
اتفق موظفو صندوق النقد الدولي والسلطات الأرجنتينية اليوم إلى اتفاق بشأن المراجعة الثامنة لترتيبات تسهيلات الصندوق الممتدة البالغة 44 مليار دولار في البلاد، حسبما ذكر الصندوق الذي يتخذ من واشنطن مقراً له .
وقال صندوق النقد الدولي إن القرار جاء في أعقاب أداء أفضل من المتوقع في الربع الأول بالأرجنتين.
وتولى الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي منصبه في ديسمبر متعهداً معالجة التضخم الذي تجاوز 3 أرقام وانكماش النشاط الاقتصادي والاحتياطات في المنطقة الحمراء وأطلق إصلاحاً مالياً شاملاً، مما أدى إلى شد حزام الحكومة الفيدرالية.
وقال صندوق النقد الدولي إن خطة مايلي أدت إلى تقدم أسرع من المتوقع في استعادة استقرار الاقتصاد الكلي وإعادة برنامج صندوق النقد الدولي بقوة إلى المسار الصحيح.
وجاء في بيان الصندوق أن السلطات اتفقت على أن الأرجنتين ستواصل العمل للوصول إلى التوازن المالي دون تمويل صافٍ من البنك المركزي.
وفي الوقت نفسه، ستصبح سياسة الصرف الأجنبي أكثر مرونة عندما تسمح الظروف بذلك، من بين تعديلات أخرى على الاتفاقية.
وأوضح أن الشروط يجب أن تخضع الآن للموافقة عليها من قبل المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي، الذي من المتوقع أن يناقش الموضوع في الأسابيع المقبلة.
وفى وقت سابق أوضح الصندوق، في بيان، إن الاتفاق سيمكن الأرجنتين من الحصول على 4.7 مليار دولار، إذا حظي بتأييد المجلس التنفيذي للصندوق، وهو أكثر من المبلغ المتوقع في البداية والذي يقدر بـ3.3 مليار دولار، كما أنه يوفر لرئيس الأرجنتين مهلة زمنية للامتثال لسداد ديون بلاده للصندوق قبل أن يقرر ما إذا كان سيستمر في البرنامج الحالي الذي أبرمه سلفه أو التفاوض على برنامج جديد.
وتتضمن شروط الصفقة تحقيق الأرجنتين فائضاً مالياً أولياً قدره 2% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام.
وأشار صندوق النقد الدولي في البيان، إلى أن خطة الاستقرار الطموحة التي وضعها رئيس الأرجنتين، والتي تشمل خفض قيمة البيزو بنسبة 54% الشهر الماضي، من المتوقع أن تعزز صافي الاحتياطيات الأجنبية إلى 10 مليارات دولار بحلول نهاية العام.
وجرى بالفعل تجميع حوالي 2.7 مليار دولار من هذا المبلغ في الأسابيع الأخيرة من 2023.
وصرح وزير الاقتصاد لويس كابوتو للصحفيين بعد الإعلان نحن واثقون تماماً من أن الإجراءات التي نتخذها ستضعنا على الطريق الصحيح”.
وأشار إلى أن الصندوق مستعد لاستكشاف برنامج جديد، لكن من السابق لأوانه أن يفكر رئيس الأرجنتين في ذلك.
و قال رئيس البنك المركزي سانتياغو بوسيلي إن النقد الدولي مرتاح للسياسة النقدية للأرجنتين، رغم أن التضخم لا يزال أعلى من أسعار الفائدة القياسية.
وتشير تقديرات خاصة إلى أن التضخم السنوي سيتجاوز على الأرجح 200% في ديسمبر، مع تفكيك مايلي لآليات التحكم في الأسعار وسط انخفاض قيمة البيزو.
وتعهد باوسيلي أيضاً بالحفاظ على النظام الحالي لربط العملة الحالي الذي يسمح بتخفيض قيمة البيزو بنسبة 2% شهرياً، وهي وتيرة يعتبرها الاقتصاديون غير كافية لعدم زيادة نسبة التفاوت بين الأسعار الرسمية وأسعار الصرف كثيراً.
واعتبر المستثمرون، الذين قادوا ارتفاع أسعار السندات الأرجنتينية بالفعل بسبب تقارير تفيد أن الصفقة ستتم بحلول نهاية اليوم، الاتفاق اعترافاً واضحاً بالجهود المالية التي يبذلها صندوق النقد الدولي في الأرجنتين.