بعد زيادتها للمرة الخامسة.. إلى متى يستمر الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة؟

كتب – محمد عوض:

رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، اليوم الأربعاء، أسعار الفائدة بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية أخرى، 0.75، مشيرًا إلى أنه سيواصل الارتفاع فوق المستوى الحالي، وفق ما ذكرت سي إن بي سي الأميركية.

في سعيه لخفض التضخم الذي يقترب من أعلى مستوياته منذ أوائل الثمانينيات، أي منذ 40 عامًا، رفع الفيدرالي، سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية إلى نطاق 3٪ -3.25 % ، وهو أعلى مستوى لها منذ أوائل عام 2008.

وفي هذا الإطار، تراجعت الأسهم عن مكاسبها السابقة بعد الإعلان عن رفع أسعار الفائدة، مع انخفاض مؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 200 نقطة.

سياسة نقدية متشددة

وتقلق تحركات الفيدرالي، المستثمرين ورجال الأعمال من أن الاحتياطي الفيدرالي لا يزال يسير في سياسته المتشددة لفترة أطول مما توقعه البعض.

وتقول التوقعات أن اجتماعات الاحتياطي الفيدرالي المقبلة، سيتم فيها رفع أسعار الفائدة بما لا يقل عن 1.25 نقطة مئوية، وذلك خلال اجتماعيه المتبقيين هذا العام.

بدأت الزيادات في أسعار الفائدة في مارس ومن نقطة قريبة من الصفر تمثل أكثر تشديد من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي منذ أن بدأ في استخدام سعر الفائدة على الإيداع لليلية واحدة كأداة  رئيسية في عام 1990.

كانت المقارنة الوحيدة في عام 1994 ، عندما رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي  الفائدة، بإجمالي 2.25 نقطة مئوية؛ وسيبدأ خفض أسعار الفائدة بحلول يوليو من العام التالي.

استمرار رفع الفائدة

إلى جانب الزيادات الهائلة في أسعار الفائدة، أشار مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي إلى الاستمرار في الارتفاع بالفائدة حتى تصل مستوى الأموال إلى ”سعر نهائي”، أو نقطة نهاية عند 4.6٪ في عام 2023.. وهذا يعني رفع سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة في العام المقبل ولكن دون انخفاض.

لا يشير مخطط النقطة النهائية” لتوقعات بتخفيضات في أسعار الفائدة حتى عام 2024.

 أكد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وزملاؤه في الأسابيع الأخيرة أنه من غير المحتمل حدوث تخفيضات في أسعار الفائدة العام المقبل.

لكن تقول سي إن بي سي،  أن هناك تقديرات تقول بارتفاع معدل البطالة إلى 4.4% بحلول العام المقبل من 3.7% الحالي.

وغالبًا ما تكون هذه الارتفاعات في معدل البطالة والتضخم مصحوبة بفترة ركود.

تباطؤ الاقتصاد العالمي

إلى جانب ذلك، يرى محللون أن نمو الناتج المحلي الإجمالي سيتباطأ إلى 0.2٪ لعام 2022 ، ثم يرتفع بشكل طفيف في السنوات التالية إلى  1.8% فقط. تعتبر التوقعات المعدلة انخفاضًا حادًا عن التقديرات التي بلغت 1.7% في يونيو وتأتي بعد ربعين متتاليين من النمو السلبي, وهو تعريف مقبول عمومًا للركود.

تأتي الزيادات أيضًا مع الآمال في أن ينخفض التضخم العام إلى 5.4٪ هذا العام ، وفقًا لمؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، والذي أظهر  وصول التضخم إلى 6.3% في أغسطس.

ويرى ملخص التوقعات الاقتصادية تراجع التضخم مرة أخرى إلى هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2% بحلول عام 2025.

ومن المتوقع أن ينخفض التضخم الأساسي باستثناء الغذاء والطاقة إلى 4.5٪ هذا العام ، ولم يتغير كثيرًا عن المستوى الحالي البالغ 4.6٪ ، قبل أن ينخفض في النهاية ويصل إلى 2.1٪ بحلول عام 2025.

جنبًا إلى جنب مع زيادة معدل الفائدة ، يعمل بنك الاحتياطي الفيدرالي على تقليل مقدار حيازات السندات التي تراكمت لديه على مر السنين.

شهد شهر سبتمبر  بداية ”تشديد كمي” عالي ، كما هو معروف في الأسواق ، مع السماح بما يصل إلى 95 مليار دولار شهريًا من عائدات السندات المستحقة في التداول في الميزانية العمومية للاحتياطي الفيدرالي البالغة 8.9 تريليون دولار.