كتب- محمد عوض
فاجأ البنك المركزي الصيني معظم الاقتصاديين والمراقبين للأسواق بخفض سعر الفائدة قصير الأجل، في إشارة إلى أن المسؤولين قلقون بشكل متزايد بشأن النمو المتعثر، ما دعاهم إلى الدفع بحوافز لتعزيز الانتعاش، وفق ما ذكرت شبكة بلومبيرج الأميركية.
خفض بنك الصين الشعبي سعر إعادة الشراء العكسي لمدة سبعة أيام بمقدار 10 نقاط أساس إلى 1.9٪ اليوم الثلاثاء، وهو أول انخفاض في سعر القائدة منذ أغسطس 2022.
قالت بلومبيرج، يزيد هذا من احتمال قيام البنك المركزي بتخفيض سعر القرض لمدة عام يوم الخميس، حيث من المتوقع أن تخفض البنوك معدلات الإقراض بعد فترة وجيزة.
تؤكد حركة اليوم الثلاثاء على القلق المتزايد بشأن تباطؤ النمو الصيني، حيث أظهرت المؤشرات الاقتصادية الأخيرة أن التضخم ظل بالقرب من الصفر في مايو، وانكمش نشاط التصنيع وتلاشى الانتعاش المبكر في سوق العقارات.
تتزايد التكهنات بأن بنك الشعب الصيني قد يخفض أسعار الفائدة أكثر هذا العام ، بينما تدرس بكين حزمة واسعة من إجراءات التحفيز.
لماذا التخفيض؟
وقالت ميشيل لام ، الخبيرة الاقتصادية في بنك سوسيتيه جنرال إس إيه: “أقر صانعو السياسات أخيرًا بالضعف الاقتصادي. يجب أن يكون هناك المزيد من التخفيضات في معدل الفائدة ونسبة متطلبات الاحتياطي في النصف الثاني من عام 2023.”.
توقع الاقتصاديون في بنك جولدمان ساكس خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس لنسبة متطلبات الاحتياطي للمقرضين – والتي ستوفر المزيد من الأموال للبنوك لتعزيز الإقراض – في الربع الثالث.
ذكر الاقتضاديون في مذكرة بحثية اليوم الثلاثاء أن خفضًا آخر للنسبة أو معدلات السياسة يمكن أن يحدث في الربع الرابع اعتمادًا على أداء الاقتصاد.
ارتفع مقياس الأسهم الصينية المدرجة في هونج كونج بنسبة 0.4 ٪ في منتصف اليوم ، مدعومًا بأسهم التكنولوجيا.
اما أسهم العقارات – التي ارتفعت فورًا بعد الخفض ، فقلصت المزيد من المكاسب ، مع ارتفاع مقياس بنسبة 0.3٪ فقط.
في حين أن تخفيضات أسعار الفائدة قد تساعد المعنويات على المدى القصير ، يقول الاقتصاديون إن هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به لتعزيز الثقة في الشركات للاستثمار.
لا يزال الطلب على الاقتراض ضعيفًا ، والنمو السريع في عرض النقود جنبًا إلى جنب مع تباطؤ الاستثمار الخاص يعني أن التيسير النقدي وحده لن يفعل الكثير لتحفيز الاقتصاد.
قال ستيفن ليونج ، الخبير الاقتصادي : “خفض سعر الفائدة ليس كافيًا لدفع السوق. السوق بحاجة إلى رؤية المزيد من الدعم السياسي ، النقدي والمالي “.
يشير توقيت تحرك اليوم الثلاثاء إلى أن بنك الشعب الصيني (PBOC) ربما يحاول “التقدم” قبل اجتماع السياسة النقدية المرتقب لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي “للتخفيف من تأثير خفض أسعار الفائدة على اليوان” ، وفقًا لما قاله كين تشيونج، كبير محللي العملات الآسيوية في بنك ميزوهو.
دورة رفع الفائدة
يتوقع الاقتصاديون أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي أخيرًا بإيقاف دورة رفع سعر الفائدة هذا الأسبوع.
قد يقلل تعليق الاحتياطي الفيدرالي أي تأثير لإجراءات التيسير التي اتخذها بنك الشعب الصيني على تدفقات رأس المال الخارجة واليوان ، الذي ضعف مقابل الدولار بنسبة 3.6٪ هذا العام وهو أحد أسوأ العملات الآسيوية أداءً.
وصل اليوان في الخارج اليوم الثلاثاء إلى أدنى مستوى له في ستة أشهر بعد خفض سعر الفائدة على المدى القصير ، مقتربًا من مستوى 7.2 الذي يخضع للمراقبة عن كثب مقابل الدولار الأمريكي. انخفض العائد على السندات الحكومية ذات العشر سنوات خمس نقاط أساس إلى 2.62٪ قبل ظهر اليوم بالتوقيت المحلي ، وهو أدنى مستوى منذ سبتمبر.
جاء خفض سعر الفائدة اليوم الثلاثاء بمثابة مفاجأة حيث نادرًا ما يحرك بنك الشعب الصيني (PBOC) سعر السياسة قصيرة الأجل قبل سعر الفائدة لمدة عام واحد.. آخر مرة حدث ذلك كان في مارس 2020.
يقول الاقتصاديون إن التخفيضات في أسعار الفائدة تمهد الطريق لخفض أسعار الفائدة الرئيسية للقروض عندما يتم الإعلان عن أسعار الإقراض المعيارية الفعلية الأسبوع المقبل.
وجهت السلطات مؤخرًا البنوك الكبرى لخفض أسعار الفائدة على الودائع ، مما قد يساعدها في الحفاظ على هوامش الربح والتعامل مع معدلات الإقراض المنخفضة.
و يقول الاقتصاديون في بلومبرج “إن قرار بنك الصين الشعبي بخفض سعر إعادة الشراء العكسي لمدة 7 أيام بمقدار 10 نقاط أساس هو علامة واضحة على أنه سيجري خفضًا مكافئًا في تسهيلات الإقراض متوسط الأجل – السعر الرئيسي – في 15 يونيو. نعتقد أن هذا يظهر أن البنك المركزي أراد تقديم إرشادات مبكرة وطمأنة السوق بموقفه الميسر ، نظرًا لضعف انتعاش الاقتصاد بعد كوفيد.
