Bloom Gate -بوابة بلوم
Herms2024

أوروبا تواجه أزمة ضخمة مع وقف إمدادات نوردستريم1.. وفاتورة باهظة على الأفراد والشركات

أسوأ زيادات لأسعار الغاز الطبيعي.. وحكومات الاتحاد تضطر لضخ المليارات لمواجهة تبعات الحرب

كتب- محمد عوض:

تتعمق أزمة الطاقة في أوروبا بشكل أكبر في ظل ما تفرضه روسيا من قيودٍ إضافية على صادرات الغاز الطبيعي، وهو الأمر الذي اضطر  حكومات الاتحاد الأوروبي على الإعلان عن إنفاق المليارات من اليورو،  لحماية الشركات والمواطنين من الفواتير الباهظة التي لا يمكن للبعض تحملها، لكن الأمر الأخطر إن كل ذلك، يهدد بذهاب المنطقة الأوروبية إلى الركود، وفق ما ذكر تقرير لشبكة سي إن إن.

ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي

ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي القياسي الأوروبي بنسبة 28٪ لتصل إلى 274 يورو (272 دولارًا) لكل ميجاواط/ ساعة، وذلك في اليوم الأول من التداول بعد أن أوقفت شركة الطاقة الروسية العملاقة غازبروم ضخ الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 الحيوي إلى أجل غير مسمى،  مبررة ذلك باكتشافها لحدوث تسرب نفطي، وخلل في عمل التوربينات المشغلة للأنابيب.

في العام الماضي، نقل خط أنابيب نوردستريم حوالي 35٪ من إجمالي واردات أوروبا من الغاز الروسي، لكن منذ يونيو، خفضت غازبروم الروسية تدفقات الغاز على طول نورد ستريم 1 إلى 20% فقط من طاقتها، مستشهدة بضرورات الصيانة والخلاف حول التوربينات المفقودة المحصورة في عقوبات التصدير الغربية.

أثار قرار  روسيا بعدم إعادة الضخ عبر خط الأنابيب يوم السبت الماضي، مخاوف من أن يدخل لالاتحاد الأوروبي في أزمة خانقة أكبر من الحالية، وسط قلق من نفاد مخزونات غاز الشتاء قبل انتهاء الفصل البارد، على الرغم من الجهود الناجحة لملء صهاريج التخزين.

 أدت مخاوف مماثلة في المملكة المتحدة إلى ارتفاع العقود الآجلة للغاز الطبيعي بالجملة بأكثر من الثلث.

تسببت أخبار إغلاق خط الأنابيب إلى أجل غير مسمى منذ الجمعة الماضية في انخفاض اليورو إلى ما دون 0.99 مقابل الدولار، وهو أدنى مستوى له منذ 20 عامًا.

 بلغ الجنيه الإسترليني  1.14 أمام الدولار ، وهو أدنى مستوى منذ عام 1985، حيث يخشى التجار من الخسائر التي قد تحدث بسبب نقص حاد في الطاقة على النشاط الاقتصادي الإقليمي والميزانيات الحكومية.

ووفق ما ذكرت صحيفة ذا جاريادن البريطانية، فيقول بعض المحللين بأن بريطانيا قد دخلت الركود بالفعل، وأن هذا من المتوقع أن يظهر ويتفاقم خلال الأشهر المقبلة، ما لم تتحرك الحكومة الجديدة، التي تولتها ليز تراس.

مبالغ طائلة لدعم الأفراد والشركات

تستعد بعض الدول لإنفاق مبالغ طائلة في محاولة للحد من الألم الاقتصادي الناجم عن الحرب الأوكرانية التي بدأتها روسيا.

ألمانيا

أعلنت الحكومة الألمانية يوم الأحد الماضي عن حزمة إغاثة بقيمة 65 مليار يورو (64 مليار دولار) لمساعدة الأسر والشركات على التكيف مع ارتفاع التضخم.

تعتمد ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، بشكل خاص على صادرات الغاز الروسية لتزويد منازلها وصناعاتها الثقيلة بالطاقة.

وحول ذلك، علق هولجر شميدنج، كبير الاقتصاديين في بيرنبيرج، وقال :”إنه إلى جانب الإجراءات السابقة، يصل إجمالي الدعم الحكومي إلى 95 مليار يورو (64 مليار دولار)، أي ما يعادل حوالي 2.5٪ من الناتج المحلي الإجمالي الألماني”.

بريطانيا

تواجه رئيسة الوزراء الجديدة، زعيمة حزب المحافظين الحاكم، ليز تراس، وثالث امرأة تتولى حكم المملكة المتحدة بعدما خلفت بوريس جونسون كرئيس لوزراء المملكة المتحدة أمس، ضغوط هائلة للإعلان عن المزيد من المساعدات للأفراد وللأسر والشركات مع ارتفاع فواتير الطاقة، ووصولها لمعدلات باهظة يصعب معها النجاح للشركات أو تحملها من قبل الأسر .

تدرس تراس  تنفيذ حزمة بقيمة 100 مليار جنيه إسترليني (115 مليار دولار) للمساعدة في ارتفاع تكاليف المعيشة، بما في ذلك دعم دفع فواتير الطاقة، وفقًا لتقرير صادر عن صحيفة صنداي تايمز ، نقلاً عن مصادر لم تسمها في وزارة المالية في البلاد.

وإذا كان الأمر كذلك، فإن ذلك سيتجاوز تكلفة خطة الإجازة الوبائية في المملكة المتحدة، والتي دعمت فيها الحكومة رواتب العمال والموظفين لمنع التسريح الجماعي لهم  بنحو 30 مليار جنيه إسترليني (34 مليار دولار).

الاستعداد لفصل الشتاء

على مدى أشهر ، كان الاتحاد الأوروبي يعزز احتياطياته من الطاقة للأشهر الباردة ، عندما يرتفع الاستهلاك من قبل الناس أفرادًا وشركات، وذلك مع الخشية من أن لا تزيد روسيا إمدادتها وتقوم على خفض هذه الإمدادات من الغاز.

وبالفعل، أوقفت موسكو ضخ الغاز إلى العديد من الدول الأوروبية “غير الصديقة” كما رفضت شركات الطاقة الأمر بسبب رفضها دفع ثمن الغاز بالروبل الروسي، كما يصر الكرملين، بدلاً من اليورو أو الدولارات المنصوص عليها في العقود.

جاء إعلان نورد ستريم 1 يوم الجمعة الماضي بعد ساعات فقط من موافقة دول مجموعة السبع على تحديد السعر الذي يمكن لروسيا أن تبيع به نفطها في محاولة للحد من إيراداتها من النفط والغاز، اللذان تستخدمهما  لتمويل حربها في أوكرانيا.

وعلق متحدث باسم شركة سيمنز ( GCTAF )، الشركة الألمانية المصنعة لتوربينات نورد ستريم 1 :”إن تسرب النفط ليس من الخط الإمدادي ليس سببًا تقنيًا لإيقاف كامل عمليات التشغيل”.

وقال متحدث باسم سيمنز  لشبكة سي إن إن الأميركية :”بغض النظر عن هذا، فقد أشرنا بالفعل عدة مرات إلى أن هناك ما يكفي من التوربينات الإضافية المتاحة في محطة ضاغط بورتوفايا لتشغيل نورد ستريم 1″.

ومع اشتداد أزمة الطاقة، قامت دول الاتحاد الأوروبي بملء صهاريج ومستودعات تخزين الغاز بسرعة.

 تمتلئ مستودعات الحفظ والتخزين الآن بنسبة 82٪ من طاقتها الكاملة لاستيعاب الغاز، وفقًا لبيانات من جاز إنفراستركشير يوروب، وهو ما يتجاوز النسبة المستهدفة البالغة 80٪ التي حددها المسؤولون قبل نوفمبر.

وذكر شميدنج في تعليقٍ آخر له : “على الرغم من خطر نقص الطاقة، ما زلنا نتوقع أن تمر معظم أوروبا بموسم الشتاء المقبل دون الاضطرار إلى إغلاق أجزاء ونقاط كبيرة من عدد من الصناعات، في محاولة لتقنين إمدادات الغاز على نطاق واسع”.

يعرف القادة الأوروبيون أنهم بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لتجنب المصاعب المنتشرة والحد من تداعيات الركود.

ومن المقرر أن يعقد وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي اجتماعًا طارئًا يوم الجمعة المقبل لمناقشة خطط المساعدة في حماية الأوروبيين من أسوأ ارتفاع في أسعار الطاقة.

تشمل المقترحات الأولية، عمل آلية لفصل أسعار الكهرباء عن أسعار الغاز الطبيعي، وعرض ائتمان طارئ لشركات الطاقة المعرضة لخطر الإفلاس، وفقًا لمسودة اطلعت عليها وكالة رويترز.

الرابط المختصر
لمتابعتنا عبر تطبيق نبض اضغط هنا
Bloom and Nabd
آخر الأخبار