معاناة قناة السويس مستمرة.. هل هناك بارقة أمل؟ «جراف تحليلي»

واصلت قناة السويس معاناتها من اضطرابات البحر الأحمر، دون وجود رؤية واضحة لموعد محدد لتوقف الهجمات التي تشنها جماعة الحوثيين على السفن التي تعبر مضيق باب المندب، ما دفع ما يزيد عن 6600 سفينة للدوران حول إفريقيا باستخدام طريق رأس الرجاء الصالح بدلاً من عبور قناة السويس، حسبما أعلن الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، أمس الأحد، خلال مشاركته في فعاليات المنتدى اللوجيستي العالمي الذي تنظمه وزارة النقل والخدمات اللوجيستية السعودية في الرياض.

وتراقب هيئة القناة تطورات الأحداث في منطقة البحر الأحمر عن كثب أملاً في استعادة العمل بكامل قوتها بعد أن فقدت قرابة 60% من أعداد السفن التي كانت تعبر القناة قبل اندلاع التوترات في هذه المنطقة الحيوية، بل إن مختلف أطراف العالم تدرك أهمية استعادة حيوية المجرى الملاحي الأهم بين الشرق والغرب في ظل عبور 12% من تجارة العالم المنقولة بحراً عبر قناة السويس، ويلقي الفيديوجراف التالي الضوء على تطورات الأحداث في المنطقة وتداعياتها على القناة والعالم واستعدادات القناة للمستقبل.
https://youtu.be/7mgYodk4SDQ?si=xwiOH6luuc273vGm

تطور عائدات القناة

شهدت القناة على مدار السنوات الماضية الكثير من الأحداث التي أثرت عليها ما بين جائحة كورونا في 2020 وشلل حركة الشحن حول العالم، ثم جنوح السفينة البنمية إيفر جيفن في مارس 2021، والآن تعاني القناة من تداعيات اضطرابات البحر الأحمر، ومع ذلك فإن العائدات شهدت تصاعداً خلال الفترة من 2014 حتى 2023، قبل أن تتراجع الآن تأثراً باضطرابات المنطقة، ويستعرض الانفوجراف التالي رحلة عائدات قناة السويس خلال أخر 10 سنوات.

أعداد وحمولات السفن تكشفان حجم الأزمة

تتجلى تداعيات الأزمة الراهنة في تراجع أعداد السفن التي تعبر قناة السويس بنسبة تقدر بنحو 22.25% على أساس سنوي خلال العام المالي الماضي 2023/2024، وتفوق معدلات هبوط الحمولات هذه النسبة إذ وصل معدل الانخفاض إلى 33.33% لتهوى الحمولات إلى مليار طن وهو مستوى قريب مما كانت تحرزه القناة قبل 6 سنوات، وفي الإنفوجراف التالي نرصد تطور أعداد وحمولات السفن خلال السنوات العشر الأخيرة.

قناة السويس تواصل مشروعات تطوير المجرى الملاحي

ووسط أزمات متلاحقة تواصل الهيئة العمل على تطوير المجرى الملاحي، حيث إنها عقب جنوح السفينة البنمية إيفر جيفن في مارس 2021 بالمدخل الجنوبي للقناة بمنطقة السويس، أطلقت مشروع تطوير القطاع الجنوبي للقناة، بهدف تقليل احتمالات تكرار حوادث السفن في هذه المنطقة ورفع معدلات الأمان، وعلى الرغم من تراجع أعداد السفن التي تعبر قناة السويس منذ اندلاع الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي على السفن العابرة بمنطقة البحر الأحمر فإن الهيئة ما زالت تعكف على تنفيذ المشروع، ويوضح الإنفوجراف التالي مواصفات وأهداف مشروع تطوير القطاع الجنوبي.