بات السوق العقاري في مصر على موعد مع تغيرات جديدة لكن هذه المرة ستكون تغيرات إيجابية بعد صفقة رأس الحكمة الصخمة التي وقعتها مصر والإمارات، والتي سيكون لها تأثير كبير على محاور عدة في السوق أهمها الفرص الاستثمارية التي ستكون متاحة أمام الشركات العقاية والأماكن الجديدة التي سيزداد الطلب عليها، وهو ما ترصده نشرة بلوم العقارية من رؤية مطورين لتلك الخطوة.
وأكد مطورون، أن صفقة رأس الحكمة ستعيد النشاط بكامله إلى السوق العقاري، وليس على صعيد المبيعات فقط، والتي انتعشت بقوة خلال الفترة الماضية سواء بسبب المخاوف من ارتفاع الأسعار مجددا، أو بغرض الاستثمار والحفاظ على قيمة الأموال، في ظل أزمة نقص العملات الصعبة التي واجهت مصر منذ منتصف العام 2022، لافتين إلى أن الرواج الاستثماري ستزيد معدلاته.
طارق شكري: الصفقة ستضع مصر على منصات جذب المستثمرين وستعزز تصدير العقارات
المهندس طارق شكري، رئيس غرفة التطوير العقاري باتحاد الصناعات المصرية، أكد أن هذه المنطقة ستكون سكنًا دائمًا متنوع المستويات لجميع المشروعات الإدارية والتجارية، بالإضافة لمناطق حرة ومناطق صناعية وترفيهية، فالمشروع سيكون متكاملا يضمن للمنطقة الوصول لجاذبية متنوعة من الاستثمارات الصناعية والسكنية والسياحية والتجارية والترفيهية.
وأضاف أن المشروع سيفتح الباب أمام إقامة المزيد من المشروعات أمام المطورين المحليين والشركات العالمية، خاصة وأن المدينة ستجعل مصر محل تسويق على منصات الدول الجاذبة للمستثمرين، وستعزز من تصدير العقارات.
أن من مزايا هذه الصفقة الاستثمارية التاريخية هو عنصر الثقة الاستثمارية والتسويقية لمصر كقبلة للمستثمرين بمشروع عملاق كهذا، وهو ما سيفتح شهية المستثمرين والدول لعمل استثمارات ومشروعات مشابهة، ومن المتوقع قريباً أن يكون هناك مشروعات أخرى بشرم الشيخ والساحل الشمالي والعاصمة الإدارية ستدر عشرات المليارات من الدولارات لرفع نسبة النمو لتحسين حياة المواطنين وتعطي دفعة اقتصادية كبيرة للبلاد.
أحمد شلبي: خريطة الساحل الشمالي الغربي ستتغير ويتحول إلى وجهة طوال العام
الدكتور أحمد شلبي رئيس مجلس العقار المصري والعضو المنتدب لشركة تطوير مصر، قال إن صفقة رأس الحكمة هي بداية لاستقرار السوق وسسظهر هذا الاستقرار واضحا بعد تضييق الفجوة بين أسعار العملات في السوق الرسمي والسوق الموازي، وهو ما سيساعد البنوك وينمي قدرتها فيما يتعلق بتلبية احتياجات السوق، والأفراد بوجه عام والمصنعين والموردين بشكل خاص.
وتابع أن التغيرات التي طرأت علي الساحل الشمالي خلال الفترة الأخيرة والمتعلقة باحتمالية دخول مجموعة طلعت مصطفى وصفقة رأس الحكمة، ستكون لها تأثير إيجابي على تغيير خريطة الساحل الشمالي الغربي وتحويله لوجهة طوال العام وليست وجهة موسمية، لافتا إلى أن ذلك سيكون له إنعكاس كبير على المردود الاقتصادي للاستثمارات التي تتم في المنطقة وسيرتفع الإقبال على الشراء و بالتالي سترتفع الأسعار، لأنه كلما زاد الطلب سترتفع الأسعار.
وأشار إلى أن السوق لا يزال في احتياج للمزيد من الصفقات من هذا الحجم حيث ستساهم هذه الصفقة في إعادة وضع الاقتصاد المصري علي الطريق السليم لأنها ستساهم في ضخ استثمارات كبيرة مباشرة، وهذه الصفقة تمثل بداية لفكر جديد ومختلف من الدولة تجاه القطاع الخاص والاستثمار الأجنبي، حيث جاءت هذه الشراكة بنظام المطور العام الذي لطالما أكد المطورون على أهميتها لأنها من شأنها أن تضمن الإسراع بعمليات التنمية العمرانية الشاملة دون تحميل الموازنة العامة للدولة مزيدا من الأعباء التمويلية.
محمد العسال: دخول تلك الحصيلة الدولارية الضخمة سيعيد الأمور إلى نصايها في ملف التكلفة
المهندس محمد العسال الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة مصر إيطاليا، قال إن وجود مثل هذه المشروعات العملاقة سيفتح الباب أمام الشركات العقارية للتوسع من خلال إتاحة فرص في مناطق واعدة جديدة، مثلما حدث بعد إطلاق العاصمة الإدارية الجديدة والتي كان لها دور كبير في حدوث انطلاقة عمرانية وطفرة كبيرة على مدار الأعوام الماضية، ولكن ما يزيد الفائدة هو أن ذلك المشروع يقام عن طريق ضخ استثمارات أجنبية مباشرة ضخمة.
وأوضح أن استقرار السوق نتيجة دخول تلك الحصيلة الدولارية الضخمة سيعيد الأمور إلى نصايها وخاصة في ملف التكلفة التي كانت تشهد زيادات مستمرة يوما بعد الآخر، فمع توفير سيولة دولارية بالبنوك يمكن من خلالها استيراد احتياجات المشروعات وبالتالي يتوقف الطلب في السوق السوداء وتقل الفجوة بين الأسعار في السوق إلى أن يتم القضاء عليها.
ولفت إلى أن القيمة الاستثمارية للساحل الشمالي تحديدا سترتفع بوتيرة كبيرة خلال الفترة المقبلة، وهو ما سيعود بالنفع على الشركات وأيضا العملاء ممن اشتروا خلال الفترة الماضية، كما أنه ومع الحديث عن مشروعات أخرى في الطريق وإمكانية دخول شركات أجنبية عملاقة إلى مناطق في شرق القاهرة وأيضا في المدن الساحلية الأخرى.
