الصين تكشف عن طائرة محلية منافسة لبوينج وإيرباص
كشفت الصين رسمياً عن طائراتها المحلية التي تنافس “بوينج” و”إيرباص” في سوق الطائرات الصغيرة المربحة للغاية، وفقاً لوكالة أنباء “شينخوا” الرسمية.
قالت الوكالة إنه تم الإعلان عن إصدار ترخيص للطائرة “سي 919” (C919) لشركة “كوميرشيال إيركرافت كورب أوف تشاينا” -“كوماك” (Commercial Aircraft Corp of China)، يوم الجمعة، في بكين بحضور الرئيس، شي جين بينج، ومسؤولون حكوميون رفيعو المستوى.
جاء تقرير الوكالة بعد يوم من ظهور صور على وسائل التواصل الاجتماعي لحفل قد يكون خاص بحصول الطائرة على ترخيص. وعادةً ما يعني ذلك الكشف، الذي يأتي قبل مؤتمر حزبي حاسم الشهر المقبل، الانتهاء من اختبارات الطيران واستعداد شركة تصنيع الطائرات لبدء عمليات التسليم.
تسعى الصين إلى وقف هيمنة “بوينج” و”إيرباص” على صناعة الطائرات التجارية، لكن لم يتضح بعد توقيت بدء منافسة الطائرة “سي 919” – إن وجدت المنافسة – للاحتكار الثنائي.
لم تنجح “كوماك”، كما تُعرف في الصين، في جذب الكثير من الاهتمام لمنتجاتها في الخارج، كما تستمر شركات الطيران المحلية في تفضيل طائرات “إيرباص” و”بوينج” ضمن أساطيلها.
بدأت “كوماك” تطوير “سي 919” منذ 14 عاماً بالاعتماد على موردين أجانب، من بينهم شركتي “جنرال إلكتريك” (General Electric)، و”هوني ويل انترناشونال إنك” (Honeywell International Inc)، وتوريد المحركات عن طريق شركة “سي أف أم إنترناشيونال” (CFM International)، المشروع المشترك بين “جنرال إلكتريك” و “سافران” (Safran SA) الفرنسية.
شاب المشروع التأخير وعدم الالتزام بالمواعيد النهائية، وتصدرت شركة “تشاينا إيسترن إيرلاينز” (China Eastern Airlines Corp) قائمة العملاء، حيث طلبت شراء 5 طائرات صغيرة الحجم، التي أكملت أول رحلة تجريبية قبل التسليم في مايو.
أعلنت “كوماك” عن تلقي 815 طلباً لطائرة “سي 919” من 28 عميلاً صينياً، رغم عدم تأكيد أغلبها، إضافة إلى أن العديد منهم عبارة عن شركات تأجير طائرات لم تتعاقد بعد مع خطوط طيران.
يملك ما يُعرف بالثلاثة الكبار في الصين وهم “تشاينا إيسترن إيرلاينز” (China Eastern Airlines Corp)، و”إير تشاينا” (Air China)، و”تشاينا ساوثرن إيرلاينز” (China Southern Airlines)، إضافة إلى “هاينان إيرلاينز” (Hainan Airlines) 2241 طائرة “بوينغ” و”إيرباص” صغيرة الحجم، إلى جانب 546 طائرة على الأقل تحت الطلب.
لن يُسمح للطائرة بالتحليق داخل الصين حتى يتم اعتمادها من الجهات التنظيمية الأجنبية، ورفضت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية التعليق في وقت سابق، ووجهت الأسئلة إلى الجهات التنظيمية الصينية. وتراجع إدارة الطيران الفيدرالية في الغالب تصميم طائرة لدولة أخرى للتصديق عليها لاستخدامها في الولايات المتحدة، لكن من غير الواضح كيف سيتم ذلك في الوقت الحالي، وفي ظل التوترات القائمة بين البلدين، وعدم اتخاذ الصين خطوات لإعادة الطائرة “737 ماكس” إلى الخدمة.
قالت متحدثة باسم وكالة سلامة الطيران في الاتحاد الأوروبي (EASA) إنها تعمل منذ عدة سنوات مع “كوماك” والجهة التنظيمية الصينية ولكن “لا يمكنها التعليق على التاريخ الذي سيتم فيه الانتهاء من التحقق من سلامتها (أو في الواقع في التاريخ الذي قد تصدر فيه إدارة الطيران المدني في الصين (CAAC) ترخيصها”
يبلغ مدى الطائرة “سي 919” 3450 ميلاً (5552 كيلومتراً)، ويمكن أن تستوعب ما يصل إلى 168 راكباً، وهو أقل من حيث السعة والمدى مقارنةً بطائرتي “إيرباص” A320 وطائرة “بوينج” 737 ماكس.
لدى “كوماك” الطائرة “إيه أر جيه 21” (ARJ21)، التي تعمل في السوق بالفعل، وهي طائرة محلية يمكنها حمل 90 راكباً والطيران لمسافة 2300 ميل.
أخبر “شي” فريق عمل الطائرة “سي919” أن السلامة هي الأولوية القصوى للطائرة، وأن الصين تسعى لمزيد من الإنجازات في مجال تصنيع المعدات المتطورة، وفقاً لوكالة أنباء “شينخوا”.