Bloom Gate -بوابة بلوم
Herms2024

صحف ومنصات دولية: التجارة العالمية تشهد تحديات كبيرة.. وقطاع التصنيع الأكثر تأثرا

بلومبيرج: موجة الضغوط تضرب حركة التجارة العالمية.. تش إس بي سي: تباطؤ الطلب يضر بالمصدرين الآسيويين

كتب-محمد عوض:

سلطت صحف ومنصات دولية الضوء على أبرز مستجدات النشاط الدولي، من خلال رصد حركة التجارة العالمية وسلاسل التوريد، ذاكرة إن المصدرين الآسيويون يواجهون تحديات كبيرة مع تباطؤ الطلب من الأسواق الرئيسية مثل الولايات المتحدة وأوروبا والصين خلال الأشهر المقبلة، وفقًا لما ذكره اقتصاديون.

تطورات عالمية

رصدت شبكة بلومبيرج أبرز التغيرات، والتي تركزت على زيادة النشاط التجاري في الصين، وحدوث اضطرابات في بريطانيا.

حول مرونة الصادرات، ارتفع الفائض التجاري الصيني إلى مستوى قياسي مع نمو الصادرات بشكل أسرع من المتوقع، الأمر الذي يخفف من بعض المخاوف بشأن تراجع الطلب العالمي وتقديم الدعم للاقتصاد الأكبر في آسيا والثاني عالميًا، والذي يكافح تفشي فيروس كوفيد المتقطع ومشاكل عقارية.

اضطرابات المملكة المتحدة

ومن المرونة في الصين، إلى ازدحام حركة الشحن في تايوان، فقد أظهر الشحن في مضيق تايوان علامات على العودة إلى طبيعته، على الرغم من أن إعلان الصين عن تدريبات عسكرية جديدة بالقرب من الجزيرة يشير إلى استمرار المخاطر حول الصناعة.

وبعيدًا عن آسيا إلى بريطانيا واحتجاجات العمال، يخطط ما يقرب من 2000 عامل في رصيف أكبر ميناء للحاويات في بريطانيا للإضراب لمدة ثمانية أيام هذا الشهر بعد فشلهم في التوصل إلى اتفاق حول الأجور.

ومن المقرر أن تنخفض مستويات المياه على نهر الراين بشكل خطير ، مما يعرض تجارة كميات هائلة من السلع للخطر حيث تسعى القارة إلى تجنب حدوث أزمة اقتصادية.

وعن أرباح ميرسك، رفعت شركة الحاويات العملاقة الثانية في العالم توقعاتها للأرباح للمرة الثانية هذا العام بعد أن أدى الازدحام على الممرات التجارية إلى زيادة أسعار الشحن العالمية، مما أدى إلى خلق “سوق استثنائي” لشركات النقل.

وأخيرًا من بلومبيرج، حول التوترات التجارية، قالت الحكومة الكندية إنها ستتحدى فرض الرسوم الأميركية على الأخشاب، قائلة إن التعريفات تسببت في “ضرر غير مبرر” للصناعة والعاملين.

التراجع يخيم على أسواق أوروبا

من جانبها، أوردت شبكة سي إن بي سي الأميركية، ما قاله الخبير الاقتصادي وكبير الاقتصاديين لمنطقة آسيا في بنك إتش إس بس سي “فريدريك نيومان”، من إن المصنعين في أوروبا  يشهدون حركة من التراجع بشكل كبير، وبالتحديد في ألمانيا .

وأشار الخبير الاقتصادي: ”من المهم أن نعلم أن أوروبا هي سوق تصدير رئيسي للمصدرين الآسيويين، ونتوقع أيضًا انخفاضًا جوهريًا في الشحنات القادمة خلال النصف الثاني من العام”.

وأضاف أن تباطؤ كل من الولايات المتحدة وأوروبا سيكون بمثابة رياح معاكسة للمصدرين الآسيويين.

وذكر  نيومان “إن التباطؤ في الاقتصاد الصيني سيزيد من المشاكل التي تواجه المصدرين في المنطقة، فمن الواضح أن البيانات التجارية تظهر ضعفًا في الطلب المحلي، حيث تعد الصين ثالث سوق تصدير كبير  لأوروبا. ومن هذا المنظور ، لا يمكن استبعاد حدوث ركود تجاري في هذه المرحلة ”.

ضعف نمو الصين

انخفض مؤشر مديري المشتريات التصنيعي في الصين إلى 49.0 درجة في يوليو من 50.2 في يونيو ، حسبما ذكر المكتب الوطني للإحصاء.

وتمثل قراءات مؤشر مديري المشتريات التوسع أو الانكماش على أساس شهري، كما وتشير القراءة فوق 50 إلى النمو بينما تشير  القراءة الأقل من 50 إلى الانكماش.

يعد قطاع التصنيع بالفعل الجزء الأكثر هشاشة في الاقتصاد العالمي في الوقت الحالي، فالصين، شهدت نموًا اقتصاديًا ضئيلًا بنسبة 0.4٪ فقط على أساس سنوي في الربع الثاني، رغم إنها هي سوق التصدير الرئيسي للعالم وليس لأوروبا فقط، لذلك فإن التباطؤ في ثاني أكبر اقتصاد في العالم سيكون له تأثير شامل على المنطقة بأكملها.

نمو آسيا

وقال: ”هذا هو المكان الذي نشهد فيه أولى علامات الضعف سواء في الولايات المتحدة ، سواء في الصين ، أو في أوروبا” ، مضيفًا أن التباطؤ سيكون له تأثير سلبي على نمو آسيا.

وأضاف “تعتمد آسيا بشكل خاص على اقتصادات قطاع التصنيع العالمي مثل كوريا [الجنوبية] واليابان وتايوان – فجميعهم يوجد عليهم طلب صناعي عالمي، لذا فإن هذا التباطؤ الفوري سينتقل إلى نمو أبطأ في آسيا”.

الضغط التضخمي

يرى الخبير الاقتصادي أن توقعات التصنيع العالمية الضعيفة تزداد تعقيدًا بسبب ارتفاع التضخم في جميع أنحاء المنطقة، فيكمل نيومان ويقول :”لدينا أيضا مشكلة بالتضخم، وهو ما يجعل الأمر صعبًا،ونعتقد أنه سيستمر معنا طوال العام”.

أسعار السلع

وقال إن أسعار السلع الأساسية بدأت في ”الانخفاض بعيدًا عن درجة الغليان، مما قد يحد من التضخم ويهدأ ارتفاع الأسعار.. ومع ذلك ، لا يزال التضخم الأساسي  مرتفعاً – مدفوعاً جزئياً بالأجور واضطرابات سلسلة التوريد.

وأضاف نيومان أن هذا سيضر على الأرجح المصدرين في آسيا حيث من المرجح أن يزيد التضخم الأساسي من ضغوط الأسعار على المستهلكين.

من جانبها، قالت صحيفة تشاينا دايلي الصينية، إن خبراء قالوا  بعد مراجعة البيانات الرسمية التي أصدرتها إدارة الجمارك الصينية، إنه من المتوقع أن تصبح صادرات الصين أكثر مرونة مع توسع الطلب من الأسواق الناشئة مثل رابطة دول جنوب شرق آسيا والهند بشكل سريع.

نمو صادرات الصين للأسواق الناشئة

أظهرت البيانات أن الصادرات إلى الأسواق الناشئة في الأشهر السبعة الأولى من العام نمت بقوة على الرغم من تباطؤ الاقتصاد العالمي.

وقال باي مينج ، نائب مدير قسم أبحاث السوق الدولية في الأكاديمية الصينية للتجارة الدولية: “يعكس النمو السريع في الصادرات إلى الأسواق الناشئة تحسن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين وتلك الاقتصادات ، ومن المتوقع أن يستمر  ذلك الزخم، والتعاون الاقتصادي مع  بكين”.

وتابع مينج “وبفضل ذلك، من المتوقع أن تظل صادرات الصين مستمرة على هذه الوتيرة، على الرغم من الركود الاقتصادي الذي تواجهه الاقتصادات المتقدمة والنهج الحمائي للتجارة الذي تبنته الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية”.

وفقا للإدارة العامة للجمارك، ارتفعت صادرات الصين إلى دول الآسيان ، أكبر شريك تجاري لها ، بنسبة 19 في المائة مقارنة بالعام الماضي لتصل إلى 2.05 تريليون يوان (300 مليار دولار) خلال الأشهر السبعة الأولى من العام.

كما ارتفعت قيمة الصادرات إلى الاقتصادات المشاركة في مبادرة الحزام والطريق بنحو 20 في المائة على أساس سنوي ، لتصل إلى 4.27 تريليون يوان.

انتعاش سلسة التوريد الصينية 2022

قال المحللون إن وتيرة النمو السريع تُعزى في الغالب إلى تراجع حدة  أزمات سلسلة التوريد في الصين وزيادة الإنتاج في تلك الاقتصادات، مما أدى إلى تحسين الطلب على المواد الخام والسلع الوسيطة من الصين.

على صعيد أوسع ، تم تحفيز النمو أيضًا من خلال تحسين التجارة الثنائية وتسهيل وتحرير الاستثمار بين اقتصادات الصين والاسيان ، وذلك بفضل اتفاقيات التجارة الحرة والترتيبات التجارية الأخرى.

وفقًا لتقرير جديد صادر عن  هيوا تشانج سيكيورتيز ، سجلت الصين حركة صادرات قوية مدفوعة إلى حد كبير بالطلب المتزايد في الاقتصادات المتقدمة منذ عام 2021، ومع بدء الاقتصادات المتقدمة في التعثر ، تراجعت مساهمتها في نمو الصادرات الصينية.

تقسيم صادرات الصين

من ناحية أخرى ، زادت صادرات الصين إلى الأسواق الناشئة مثل الآسيان والهند في الأشهر الأخيرة ، مقارنة بمستويات ما قبل كوفيد، حسبما ذكر التقرير.

من عام 2016 إلى عام 2019 ، شكلت الشحنات الصادرة إلى الهند وإندونيسيا والبرازيل 2.5 في المائة و 1.3 في المائة و 1.7 في المائة على التوالي من إجمالي صادرات الصين. وذكر التقرير أن الأرقام المقابلة ارتفعت في الأشهر الأخيرة إلى 2.7 في المائة و 1.5 في المائة و 2 في المائة.

ويقول الخبراء،  إن “المنتجات الصينية تتمتع بقدرة تنافسية عالية في الأسواق العالمية بفضل جودتها وأسعارها المنخفضة نسبيًا، ويمكن أن تلبي بشكل جيد الطلب من الاقتصادات التي تسعى إلى تحقيق نمو مستدام وسريع”.

المواد الكيمائية

وفقًا للتقرير ، زادت صادرات الصين من المواد الكيميائية والمواد الخام للنسيج ومنتجات المنسوجات ومنتجات المعادن الأساسية إلى الآسيان بشكل ملحوظ هذا العام.

المطاط والبلاستيك

كما زادت  صادرات المواد الكيماوية والبلاستيكية والمطاطية ومنتجات المعادن الأساسية والمنتجات الميكانيكية والكهربائية إلى الهند ، بالإضافة إلى صادرات الكيماويات والمنتجات الميكانيكية والكهربائية والمواد الخام النسيجية إلى البرازيل.

قال تشاو وينج، كبير الاقتصاديين في شركة سينولينك سيكيورتيز، إن هناك تكاملًا قويًا في هياكل التصدير في الصين والآسيان.

وذكر  جاو لينجيون، مدير قسم الاستثمار الدولي في معهد الاقتصاد العالمي والسياسة، وهو جزء من الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ، إن الشركات الصينية بحاجة إلى خفض تكاليف الإنتاج والارتقاء في قيمة المصنوعات، لتحسين القدرة التنافسية للسلع الصينية في الأسواق العالمية.

الرابط المختصر
لمتابعتنا عبر تطبيق نبض اضغط هنا
Bloom and Nabd
آخر الأخبار