صحف عالمية ترصد الزيادة المتوقعة في أسعار القمح والحبوب والأسمدة
ترجمة- محمد عوض
استعرضت صحف العالم التبعات الاقتصادية الناجمة عن الضربة العسكرية التي وجهتها روسيا لأوكرانيا منذ فجر أمس الأربعاء، وخاصة على السلع الرئيسية من الحبوب والقمح والأسمدة.
في الصفحة الأولى لصحيفة واشنطن بوست الأميركية، جاء أن الهجوم الروسي على المدن والمنشآت العسكرية في أنحاء أوكرانيا، أجبر الآلاف من المدنيين على الفرار، كما دعا الرئيس الأوكراني الرجال القادرين على القتال، في وقت قال فيه قادة الناتو إن أمن أوروبا قد تغير بشكل أساسي.
وأفادت صحيفة فاينانشيال تايمز، أن أسعار المواد الغذائية العالمية ستستمر في الارتفاع بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي هدد سلاسل التوريد، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع التي وصلت بالفعل إلى مستويات عالية منذ عدة سنوات.
الحبوب والقمح بين أكبر المتضررين
تمثل روسيا وأوكرانيا معًا ثلث صادرات القمح في العالم وخُمس تجارة الذرة وحوالي 80 في المائة من إنتاج زيت عباد الشمس، وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية.
وذكرت الصحيفة أن انقطاع الإمدادات والاندفاع لإيجاد مصادر بديلة للحبوب سيضر بسلاسل التوريد التي تكافح بالفعل مع ارتفاع الطلب وارتفاع الأسعار بسبب ضعف المحاصيل في البلدان المصدرة الرئيسية مثل كندا.
وقالت مقالة بصحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية: «بالنسبة للصين، يأتي نحو ثلث وارداتها من الذرة من أوكرانيا وتستخدم لإطعام أكبر قطيع خنازير في العالم».
بينما أفادت رويترز بأن الجيش الأوكراني أوقف الشحن التجاري في موانئه بعد غزو القوات الروسية للبلاد، حسبما قال مستشار للرئيس الأوكراني، ما أثار مخاوف من تعطل الإمدادات، وتعطل عمليات مصدري الحبوب والبذور الزيتية.
وقال مسؤولون وخمسة مصادر في صناعة الحبوب، إن روسيا أمرت في وقت سابق بإغلاق بحر آزوف أمام حركة السفن التجارية حتى إشعار آخر، لكنها أبقت الموانئ الروسية في البحر الأسود مفتوحة أمام الملاحة.
توقف الصادرات السلعية من أوكرانيا
وذكرت بلومبيرج أن الصادرات السلعية من أوكرانيا، أحد أهم موردي الحبوب في العالم، توقفت بعد أن أجبر الغزو الروسي الموانئ والسكك الحديدية على البدء في الإغلاق.
وأكد مسئولون مطلعون: «لم يعد بإمكان التجار حجز السفن لنقل البضائع من وإلى موانئ البلاد».
ومع ذلك، ذكر مصدر أن بعض السفن الموجودة بالفعل في الموانئ لا تزال قيد التحميل، ومن المتوقع أن تغادر، وذلك في وقت تم فيه ايقاف عمل السكك الحديدية الأوكرانية.
في هذه الأثناء، فيما يتعلق بالعقوبات المحتملة المفروضة على روسيا، ذكرت الكاتبة في صحيفة نيويورك تايمز آنا سوانسون أنه ” يبقى أن نرى ما إذا كانت الدول الأخرى ستصدر قيودًا على التجارة الزراعية. لكن مسؤولي البيت الأبيض قالوا إن جهودهم تهدف إلى معاقبة القادة الروس، والإنتاج العسكري والصناعي، وليس معاقبة الشعب الروسي. إنهم يعدون حزمة أخرى من العقوبات وضوابط على التصدير من شأنها قطع وصول روسيا إلى التكنولوجيا المتقدمة الأمريكية ، مثل أشباه الموصلات وأجزاء وقطع غيار الطائرات “.
30% زيادة متوقعة في الأسعار
وقال مقال صحيفة ذا تايمز أن المحللين قالوا في مذكرة إن ثلثي القمح والشعير الروسي للموسم قد تم تصديره بالفعل، ولكن إذا انتهى الأمر بالعقوبات، فسيتم رفع الأسعار العالمية بمقدار الثلث تقريبًا.
وأكد المحللون أن التأثيرات على أسعار الحبوب العالمية ستتوقف جزئياً على ما تقرر الصين القيام به. تستورد الصين كميات هائلة من الذرة والشعير والذرة الرفيعة لتغذية الحيوانات من الأسواق العالمية.
يمكن أن تختار شراء هذه السلع، وكذلك القمح، من روسيا بدلاً من البلدان الأخرى. في مثل هذه الحالة، سيكون تأثير العقوبات على أسواق الحبوب العالمية ضئيلًا نسبيًا، كما قال المحللون
فيما يتعلق بأسعار الأسمدة، أفاد الصحيفة أن “سوق الأسمدة العالمي تتصاعد فيه الأسعار بعد الغزو الروسي لأوكرانيا بشكل كبير.
قفزة في اليوريا والأسمدة
وبحسب صحيفة ذا تايمز، قال المحلل جوش لينفيل :”ن روسيا مُصدِّر رئيسي للأسمدة النيتروجينية والبوتاسيوم والفوسفور، ولهذا السبب، فقد شهدنا ارتفاع أسعار اليوريا العالمية بأكثر من 200 دولار للطن بين عشية وضحاها. وارتفعت أسعار المواد بالولايات المتحدة من 150 دولارًا إلى 200 دولار للطن. لقد قفز سعر اليوريا بنسبة 32% -33% في أقل من 12 ساعة”.
أضاف لينفيل”إن العرض والطلب العالميين لم يتغيروا نتيجة للهجوم حتى الآن، لذا فإن السوق في الوقت الحالي تعمل في حالة من الخوف”.
وأفاد مايك دورنينج من بلومبرج يوم الخميس أن وزير الزراعة الأمريكي توم فيلساك حذر شركات الأسمدة والموردين من استغلال الأحداث للحصول على أرباح غير عادلة بسبب النزاع في أوكرانيا، وقال إن وزارته ستراقب الزيادات غير المبررة في الأسعار.