تعكس إقامة المنتدى الحضري العالمي في دورته الثانية عشرة «WUF12»، في مصر، كأول دولة تستضيفه في أفريقيا منذ 20 عامًا، الدور الريادي والاستراتيجي لمصر على المستويين الدولي والإقليمي.
وتبرز استضافة مصر لهذا الحدث الدولي، خلال الفترة من 4 إلى 8 نوفمبر المقبل، كمركز للتنمية والتحضر والسلام، بفضل التطورات الاستثنائية التي تشهدها في النهوض بملف التنمية الحضرية والعمرانية المتكاملة. وتمثل ذلك في مشروعات قومية ضخمة مثل مدن الجيل الرابع، ومشروع حياة كريمة، ومشروعات تحسين جودة الحياة مثل القضاء على العشوائيات، بالإضافة إلى التطور في المرافق والبنية التحتية من مياه وصرف صحي وكهرباء.
ووسط زخم عالمي كبير، تستقبل مصر وفودًا عديدة من الدول وكبار المسؤولين والشخصيات للمشاركة في أعمال المنتدى الذي ينظمه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الهابيتات)، بالتعاون مع وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية ووزارة التنمية المحلية،
ويُعتبر المنتدى من أبرز الفعاليات العالمية ضمن أجندة الأمم المتحدة، وهو الحدث الأهم في العالم حول التحضر والتنمية العمرانية المستدامة الشاملة للجميع.
فرصة لتجديد التعاون العالمي
يُعقد المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر، في توقيت يواجه فيه النظام المتعدد الأطراف العالمي تحديات غير مسبوقة، مما يهدد التقدم الجماعي ويعقد التحديات المشتركة.
ويمثل المنتدى فرصة فريدة لتجديد وتعزيز التعاون العالمي والاتفاق على ميثاق للمستقبل، قبيل 5 سنوات من الموعد النهائي لتحقيق أجندة 2030. سيشكل المنتدى لحظة استثنائية لتسليط الضوء على دور العمل المحلي في إنقاذ التعاون المتعدد الأطراف وأهداف التنمية المستدامة، وحل القضايا الملحة مثل توفير السكن، وسهولة التنقل، وسلامة إمدادات المياه، وتأثيرات تغير المناخ.
برامج وأنشطة المنتدى
على مدى 5 أيام، يستضيف المنتدى آلاف المشاركين من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك ممثلين من الحكومات الإقليمية والدولية، والشركات، وقادة المجتمع المحلي، ومخططي المدن، ومنظمات المجتمع المدني.
ويضم المنتدى أكثر من 500 حدث ومعرض حضري موسع وأسبوع القاهرة الحضري، وهو برنامج من الأنشطة الذي يربط المنتدى بالمجتمع المحلي.
تسليط الضوء على التجربة المصرية
سيتم بث الجلسات الرئيسية للمنتدى مباشرة بجميع لغات الأمم المتحدة الست، بالإضافة إلى لغات الإشارة الدولية والعربية. وستتضمن هذه الجلسات حدثًا خاصًا بالحكومة المصرية لتسليط الضوء على التجربة المصرية في التنمية الشاملة، وتعزيز الإطار البيئي والبنية التحتية والاجتماعية، وإعطاء الأولوية لجودة حياة جميع السكان، فضلاً عن استعراض إنجازات الدولة المصرية في التحول الأخضر ودفع التعافي الشامل والمستدام وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية.
التركيز على الشراكات والتحالفات
يركز المنتدى على بناء تحالفات قوية لتنفيذ الأجندة الحضرية الجديدة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما يناقش الإستراتيجيات الأساسية للشراكات لربط الأهداف العالمية بالواقع المحلي، ويسلط الضوء على قوة التعاون في دفع التقدم المحلي بين مختلف الأطراف.
التحديات والفرص المستقبلية
تتضمن الحوارات التي ينظمها برنامج الأمم المتحدة للمجتمعات البشرية مناقشات نشطة مع الجمهور لتسليط الضوء على الفرص المتاحة لعقد اجتماعي متجدد، يمكن من خلاله تحقيق توازن بين حقوق السكن والعدالة الاجتماعية. كما يركز المنتدى على التمكين المالي، وتوفير موارد محلية لدعم التنمية المستدامة، وتسخير التكنولوجيا لتحسين جودة حياة الأفراد وبناء منازل آمنة.
سجل حتى الآن أكثر من 6500 مشارك من 160 دولة لحضور المنتدى، الذي أسس عام 2001 من قبل الأمم المتحدة، وهو المؤتمر العالمي الأول حول التحضر المستدام. منذ إنشائه، استضاف المنتدى مدنًا في جميع أنحاء العالم، حيث عقدت الدورة الأولى في نيروبي، عاصمة كينيا، في عام 2002.