سي إن بي سي: قطاع الصناعة الأميركي المتضرر الأكبر من قرار الاحتياطي الفيدرالي برفع الفائدة
كتب: محمد عوض
انخفض الإنتاج في المصانع الأميركية بشكل غير متوقع مايو الماضي، في أحدث علامة على تباطؤ النشاط الاقتصادي، بعدما رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الفائدة، وشدد سياسته النقدية للحد من التضخم، وفق ما ذكرت شبكة سي إن بي سي الأميركية.
جاء التراجع الأول في الإنتاج الصناعي منذ يناير، بينما كان التراجع الآخر في مايو الماضي، والذي ترجم في انخفاض مبيعات التجزئة بالإضافة إلى الانخفاضات الحادة في بناء المنازل وطلب التصاريح.
قالت سي إن بي سي، يعكس ضعف الإنتاج أيضًا تحولًا في الإنفاق من السلع إلى الخدمات.
وعلق أندرو هانتر ، كبير الاقتصاديين الأميركيين في كابيتال إيكونوميكس، وقال: “يقول هذا بوضوح أن الاقتصاد الأميركي يتباطأ و الركود يلوح في الأفق، وهو ما يقول بأهمية ألا يواصل بنك الاحتياطي الفيدرالي سياسته في التشديد النقدي”.
انخفض الإنتاج الصناعي بنسبة 0.1 ٪ الشهر الماضي بعد ارتفاعه بنسبة 0.8 ٪ في أبريل.
وكان اقتصاديون، قد توقعوا زيادة إنتاج المصانع 0.3 بالمئة، لافتين إلى الصناعة الأميركية تمثل 12٪ من الاقتصاد الأميركي، مدعومة بالطلب القوي على السلع.
وبين التقرير، إن المستهلكين يتجهون أكثر للإنفاق على الخدمات من السلع النهائية، هذا إضافة إلى أن حرب روسيا ضد أوكرانيا وسياسة الصين بعدم التسامح مع ظهور وتفشي حالات كورونا بعمل حجر صحي، أدت إلى مزيد من التشابك والاضطرابات في عمليات الشحن والتوريد وسلاسلها الدولية.
وفي بعدٍ آخر لتراجع التنامي في الاقتصاد الأميركي، يمكن القول إن استمرار ارتفاع قوة الدولار نتيجة لارتفاع أسعار الفائدة، يمكن أن يجعل الصادرات الأميركية أكثر تكلفة، ما يحجم المستوردين عن الإقبال عليها.
ورفع الاحتياطي الأميريكي سعر الفائدة بمقدار 150 نقطة أساس منذ مارس.
وقالت روبيلا فاروقي، كبيرة الاقتصاديين الأمريكيين في هاي فيركونسي إيكونوميكس بنيويورك:”من المرجح أن يواجه نشاط التصنيع تقلبات معاكسة على المدى القريب، من اضطرابات سلسلة التوريد بالصين والحرب في أوكرانيا”.
أظهر مسح أجراه بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك قبل أيام أن النشاط في المصانع في ولاية نيويورك سيظل ضعيفًا في يونيو ، مع انخفاض الطلبات للمرة الأولى منذ أكثر من عام.
جاء الانخفاض المفاجئ في إنتاج المصانع في شهر مايو بعد ثلاثة أشهر من النمو بلغ متوسطه حوالي 1٪، وارتفع إنتاج التصنيع بنسبة 0.1٪ ، مدعوماً بالزيادة في منتجات البترول والفحم، والتي عوضت الانخفاض في منتجات الأغذية والمشروبات والتبغ وكذلك الورق والطباعة.
لكن إنتاج السلع طويلة الأمد انخفض بنسبة 0.2٪، متأثرا بتراجع المنتجات الخشبية والآلات، كما ارتفع الإنتاج في مصانع السيارات بنسبة 0.7٪ الشهر الماضي بعد ارتفاعه بنسبة 3.3٪ في أبريل.
وزاد الإنتاج التعديني 1.3٪ بعد ارتفاعه 1.1٪ في الشهر السابق، وكذلك زاد إنتاج المرافق 1.0٪ بعد صعوده 5.5٪ في أبريل.
