
ركود المبيعات العقارية يهدد بانهيار صغار المطورين والشركات الكبرى تجتاز الصعوبات
ذا بورد كونسالتنج: السوق يدخل مرحلة إعادة التصحيح وما يحدث ليس فقاعة
عانى السوق العقاري في مصر من استمرار ركود المبيعات، وهو ما دفع العديد من المطورين إلى إعادة تقييم خطط أعمالهم، وتعديل استراتيجياتهم، وخفض أهداف المبيعات، وفق ما رصده تقرير «ذا بورد كونسالتنج» للاستشارات وأبحاث السوق، مشيرا إلى أن تلك الخطوة ستؤثر على كافة قطاعات السوق، ومن المرجح أن تؤدي إلى تصفية السوق، وستتسبب في انهيارات، خاصة بين المطورين الصغار.
وأضاف التقرير الذي حصلت نشرة «بلوم العقارية» التي تصدرها بوابة «بلوم» على نسخة منه، أن هناك تباين واضح في أداء المبيعات بين العامين، حيث يحقق بعض المطورين مكاسب كبيرة بينما يبقى الآخرون ساكنين أو متأخرين، ويتم استخدام استراتيجيات مختلفة، لذا من المبكر تقييم الأداء الإجمالي، حيث ما زالت هناك احتمالية لتحقيق عودة قوية.
أحمد زكي: عام 2025 شكل نقطة تحول لقطاع العقارات في مصر
وقال أحمد زكي المدير العام لشركة ذا بورد كونسالتنج، أن عام 2025 شكل نقطة تحول لقطاع العقارات في مصر، ولأول مرة منذ ما يقرب من خمس سنوات، دخل السوق مرحلة ركود، ولكن لنكن واضحين، هذا الركود ليس فقاعة، لافتا إلى أنه عادةً ما تنشأ فقاعات العقارات من المضاربة المفرطة، والإقراض عالي المخاطر، وارتفاع أسعار الرهون العقارية بعيدًا عن قيمتها الجوهرية، بينما ما نختبره اليوم في السوق العقاري المصري مختلف جوهريًا إذ أنه يمكن وصفه بأنه تصحيح في السوق.
وتابع أن هذا التصحيح هو إعادة ضبط صحية، بعد سنوات من النمو السريع والأسعار المرتفعة، فإن السوق يتماشى مع أسس أكثر استدامة، بينما لا تزال هناك تحديات على المدى القصير، يمكن أن يمهد هذا المرحلة الطريق لنمو أقوى وأكثر توازنًا في قطاع العقارات المصري في السنوات القادمة.
وأشار تقرير ذا بورد كونسالتنج، إلى أن الدوافع الرئيسية للتصحيح تتمثل في نهاية مفهوم الخوف من الفقدان والشراء الهستيري الذي سيطر على العملاء خلال فترة الاضطرابات الاقتصادية،كما تلاشى جنون «اشترِ الآن أو ستفوتك الفرصة»، وأصبح المشترون أكثر حذرًا، مع إعطاء الأولوية للقرارات العقلانية على العاطفية.
خيارات الاستثمار البديلة سبب رئيسي في الوضع الحالي للسوق العقاري
وأوضح التقرير أن خيارات الاستثمار البديلة ظهرت هي الأخرى بقوة، واتجه المستثمرون إلى تنويع استثماراتهم في الذهب والأسهم وفئات الأصول الأخرى، مما يقلل الاعتماد على العقارات كوسيلة وحيدة للثروة، مشيرا إلى أن ارتفاع الأسعار جعلت تقنيات الشراء لإعادة البيع أقل جاذبية، مما أدى إلى تهدئة النشاط المضاربي.
ولفت إلى أن المطورين ركزوا بشكل كبير على مشاريع من فئة A/A+، مما أدى إلى فائض في المعروض في أعلى أسواق العقارات، بينما يبقى الطلب على مساكن الفئة B/C منخفضًا نسبيًا.
وأكد تقرير «ذا بورد كونسالتنج» أن اتجاه تراجع أو ركود النمو بين المطورين، انتشر بصورة واضحة ومع ذلك، استطاع بعضهم اجتياز هذه المرحلة بشكل استثنائي، مثل إعمار مصر وبالم هيلز، في حين صعدت شركة «مدن» التي تتولى تطوير مدينة رأس الحكمة، وضمنت مكانًا بين الخمسة الأوائل مع أول إطلاق لهم في السوق.
نسبة النمو في المبيعات هي الأقل مقارنة بالسنوات الماضية
وأشار التقرير إلى أن إجمالي قيمة المبيعات التي حققتها 10 شركات عقارية، سجل 1.05 تريليون جنيه خلال الأشهر التسع الأولى من العام الجاري، مع نمو بنسبة 4% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، موضحا أن نسبة النمو المحققة أقل بكثير عند مقارنتها بالسنوات السابقة، مما يبرز التباطؤ الذي يشهده السوق في المبيعات.
وبلغ عدد الوحدات المباعة 50 ألف وحدة، بزيادة 3% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ووصل متوسط سعر الوحدة 17 مليون جنيهًا، وهي نفس القيمة تقريبا خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وأشار التقرير إلى أن مصر مستمرة في تقديم فرص عقارية قوية، إلا أن القطاع لم يصل بعد إلى كامل إمكاناته. وهناك العديد من الوجهات عالية القيمة لا تزال غير مطورة، مما يترك مجالًا للنمو الكبير بمجرد تفعيله.
ولفت إلى أن هناك فرصة رئيسية تتمثل في بيع العقارات للمهاجرين، وهو النموذج الذي يُعتمد عليه ب نطاق واسع في الأسواق الدولية مثل إسبانيا، التي باعت أكثر من 80 ألف وحدة للمشترين الأجانب العام الماضي.
وخلص التقرير إلى أن تباطؤ السوق هو دورة طبيعية، تسمح للشركات بإعادة تقييم استراتيجياتها وتحديد المطورين المستعدين مقابل المعرضين للمخاطر، وبدلاً من إثارة الذعر، تتطلب هذه المرحلة تفكيراً واضحاً وتصرفاً منهجياً.
وتابع أنه يمكن أن يساعد التعاون بين القطاعين العام والخاص في استقرار السوق، لكن ليست كل الأساليب مناسبة لكل مطور، المفتاح هو فهم القدرات، واختيار الاستراتيجيات المناسبة، والتركيز على التخطيط طويل المدى، ومن المتوقع أن تتغير هذه الدورة، والمطورون الذين يتخذون قرارات ذكية ومتوازنة الآن سيخرجون أقوى وأكثر قدرة على المنافسة عندما ينتعش السوق.





