Bloom Gate -بوابة بلوم
Herms2024

هل تستطيع دول الشرق الأوسط تعويض النفط الروسي وسد حاجة أوروبا؟

كتب: محمد عوض

في الوقت الذي تحاول فيه أوروبا إحباط جهود موسكو الحربية في أوكرانيا من خلال إبعاد نفسها عن النفط الروسي والتوقف عن استيراده، يبدو أن دول الشرق الأوسط هي المنتج الوحيد الذي لديه القدرة الكافية على تعويض النقص أو بالأحرى الإنقطاع الذي قد يحدث، وفق ما ذكرت شبكة سي إن إن الأميركية.

وسأل محللو النفط سؤالًا، حول أي من هذه الدول لديها القدرة التقنية، والأهم من ذلك، الرغبة في تعويض الخام الروسي.

فرضت الدول الغربية مجموعة من العقوبات لمعاقبة روسيا على حربها ضد أوكرانيا، لكن الاتحاد الأوروبي لم يوقف بعد وارداته من النفط والغاز الروسيان، المصدر الرئيسي لإيرادات موسكو، لتجنب الإضرار باقتصاداتهم.

وحول ذلك، قالت وكالة الطاقة الدولية إن فرض حظر طاقة من قبل الاتحاد الأوروبي –المحتمل- على النفط الروسي قد يؤدي إلى نقص 2.2 مليون برميل يوميا من النفط الخام و 1.2 مليون برميل يوميا من المنتجات البترولية.

وذكر التقرير، إنه بينما تمتلك دول الشرق الأوسط ما يقرب من نصف احتياطيات النفط المؤكدة في العالم، فإن الافتقار إلى الاستثمار في البنية التحتية في بعض دولها، علاوة على الصراعات والتحالفات السياسية والعقوبات هي من بين الأسباب التي قد لا تمكن المنطقة من إنقاذ أوروبا.

فيما يلي دليل لما يمكن أن يفعله منتجو النفط وما لا يمكنهم فعله لتعويض الطاقة الروسية حال وقفها من قبل موسكو أو بروكسل:

1- المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة

قالت أمينة بكر، كبيرة محرري منظمة أوبك في إنيرجي إنتليجنس: “إن البلدين لديهما نصيب الأسد من الطاقة الفائضة في أوبك، بنحو 2.5 مليون برميل يوميًا. لكن المملكة العربية السعودية، أكبر منتج في المنظمة، رفضت مرارًا طلبات الولايات المتحدة لزيادة الإنتاج بما يتجاوز الحصة المتفق عليها مع روسيا والمنتجين الآخرين من خارج أوبك، ومن غير المرجح أن تستجيب للدعوات الأوروبية لزيادة الإنتاج”.

ويقول محللون إنه في حال استجد جديد وقام المنتجون العرب بتحويل الشحنات الحالية من وجهاتها في آسيا إلى وجهات أخرى كأوروبا، فهذا أمر قد يكون له تكلفته.

قال روبن ميلز، الرئيس التنفيذي لشركة قمر للطاقة في دبي:”إن هذا لن يكون ممكنًا إلا في إطار مرونة هذه العقود طويلة الأجل، أو بالاتفاق مع المشترين الآسيويين”.

وأشار المحللون إلى نقطة هامة، وهي إنه إذا ما حولت دول الخليج العربي  شحنات نفطها من آسيا إلى أوروبا، فهذا من شأنه أن يعرض للخطر الشراكة الاستراتيجية بين المنطقة العربية والصين، كونها المشتري الرئيسي للشحنات.

2- العراق

قال يوسف الشمري، الرئيس التنفيذي ورئيس أبحاث النفط في سي ماركتيس: “من الناحية النظرية، يمكن للعراق ضخ 660 ألف برميل إضافية يوميًا، حيث ينتج حاليا حوالي 4.34 مليون برميل، وتبلغ طاقته الإنتاجية القصوى 5 ملايين، لكن الانقسامات الطائفية والمأزق السياسي في بغداد يعني أنه لا يمكن الاعتماد عليها للتدخل في انقاذ أوروبا”.

وحول هذا قال محللون إن العراق يفتقر أيضا إلى البنية التحتية اللازمة لزيادة الإنتاج، كما أن الاستثمار في المشاريع النفطية قد يستغرق سنوات قبل جني الثمار.

3- ليبيا

تعاني حقول النفط الليبية من اضطرابات منتظمة بسبب التوترات السياسية المستمرة، ففي أواخر أبريل ، قالت المؤسسة الوطنية للنفط (NOC) إن البلاد تخسر أكثر من 550 ألف برميل يوميًا لا تنتج بسبب إغلاق الجماعات المتناحرة سياسيًا لحقولها النفطية الرئيسية ومحطات التصدير، علاوة على تضرر عدد من مصافي النفط لأضرار بعد اشتباكات مسلحة.

وعلق الشمري وقال: إنه “يكاد يكون من المستحيل الاعتماد على ليبيا للحصول على طاقة فائضة، لأن بعض إنتاجها معطّل منذ سنوات وسط عدم الاستقرار وتكرار الظروف القاهرة في حقول النفط الرئيسية”.

4- إيران

بعد القدرة المشتركة للإمارات والسعودية، من المحتمل أن تكون إيران هي الأكثر استعدادًا لتعويض أوروبا بالنفط، لكن مايعطلها، هو أنها لا تزال تخضع للعقوبات الأميركية مع توقف المحادثات الدبلوماسية، لإحياء الاتفاقية النووية لعام 2015 مع القوى العالمية.

ويقول محللون إن البلاد يمكن أن تساهم بما يصل إلى 1.2 مليون برميل يوميا إذا رُفعت العقوبات الأميركية، بينما يرى تقدير آخر لشركة كيبلر للأبحاث والبيانات، أن إيران لديها 100 مليون برميل مخزنة، ما يعني أنها على استعداد لتزويد أوروبا بمليون برميل يوميًا، أو 1٪ من الإمدادات العالمية، لمدة ثلاثة أشهر تقريبًا.

أما الدول غير الشرق أوسطية التي لديها طاقة فائضة محتملة، فيها نيجيريا وفنزويلا، لكن هما الآخريان لديهما مشكلاتهما كذلك.

وقال الشمري عندما يقال إن دولة ما لديها طاقة فائضة، فهذا يعني أنها “قادرة على ضخ إنتاج معين في غضون 30 يومًا لمدة 90 يومًا على الأقل. لهذا السبب، فإن حظر النفط الروسي “يمكن أن يضر بالاقتصاد العالمي”.

وختم سي إن إن تقريرها الذي استندت فيه لرأي المحللين، إلى إن هذه الظروف غير المواتية والتي تقوي شوكة روسيا أمام أوروبا يترك القارة العجوز أمام الخيار الوحيد المتبقي وهو بالإستيراد من أميركا، لكن حتى مع أميركا توجد مشكلة، فوق محللي النفط فــ”حتى لو قامت الولايات المتحدة بضخ المزيد من النفط والغاز، فلن تكفي أميركا احتياجات أوروبا، كما ولن تلائم الواردات من الخام الأميركي الاحتياجات الأوروبية، لأن خام واشنطن خفيف مقارنة بالخام الذي تنتجه الدول العربية أو روسيا، وهو ما يعني وفق ميلز: إن “الخام الأميركي الخفيف جدًا ليس مناسبًا تمامًا لتلبية احتياجات السوق الأوروبية، ولا لإنتاج وقود الديزل، الذي تحتاجه أوروبا بشكل أكبر”.

الرابط المختصر
لمتابعتنا عبر تطبيق نبض اضغط هنا
Bloom and Nabd
آخر الأخبار