قمة مصر للحد من المخاطر تناقش التجارب العالمية الناجحة لتخفيف الأعباء الاقتصادية
تصدرت التجارب العالمية الناجحة لتخفيف الأعباء الاقتصادية جدول أعمال قمة مصر الأولى للحد من المخاطر، والتي انعقدت اليوم، كأول منصة حيوية للحوار تجمع بين أصحاب المصلحة والخبراء من مختلف القطاعات، تحت شعار “تمكين التغيير الفعال”.
وفي هذا الإطار، قال الدكتور بيتر هاربر، استشاري طب الأورام وأحد مؤسسي عيادة لندن للأورام، إن التدخين يسهم في زيادة الأعباء الاقتصادية والاجتماعية على الأسر والأفراد بجانب الأعباء الصحية التي تزيد مع تقدم المدخنين في العمر بتزايد أمراض الأورام لديهم.
وأضاف “هاربر” أن المجتمعات التي طبقت منتجات التبغ البديلة شهدت انخفاضا في حجم المخاطر الناتجة عن التدخين، مثل اليابان التي انخفضت معدلات التدخين بها مع تشجيعها لتقديم بدائل التدخين التقليدي.
وتابع استشاري طب الأورام أن بريطانيا استخدمت سياسات محددة للحد من المخاطر ما ساعد على دعم جهود تغيير سلوكيات الأشخاص نحو الأفضل.
وأشار “هاربر” إلى أن الاستراتيجيات الحالية للحد من المخاطر لا تسهم بشكل كبير في تحقيق الأثر المطلوب، مطالبًا بضرورة التحرك لإنقاذ الأجيال الجديدة ولتحسين الصحة العامة مستقبلاً.
واستطرد استشاري طب الأورام أن مصطلح الحد من المخاطر ليس بجديد على المستوى الصحي، حيث تنتشر العديد من العيادات حول العالم التي تقدم المساعدة لمكافحة وعلاج الإدمان، ومكافحة عادات التدخين ذات التأثير السلبي والمسببة لأمراض الأورام.
وأضاف “هاربر”، أن تطبيق مبدأ الحد من المخاطر يساهم في حماية الأرواح وإنقاذ المرضى، خاصة أننا نمارس سلوكيات الحد من المخاطر بشكل اعتيادي في حياتنا اليومية دون أن ندرك أهميتها بالنسبة للحد من الآثار السلبية للعادات الصحية الخاطئة، مثل استخدام بدائل السكر للحد من مخاطر استهلاك المواد السكرية، وكذلك استخدام وسائد الأمان في السيارات للحد من مخاطر حوادث الاصطدام، فضلا عن مستحضرات الوقاية من أشعة الشمس، التي قد تخفض من مخاطر الإصابة بسرطانات الجلد.
عادل خطاب: من واجبنا توفير بدائل لتمكين المدخنين من خفض المخاطر الصحية المرتبطة بالتدخين
وفي سياق مُتصل، أكد الدكتور عادل خطاب، أستاذ الأمراض الصدرية في جامعة عين شمس، أن التدخين يُعتبر السبب الرئيسي للأمراض الصدرية، ويليه في هذا السياق التلوث البيئي، يظهر ذلك بشكل واضح عند تعرض أحد المدخنين لأزمات صدرية تستدعي نقله إلى المستشفى ودخوله للعناية الفائقة. وفيما يخرج من المستشفى، يطلب فوراً سيجارة، وعند انتقاده يُعلن عن عجزه ويُطلب من الأشخاص المحيطين به توفير بديل.
وأضاف الدكتور عادل خطاب أن المخالطين، وخاصة الأطفال، يعانون من أضرار بالغة نتيجة لدخان السجائر، والذي يُعرف أيضًا بالتدخين السلبي.
وشدد “خطاب” على أن العديد من المدخنين قد يكونون راغبين في الإقلاع عن التدخين، ولكنهم غير قادرين على ذلك. لذا، يعتبر من واجبنا تقديم كل الدعم اللازم لهم من خلال توفير بدائل لتمكينهم من خفض المخاطر الصحية المرتبطة بالتدخين.
حلمي درويش: تغيير سلوكيات الأفراد أمر ضروري
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور حلمي درويش، رئيس الجمعية اللبنانية للأمراض الصدرية، أن التلوث البيئي أيضا يسبب أمراض الجهاز التنفسي مثل الانسداد الرئوي المزمن، ودعا إلى ضرورة أن يقوم الأفراد بتغيير سلوكياتهم لتجنب الأضرار وتخفيضها.
محمد زيدان: سياسات مواجهة التدخين في مصر لم تحقق النجاح المرجو
في سياق متصل، أشار الدكتور محمد زيدان، أستاذ أمراض الصدر بجامعة الإسكندرية، إلى أن السياسات التي تم اعتمادها على مدى العقود الماضية لمواجهة التدخين في مصر لم تحقق النجاح المرجو، حيث وصل عدد المدخنين في البلاد إلى 19 مليون مدخن، بالإضافة إلى وجود 35 مليون مدخن سلبي، وهو رقم يقترب من نصف عدد السكان.
رانيا ممدوح: الأمراض النفسية مرتبطة مباشر بالتدخين
ومن جهتها، أوضحت الدكتورة رانيا ممدوح، أستاذ مساعد الطب النفسي بكلية طب القصر العيني، أن الأمراض النفسية ترتبط بشكل مباشر بإدمان المخدرات والتدخين. وأشارت إلى أن 35% من مرضى الاكتئاب يعانون من إدمان التدخين، و23% منهم يتعاطون مواد مخدرة، فيما يتعاطى 83% من مرضى الاضطرابات النفسية مواد مخدرة، و75% منهم يدخنون السجائر. وأوضحت أن 32% من مرضى الهوس النفسي يتعاطون مواد مخدرة، منهم 28% مدخنين. وأكدت أهمية الحد من تعاطي المواد المخدرة وأخطار التدخين لتحقيق الهدف الرئيسي وهو الإقلاع التام عنها.