كتب-محمد عوض
يعقد زعماء العالم اجتماعا يوم غدًا الثلاثاء في جزيرة بالي بإندونيسيا، في الوقت الذي يصارع فيه الاقتصاد العالمي ركود يلوح في الأفق، وسط حالة من التشديد النقدي نظرًا لرفع البنوك المركزية لأسعار الفائدة لمواجهة التضخم المرتفع بشكل تاريخي هو الأكبر لكثير من الدول منذ ٤٠ عاما، وفق ما ذكرت شبكة سي إن بي سي الأميركية.
يُعقد الاجتماع السنوي لقادة الاقتصادات الكبرى في العالم، والمعروف باسم مجموعة العشرين، مع استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا والعلاقات بين واشنطن وبكين المتوترة.
يمثل تجمع المسؤولين الذين يمثلون أكثر من 80٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و 75٪ من الصادرات في جميع أنحاء العالم الاجتماع السابع عشر منذ انطلاق المنصة بعد الأزمة المالية الآسيوية في عام 1999 كاجتماع لمسؤولي وزارة المالية وقادة البنوك المركزية.
من سيحضر؟
وستحضر 19 دولة ومنطقة اقتصادية واحدة ، هي الاتحاد الأوروبي ، اجتماع مجموعة العشرين الذي يستمر يومين هذا العام.
كانت قائمة الحضور الشخصي لهذا العام في دائرة الضوء حيث يواصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حربه غير المبررة في أوكرانيا.
لن يحضر بوتين القمة ، وسيمثله وزير الخارجية سيرجي لافروف ، الذي انسحب من اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في يوليو ، حيث دعا نظرائه العالميون إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا. وذكرت رويترز أن بوتين قد ينضم عمليا للمؤتمر من خلال الفيديو كونفرانس.
ومن المقرر أيضًا أن يعقد الرئيس الأميركي جو بايدن اجتماعًا ثنائيًا مع نظيره الصيني شي جين بينج قبل قمة مجموعة العشرين.
ومن بين الحاضرين الآخرين رئيس الوزراء البريطاني المعين حديثًا ريشي سوناك وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ، الذي قاد مؤخرًا مبادرة أوبك + لخفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا لدعم الأسعار.
ليس من المتوقع حدوث تقدم كبير من اجتماع بايدن وشي ، وفقًا لأندرو ستابلز ، الخبير و مدير منطقة آسيا والمحيط الهادئ في مؤسسة إيكونوميست إمباكت.
وقال المحلل مارتن يونج لقناة سي إن بي سي إن ”التوقعات ليست عالية للغاية” ، مضيفًا أن التوترات الجيوسياسية المستمرة تؤدي إلى تراجع النمو العالمي.
وسلط الضوء على موقف الصين من الحرب في أوكرانيا كإحدى العلامات العديدة على تآكل العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.
ذكر يونج″هناك الكثير من القلق لمجتمع الأعمال على مستوى العالم من أن هذه التوترات الجيوسياسية تؤثر سلبًا … لدينا أوكرانيا ، والتي كانت الصين للأسف متناقضة بشأنها إلى حد فيما يتعلق الأمر بالرئيس بوتين ، وهي تدمر الاقتصاد العالمي”.
وأضاف : ”إيجاد أرضية ما لهذه العلاقة – وهو ما يتطلع إليه بايدن – سيكون إيجابيًا ، ليس فقط لمجتمع الأعمال ولكن للاقتصاد العالمي”.
دور روسيا
قالت لورا فون دانيلز ، رئيسة أبحاث الأميركتين في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية ، إن الخطوة الأخيرة لروسيا لتغيير موقفها باستمرار بشأن مبادرة حبوب البحر الأسود التي تقودها الأمم المتحدة ”من المرجح أن تلقي بظلالها على جميع المفاوضات الأخرى في بالي”.
سعى الاتفاق، الذي تم التوصل إليه في وقت سابق من هذا العام ، إلى تخفيف الحصار البحري وإعادة فتح الموانئ الأوكرانية الرئيسية لنقل المحاصيل عبر ممر إنساني في البحر الأسود تنتهي صلاحيته في 19 نوفمبر.
ذكرت فون دانيلز: ”الاتفاق لن يكلف روسيا شيئًا.على الرغم من ذلك ، سيسمح لكل من شي وبوتين بالحصول على الثناء على المسرح العالمي لدعم الأمن الغذائي”.
يُعقد الاجتماع في الوقت الذي تعيد فيه الغالبية العظمى من العالم فتح الحدود وترفع القيود المتعلقة بـ كوفيد، حيث تميل حقبة ما بعد الوباء إلى رفع شعار تعافي أقوى”.
اتفق الأعضاء على أن ”السياسة التحفيزية يجب أن تتم بشكل مناسب أثناء الانتعاش” ، حسبما ذكرت رئاسة إندونيسيا لمجموعة العشرين في مذكرة صدرت في يوليو قبل الاجتماع. وأشارت إلى دراسة استقصائية أجرتها الدول الأعضاء.
وقالت إن احتمال التأثير طويل الأمد لوباء الفيروس التاجي على النمو العالمي سيكون موضوعًا رئيسيًا للاجتماعات التي ستعقد في نوفمبر.
وقالت إن ”المخاطر الناجمة عن تعطل الإمدادات ، وارتفاع التضخم ، وضعف الاستثمار هي المخاطر الثلاثة الأولى التي يجب معالجتها بشكل عاجل فيما يتعلق الوباء” ، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى التعاون العالمي بما في ذلك إعادة الفتح التدريجي للحدود لدعم إحياء التجارة.
قال وزير الخزانة الأسترالي جيم تشالمرز لمارتن سونج لقناة سي إن بي سي: ”لدينا جميعًا نسخة من مشكلة التضخم وارتفاع أسعار الفائدة أيضًا ، لذلك فإن العالم بأسره لديه مصلحة في إحراز تقدم هنا”. واضاف: ”الظروف شديدة الخطورة وهي متقلبة”.
