مقابل الدولار مع انتقال البنك المركزي إلى سعر صرف أكثر مرونة.
