
أين وصلت شركات المقاولات المصرية في ملف إعادة الإعمار بدول الجوار؟
استحوذ ملف إعادة الإعمار على تحركات شركات المقاولات المصرية في الأشهر الماضية، وذلك مع توافر العديد من الفرص الاستثمارية التي خلفتها الصراعات والحروب في منطقة الشرق الأوسط، والتي تمثل آخرها في حرب غزة، ما استدعى ضرورة تسريع الشركات من مفاوضاتها ومحادثاتها مع الأطراف المسؤولة عن إعادة الإعمار ونظيرتها في الدول المتضررة.
وتصدر الاتحاد المصري لمقاولي التشييد والبناء المشهد، ولازم الحكومة في محادثاتها مع حكومات الدول المجاورة، وتحديدا في ليبيا والعراق بالسنوات الماضية، وتم توقيع اتفاقيات مشتركة، فيما اقتنصت عدة شركات مثل أوراسكوم للتنمية والمقاولون العرب وحسن علام العديد من المشروعات الضخمة، في الدولتين، تركزتا في أنشطة البنية التحتية والطرق والإسكان ومحطات المياه والكهرباء والصرف الصحي.
فرص واعدة
المهندس محمد سامي سعد رئيس الاتحاد، قال لنشرة «بلوم العقارية» التي تصدرها بوابة «بلوم»، إن إعادة الإعمار هي أهم فرص شركات المقاولات المصرية لاقتناص أعمال ضخمة، في ظل القرب الجغرافي والإمكانيات الكبيرة التي تتمتع بها، لافتا إلى أن هناك خطوات كبيرة تم اتخاذها من قبل الشركات ومشروعات تم التعاقد عليها بالفعل خلال الأعوام الأخيرة.
وأوضح أن قيمة المشروعات لا يمكن حصرها عدة أسباب، أولها أن العقود يحدث بها تطور مستمر، ويمكن توسيع الأعمال داخل العقد الواحد، وثانيها أن التكلفة تتغير، وثالثها أن غالبية تلك الأعمال تتم بين الشركات وبعضها، ولا يتنم الإعلان عن تفاصيلها، مشيرا إلى أنه على سبيل المثال فإن شركات أوراسكوم وحسن علام اقتنصتا عدة مشروعات في ليبيا وأيضا في العراق، وذلك بتحرك فردي منهما.
محادثات حكومية حول مشروعات في العراق
وعن العراق تحديدا، قال إنه رغم الاتفاق بين الحكومتين في مصر والعراق على تنفيذ مشروعات لإعادة الإعمار، إلا أنه لم يتم تفعيلها بالصورة المثلى، فيما اقتنصت شركات المقاولات المصرية عدة أعمال بصورة منفردة، لافتا إلى أنه لا يمكن إنكار الدعم الحكومي لتحركات الشركات، ولكنها لا تزال في انتظار اتفاقيات رسمية كبرى على مشروعات بعينها.
وفي منتصف 2023، وقع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في زيارته للقاهرة، اتفاقيات تعاون شملت مجالات «التدريب الدبلوماسي وتبادل الخبرات، والسياحة والثقافة، وتعزيز المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، وتطوير الإدارة الحكومية، والشباب والرياضة والإسكان، وإعادة الإعمار، وتعزيز العمل والشؤون الاجتماعية».
غزة تحتاج سنوات لإعادة الإعمار
وعن مشروعات إعادة الإعمار في غزة، أكد رئيس اتحاد مقاولي التشييد والبناء، إن القطاع يعاني من دمار هائل نتيجة الحرب الإسرائيلية، وأطنان القنابل التي تم إلقاءها، منها ما لم ينفجر، ما يعني أنه يجب أن تكون هناك خطوات تأمين من قبل الجهات الدولية، قبل الشروع في أي أعمال أخرى، ثم سيتبع ذلك أعمال رفع الركام وتأهيل القطاع، وهو ما يحتاج لسنوات.
وتابع أن المرحلة الأولى من إعادة التأهيل ستتم عبر الجهات الأممية عبر تنفيذ خيام ومساكن للإيواء لاستيعاب سكان القطاع، ومن ثم بدء تمهيد الطرق وتشغيل المرافق الرئيسية قبل الشروع في إقامة محطات جديدة، مؤكدا أن العمل في القطاع سيكون يسيرا على الشركات المصرية أسوة بما حدث في ليبيا، نظرا لقرب المسافة والعلاقات بين الشعبين، ودور مصر في وقف الحرب، كما أن المؤتمر المقرر عقده بنهاية الشهر الجاري في مصر سيكون له دور كبير في رسم الخطوط العريضة التي سيتم بناء عليها العمل في القطاع.
التحرك فردي في سوريا
وبالنسبة لسوريا، قال المهندس محمد سامي، إن بدء حكومتها التحرك على الصعيد الدولي هو أمر مبشر ببدء استقرارها، وأن تتخذ خطوات أكثر فاعلية نحو ذلك، وهو ما يعني وجود فرصا كبيرة أمام الشركات المصرية، التي ستتحرك بصورة فردية، وستنتظر حدوث مشاورات بين البلدين لدفع عمليات إعادة الإعمار بصورة أكثر قوة.





