بورش تنجح بإسقاط دعوى تطالبها بتعويضات تبلغ 5.3 مليار دولار
نجحت شركة “بورش” في إسقاط الدعاوى القضائية الموجّهة ضدها من صناديق التحوط التي تسعى إلى الحصول على تعويضات تُقدّر بـ5.4 مليار يورو (5.3 مليار دولار)، إذ تزعم الصناديق أنَّها تكبدتها خلال عملية استحواذ “بورش” على شركة “فولكس واجن” التي باءت بالفشل قبل أكثر من عقد من الزمن.
كان مستثمرون ومساهمون رئيسيون من القطاع الخاص قد لاحقوا “بورش” لتعويضهم عن الخسائر التي تكبدوها في تعاملاتهم على أسهم “فولكس واجن”. كما رفض قضاة ألمان يوم الجمعة دعاوى ذات صلة بالأمر، رفعها مستثمرون ضد “فولكس واجن”، حيث طلبوا 2.3 مليار يورو من شركة صناعة السيارات بذريعة أنَّها فشلت في تحذيرهم من التلاعب المزعوم في السوق.
قال القاضي ماتياس ويز في المحكمة: “لا يمكن قبول الدعاوى من الناحية القانونية على الإطلاق”.
يعود حكم يوم أمس الجمعة إلى الجولة الصاخبة من محاولة “بورشه” عام 2008 شراء “فولكس واجن” التي تفوقها بكثير من حيث الحجم من أجل أن تتعثر الخطة فقط، وتقلب “فولكس واجن” الطاولة، وتستحوذ بدورها على شركة صناعة السيارات الرياضية. في خطوة أثارت الفوضى بين مستثمري “فولكس واجن”؛ كشفت “بورش” في 26 أكتوبر 2008 أنَّها تسيطر على 74.1% من شركة صناعة السيارات الألمانية العملاقة، وذلك بشكل جزئي من خلال الخيارات، كما أنَّها تسعى للاستحواذ عليها، وهي خطة نفتها شركة صناعة السيارات الرياضية سابقاً.
لم تكن المعلومات التي كشفت عنها “بورش” حول نواياها في عام 2008، “خاطئة أو مضلّلة بشكل صارخ”، بما يكفي للسماح بقيام أي ادّعاءات في المحكمة، وفقاً لما قاله القاضي. إذ أشار إلى أنَّ الشركة أفادت في وقت سابق بأنَّها تفكر في الاستحواذ على “أكثر من 50%” من الشركة، وهي صياغة تركت الباب مفتوحاً أمام استحواذ بنسبة 75% أو أكثر.
من جهته، قال متحدّث باسم الشركة مرحباً بهذا القرار: “بالنسبة إلى بورشه؛ يعدُّ هذا انتصاراً مهماً”.
وصف محامي الادّعاء الرئيسي، أكسل فيجنر، الحكم بأنَّه “ليس مفاجئاً”، لأنَّ المحكمة اتخذت لنفسها هذا الموقف منذ بداية “هذه الإجراءات الغريبة” كما وصفها، مشيراً إلى أنَّه يفكر في استئناف الحكم.
أشار جوزيف برويش، محامي “إليوت إنترناشيونال” (Elliott International)، وهو أحد المدعين الآخرين، إلى أنَّه من المرجح أيضاً أن يستأنف موكلوه الحكم.
قال برويش: “لقد أظهرت المحكمة أنَّها أساءت فهم الوظائف المركزية لأسواق رأس المال”.
دفع بيان “بورشه”، الذي أصدرته في أكتوبر 2008، البائعين على المكشوف إلى تغطية مراكزهم، وقاد أسهم “فولكس واجن” إلى الارتفاع، مما جعل منها – ولوقت قصير – الشركة المدرجة الأكثر قيمة في العالم. تمت تبرئة ويندلين فيديكينغ، الرئيس التنفيذي السابق لشركة “بورشه”، والمدير المالي السابق، هولغر هيرتر، في عام 2016، من تهم التلاعب بالسوق بسبب المحاولة الفاشلة لابتلاع “فولكس واجن”.