بنك كريدي سويس يخطط لخفض الوظائف في الصين
أعلن بنك “كريدي سويس” (Credit Suisse Group) على خفض ما لا يقل عن ثلث القوى العاملة لديه في مجال الاستثمار المصرفي وحوالي 40% من طاقم البحوث في الصين، بعد شهرين فقط من الموافقة على إنفاق 160 مليون دولار للسيطرة الكاملة على شركته للأوراق المالية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
خفّض البنك، الذي يتخذ من زيورخ مقراً له، حوالي 25 وظيفة مصرفية استثمارية و10 من وظائف البحوث في الصين هذا الأسبوع، بعد الانتهاء من جولة من التخفيضات الوظيفية في المنطقة في وقت سابق من هذا الشهر، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأن المعلومات ليست عامة. يُشار إلى أنّ هذه التحركات تُعدّ جزءاً من التخفيض العالمي لـ2700 وظيفة مخطط له في الربع الرابع.
علاوةً على ذلك، تأتي أكبر جولة من تخفيضات الوظائف في “كريدي سويس” بالصين في وقت حرج بالنسبة للبنك، الذي يسعى للحصول على موافقة للاستحواذ على 100% من شركته المحلية للأوراق المالية، بينما يصارع موجة من الهجرة الجماعية للمواهب وتقليص النفقات العالمية. لا يزال البنك ينتظر الموافقات النهائية لتوسيع نطاق عملياته في الصين، بعد أكثر من عامين من حصوله على حصة الأغلبية في شركته. ورفضت متحدثة باسم “كريدي سويس” في سنغافورة التعليق.
نظراً لأنه ينتظر الموافقات لبدء العمل، يقتصر “كريدي سويس” على تقديم الخدمات المصرفية الاستثمارية وخدمات تداول الأسهم جنوب الصين. ويقلص الآن طاقمه البحثي، بينما ينتظر الموافقة من الجهة المنظمة لتقديم الخدمة في البر الرئيسي.
جاء خفض الوظائف على العكس من موجة التوظيف التي بدأت منذ عامين؛ حيث قال الرئيس التنفيذي السابق، توماس غوتشتاين في حلقة نقاش بمنتدى التنمية الصيني في مارس 2021، إنّ الرئيس التنفيذي السابق للبنك تعهد بمضاعفة عدد موظفيه ثلاث مرات في الصين على مدار ثلاث سنوات، مما زاد من طموحاته في الحصول على حصة في السوق.
تسببت الحملة التنظيمية الصينية وسياسات “صفر كوفيد” في انخفاض بنسبة 90% تقريباً في مبيعات الأسهم الخارجية، في حين تراجعت عمليات الاندماج أيضاً. وتسير البلاد على الطريق الصحيح للسنة الأولى من تدفقات المحفظة الأجنبية الخارجة منذ أكثر من عقدين، وربما تصل إلى أكثر من 100 مليار دولار هذا العام، وفقاً لحسابات “مورغان ستانلي” (Morgan Stanley). سيقارن ذلك بتدفق 200 مليار دولار في الفترة من 2020 إلى 2021.
قامت البنوك الكبرى الأخرى، بما في ذلك مجموعة “جولدمان ساكس” (Goldman Sachs Group) و”إتش إس بي سي” (HSBC Holdings)، بتخفيض عدد المصرفيين الذين يركزون على الصين وسط الاضطرابات.
مع ذلك، توقّع بنك “كريدي سويس” أن تصبح الصين وهونغ كونغ أكبر سوق نمو لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في السنوات الخمس المقبلة، متجاوزة جنوب شرق آسيا وأستراليا والهند، حسبما قال الرئيس التنفيذي الإقليمي إدوين لو في مقابلة أخيرة مع “رويترز”.
يخضع البنك السويسري لعملية إصلاح شاملة، حيث يسعى إلى تقليص 2.5 مليار فرنك (2.5 مليار دولار) من قاعدة التكلفة الخاصة به، وخفض حوالي 9000 وظيفة بحلول عام 2025 لوقف الخسائر الناجمة عن سلسلة من الفضائح والأخطاء الإدارية.