كتب-محمد عوض:

تواجه رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة مجموعة من التحديات الاقتصادية الهائلة، فهناك ركود يلوح في الأفق، كما إن البلاد تعيش في خضم أزمة غلاء معيشية حادة، وقد تستمر العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في التدني لبعض السنوات الصعبة المقبلة، وفق ما ذكرت صحيفة ذا جارديان البريطانية.

تصبح ليز تروس رئيسة وزراء المملكة المتحدة، في ضوء اقتصاد على شفا الركود، وفقًا للأرقام التي تظهر أن نشاط القطاع الخاص قد انخفض الشهر الماضي حيث تكافح الشركات وسط ارتفاع التكاليف.

 

ليز تراس

فازت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس بزعامة حزب المحافظين الحاكم، لتصبح رئيسة للحكومة، خلفا لبوريس جونسون الذي أُجبر على الاستقالة بسبب سلسلة من الفضائح.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، كانت استطلاعات الرأي لأعضاء حزب المحافظين ترجح فوز تراس على منافسها وزير الخزانة السابق ريشي سوناك.

وفازت تراس بـ57 %من أصوات أعضاء الحزب، متفوقة على سوناك بنسبة 14 %، وبفوزها، تصبح تراس ثالث امرأة تتولى رئاسة الحكومة في تاريخ بريطانيا.

انخفاض واضح لنشاط التصنيع والخدمات الشهر الماضي

 

وقالت صحيفة الجاريادن، إنه قد كشفت أحدث التقارير من وكالة التصنيف ستاندرد آند بورز جلوبال، عن انخفاض “حاد وسريع” في عمليات الإنتاج الصناعية وعمليات التصنيع بالمملكة المتحدة خلال شهر أغسطس المنقضي، إلى جانب ضعف النشاط في قطاع الخدمات المهيمن في المملكة المتحدة.

أظهر المسح الشهري للأعمال، الذي تراقبه الحكومة وبنك إنجلترا (البنك المركزي) بحثًا عن إشارات الإنذار المبكر حول عمل الاقتصاد، مخاوف متزايدة بشأن ارتفاع التضخم وانخفاض ملحوظ في الثقة بين الشركات.

واعتبرت الصحيفة، إنه تظل ضغوط التكلفة مرتفعة للغاية، ومرتبطة بارتفاع أسعار الطاقة والوقود حيث أدت الحرب الروسية في أوكرانيا إلى زيادة التكاليف في سوق البيع بالجملة.
على عكس المنازل، لا تستفيد الشركات من سقف أسعار الطاقة.

وحول ذلك، علق كريس ويليامسون، كبير الاقتصاديين التجاريين في ستاندرد آند بورز جلوبال ماركيت إينتليجنيس :”ستتعامل رئيسة الوزراء الجديدة مع اقتصاد يواجه خطرًا متزايدًا من الركود”، حيث يواجه الاقتصاد البريطاني “سوق عمل متدهورًا وضغوط أسعار مرتفعة ومستمرة، مرتبطة بالتكلفة الباهظة للطاقة”.

انخفاضات بالجملة في أغسطس

انخفض مؤشر مديري المشتريات الشهري من الوكالة إلى 49.6 في أغسطس ، منخفضًا من 52.1 في يوليو.. وهنا فأي قراءة أعلى من 50 تشير إلى نمو نشاط القطاع الخاص، مايعني تدني القطاع في أغسطس.

تأتي هذه الأرقام في الوقت الذي أشار فيه بعض الاقتصاديين إلى أن الاقتصاد البريطاني انزلق إلى الركود بالفعل هذا الصيف حيث، تتبع الأسر أنماط استهلاك أكثر حزمًا وسط أزمة تكلفة المعيشة.

بريطانيا تدخل الركود

وخلال ذلك، توقع بنك إنجلترا أن يصل التضخم إلى ذروته فوق 13% ، وهو أعلى مستوى منذ أوائل الثمانينيات أي منذ نحو 40 عامًا، ويتوقع ركودًا طويلًا يبدأ في الربع الأخير من العام.

قال الاقتصاديون في جولدمان ساكس”إن التضخم قد يصل إلى ذروته فوق 22% ، وهو قريب من مطابقة الرقم القياسي المسجل في فترة ما بعد الحرب في عام 1975، إذا استمرت أسعار الطاقة بالجملة الحالية المرتفعة في العام الجديد”.

في خطاب قبولها بعد فوزها على ريشي سوناك في سباق قيادة حزب المحافظين، تعهدت تروس “بتقديم خطة جريئة لخفض الضرائب وتنمية الاقتصاد”، وكذلك “التعامل مع فواتير الطاقة الباهظة على أكتاف الناس” قبل شتاء قاسٍ على الأسر والشركات.

قال الاقتصاديون إن التحديات، بما في ذلك التضخم المرتفع للغاية، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والنقص الحاد في الموظفين، كل ذلك يؤثر على النمو.

مع تعرض الأسر لأكبر ضرر لمستويات معيشتهم منذ الخمسينيات من القرن الماضي، عكست بيانات ستاندرد آند بورز ، انهيار الطلب على الخدمات التي تواجه المستهلك مثل المطاعم والفنادق والسفر والأنشطة الترفيهية.

قال جون جلين، كبير الاقتصاديين في كيبس : “لا يزال اضطراب الموانئ، والأعمال الورقية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والنقص بالعمالة يلعب دورًا في زيادة التضخم، والقطاع عاجز نسبيًا عن مواجهة فواتير الطاقة المتزايدة باستمرار”.

وأضاف “ستضع شركات الخدمات أعينها على رئيسة الوزراء الجديدة هذا الأسبوع لأنها تأمل في حل سياسي لخفض التكاليف”.