تدرس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس توفير منطقة مُتخصصة للشركات البلغارية بحيث تصبح مصر مركزاً لانطلاق الشركات والتجارة البلغارية إلى دول الشرق الأوسط وإفريقيا، بحسب تصريحات الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء.
ستكون بلغاريا مركزاً لتوجه الصادرات المصرية نحو الاتحاد الأوروبي، وقاعدة لوجستية وتخزينية بمنطقة جنوب شرق أوروبا والبلقان.
ووفق بيان، التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، ماريا جابرييل، نائبة رئيس الوزراء وزيرة خارجية بلغاريا، والوفد المرافق لها.
التبادل التجاري
وتطرق رئيس الوزراء، خلال اللقاء إلى فرص التعاون المُمكنة بين مصر وبلغاريا في المجال الاقتصادي، مُعربًا عن حرص الحكومة المصرية على زيادة معدلات التبادل التجاري بين البلدين.
وفي هذا السياق، أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى التعاون المثمر بين مصر وبلغاريا في مجال الأمن الغذائي من خلال زيادة توريد القمح البلغاري بشكل مباشر إلى مصر، كما تطرق إلى إمكان التعاون لزيادة استيراد القمح والبذور الزيتية من بلغاريا، في مقابل تصدير الخضراوات والموالح المصرية.
وأكد رئيس الوزراء حرص الحكومة المصرية على تشجيع التعاون بين القطاع الخاص في البلدين من أجل تعظيم معدلات الاستثمار والتصنيع المشترك في مجالات عديدة من بينها تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة.
الهيدروجين الأخضر
كما رحّب الدكتور مصطفى مدبولي بتعزيز التعاون في مجال الطاقة المتجددة، مشيرًا إلى أن مصر قطعت شوطًا كبيرًا ومهمًا على طريق دعم وتشجيع الاستثمارات في مجال الهيدروجين الأخضر، حيث تم تشكيل المجلس الأعلى للهيدروجين الأخضر. كما استعرض الحوافز التي تم التصديق عليها لدعم المستثمرين في مجال الهيدروجين الأخضر.
وتطرق رئيس الوزراء إلى الحديث عن الجهود التي تبذلها الدولة المصرية في مجال الربط الكهربائي مع عدد من الدول الأوروبية، معربًا عن حرصه على التعاون مع بلغاريا في هذا المجال في أقرب وقت.
كما استعرض الدكتور مصطفى مدبولي الجهود التي تبذلها الدولة المصرية لمنع الهجرة غير الشرعية بشكل مباشر من مصر.
وأشار إلى أن مصر تتعاون بشكل وثيق مع الاتحاد الأوروبي لوقف الهجرة غير الشرعية، وفي هذا السياق، تسعى مصر لتوفير برامج تدريبية للكوادر المصرية ضمن برامج تصدير العمالة المصرية بشكل شرعي، معربًا عن تطلعه إلى تعزيز التعاون مع بلغاريا في هذا الصدد.
وعلى صعيد القضايا الإقليمية لاسيما الحرب في قطاع غزة، ركّز حديث رئيس الوزراء على التداعيات السلبية التي خلفتها الحرب، بما في ذلك اتساع دائرة التوتر في البحر الأحمر وعدد من دول المنطقة، فضلًا عن الوضع الإنساني الكارثي ومعاناة الأشقاء الفلسطينيين في القطاع.
وفيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، أعرب رئيس الوزراء عن أن الحرب في أوكرانيا لها تداعيات اقتصادية شديدة السلبية على الاقتصاد العالمي والدول النامية بشكل خاص، ومصر إحدى الدول التي تأثرت سلبًا بإندلاع هذه الحرب، لاسيما في مجالات الأمن الغذائي والطاقة والسياحة والطيران المدني، معرباً عن تطلعه لوقف الحرب وإحلال السلام في أقرب فرصة ممكنة.
وخلال اللقاء، قالت الماريا جابرييل، نائبة رئيس الوزراء وزيرة خارجية بلغاريا، إن مصر هي شريك إستراتيجي لبلغاريا وتعاون مشترك للشركات البلغارية والمصرية كما أنها شريك أساسي في الملف التجاري، إذ يحظى البلدان بإمكانات كبيرة من حيث توافر السلع التي يمكن من خلالها تحقيق المنفعة المتبادلة.
الأمن الغذائي
وأشارت في هذا السياق، إلى أن مصر وبلغاريا لديهما تعاون عالي المستوى في مجال الأمن الغذائي، خاصة توريد القمح لمصر، مؤكدة أن صوفيا منفتحة على مزيد من التعاون مع القاهرة في مجال تصدير القمح.
وأكدت أن بلغاريا منفتحة كذلك على التعاون مع مصر في مجال الهيدروجين الأخضر الذي يحظى بقيمة واهتمام كبيرين في القارة الأوروبية، وكذلك التعاون مع مصر في مجال منع الهجرة غير الشرعية.
كما أعربت عن تقديرها للجهود المصرية المبذولة للتوصل إلى حل للوضع الإنساني في قطاع غزة، مؤكدة أن مصر تلعب دورًا ملحوظًا في دعم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.