الذهب ينهي نوفمبر بأكبر تراجع منذ 14 شهرًا بعد فوز ترامب
أنهى الذهب العالمي تداولات شهر نوفمبر بتراجع كبير، في أكبر انخفاض له منذ 14 شهرًا، نتيجة تأثير فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية، والذي ساهم في ارتفاع الدولار الأميركي إلى مستويات قياسية.
ورغم محاولات الذهب لتحقيق ارتفاعات في نهاية الأسبوع، إلا أنه أغلق تداولات الشهر على انخفاض آخر، بحسب جولد بيليون.
انخفاض الذهب بنسبة 2.4% في الأسبوع الأخير من نوفمبر
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاضًا خلال الأسبوع الماضي بنسبة 2.4%، حيث بلغ أدنى مستوى له عند 2605 دولار للأونصة، قبل أن يُغلق تداولات الشهر عند 2650 دولار.
وعلى الرغم من الارتفاع الطفيف يوم الجمعة بنسبة 0.5%، إلا أنه سجل خسارة شهرية قدرها 3.4%، وهي أكبر خسارة منذ سبتمبر 2023.
ارتفاع الدولار الأميركي يضغط على المعدن الأصفر
فوز ترامب في الانتخابات الأميركية كان له دور بارز في عمليات البيع على الذهب وسلع الملاذ الآمن. في المقابل، ارتفع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته في عامين مقابل سلة من العملات الرئيسية، مما زاد من الضغط السلبي على أسعار الذهب.
ورغم انخفاض الدولار خلال الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوياته في أسبوعين، إلا أنه أغلق تداولات الشهر على ارتفاع بنسبة 1.8%.
التوقعات الاقتصادية تؤثر على سوق الذهب
فوز ترامب زاد من التوقعات بزيادة الإنفاق المالي الحكومي ورفع التعريفات الجمركية، ما قد يؤثر على الاقتصاد الأميركي. وهدد ترامب بفرض تعريفات جمركية على الواردات الصينية بنسبة 10% وعلى واردات المكسيك وكندا بنسبة 25%.
وانقسمت الأسواق حول تأثير هذه السياسات: البعض يرى أن هذه الخطوات ستزيد من التضخم، ما يدفع البنك الفيدرالي لتأجيل خفض الفائدة ويؤدي إلى ارتفاع عوائد السندات والدولار، وبالتالي الضغط على المعدن الأصفر.
بينما يعتقد الفريق الآخر أن هذه السياسات ستزيد من الدين الحكومي الأمريكي، مما يؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي ويدفع الطلب على الذهب كملاذ آمن.
الأسواق في ترقب لمستقبل الذهب بعد الفوضى السياسية
بعد أن سجل الذهب أعلى مستوى تاريخي عند 2790 دولارًا للأونصة، تراجعت الأسعار بسبب حالة عدم اليقين التي يشهدها السوق. الأسواق تترقب الآن ما ستؤول إليه الأمور مع تولي الإدارة الأمريكية الجديدة وتداعيات سياساتها على سوق الذهب.
التوقعات بخفض الفائدة في ديسمبر
تتوقع الأسواق باحتمال يصل إلى 68% أن يقوم البنك الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه القادم في ديسمبر، بينما هناك احتمال بنسبة 32% بأن يظل معدل الفائدة دون تغيير.
وتترقب الأسواق أيضًا البيانات المتعلقة بقطاع العمالة الأمريكي، وكذلك تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي، بما في ذلك رئيس البنك جيروم باول، لتوقع مسار السياسة النقدية في الفترة القادمة.