ماذا سيحدث في منطقة غرب القاهرة بعد افتتاح المتحف المصري الكبير؟

استحوذت منطقة غرب القاهرة على اهتمامات المطورين في العامين الأخيرين، واتجهت الشركات الكبرى بقوة نحو تلك المنطقة الواعدة بالتزامن مع الافتتاح التجريبي للمتحف المصري الكبير، والذي استمر قرابة عام، حتى افتتاحه رسميا بداية الأسبوع الجاري، وذلك بعد أعوام من استحواذ منطقة شرق القاهرة على النصيب الأكبر من الاستثمارات.

وشهدت الأشهر الأخيرة، تنافس بين الشركات على إطلاق مشروعات عقارية وترتكز في الأساس على النشاط الفندقي، سواء غرف أو وحدات فندقية، وذلك في كافة مناطق غرب القاهرة، من حدائق أكتوبر وحتى زايد الجديدة والتوسعات الشمالية، وذلك بهدف مواكبة خطط التنمية في تلك المنطقة، وبالتوازي مع تطلعات الدولة لرفع عدد السياح إلى أكثر من 30 مليون سائح بحلول العام 2028.

طلعت مصطفى تطلق مشروع سياحي

البداية من مجموعة طلعت مصطفى، والتي كشفت أمس عن بدء الشركة العربية للاستثمارات الفندقية والسياحية «أيكون» التابعة، في تنفيذ مشروع سياحي جديد متكامل خلف المتحف المصري الكبير، بالشراكة مع هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، موضحة أن المشروع سياحي يقع على مساحة 42.4 فدان، ويتضمن فندقاً فاخراً من فئة الـ5 نجوم بإدارة عالمية بطاقة استيعابية عند اكتماله 495 غرفة فندقية.

وتبلغ التكلفة الاستثمارية للمشروع 788 مليون دولار، ومن المتوقع أن يحقق صافي إيرادات دخل متكرر يبلغ أكثر من 82 مليون دولار سنوياً، بالإضافة إلى تحقيق صافي إيرادات مبيعات عقارية على مدار المشروع تبلغ حوالي 233 مليون دولار.

كما تتولى مجموعة طلعت مصطفى أيضاً تطوير فندق مينا هاوس التاريخي لإعادته إلى حالته الأصلية، إلى جانب تطوير باقي الفنادق التاريخية الأخرى مثل ماريوت الزمالك والوينتر بالاس بالأقصر، بما يتواكب مع متطلبات السياحة الحديثة التي تستهدفها الدولة المصرية في المرحلة المقبلة.

حي جديد للمال والأعمال

ومن جانبها، تدرس هيئة المجتمعات العمرانية إقامة حي للمال والأعمال في منطقة غرب القاهرة، خلال العام المقبل، والذي سيكون على غرار حي المال والأعمال في العاصمة الإدارية، وفق ما كشفته تصريحات مصادر في الهيئة، في وقت سابق، في تصريحاتها لنشرة «بلوم العقارية» التي تصدرها بوابة «بلوم»، مشيرة إلى أن هناك دراسة لإقامة فرع للبورصة المصرية في ذلك الحي.

وأضافت المصادر أن المشروع سيضم مقرات للبنوك وشركات السمسرة في الأوراق المالية، وإنه سيتم وضع المخطط والبت في المشروع مع بداية 2026، وهو ما يأتي ضمن خطة الدولة التنموية التي وضعتها لتوفير فرص استثمارية واعدة في منطقة غرب القاهرة، بالتزامن مع قرب افتتاح المتحف المصري الكبير، إلى جانب المشروعات الأخرى التي أطلقتها الشركات العقارية في تلك المنطقة.

وقالت المصادر إن نجاح تجربة حي المال والأعمال في العاصمة الإدارية الجديدة، شجع هيئة المجتمعات العمرانية على تكرارها، إذ أنه من المخطط أن يتم إطلاق حي ثاني بالقرب من الأول في العاصمة الإدارية، وتم وضع منطقة غرب القاهرة في الخطة للاستفادة من الزخم العمراني الذي تشهده تلك المنطقة.

سوديك تضيف 1000 فدان

ومن جانبها اشترت شركة السادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار «سوديك»، قطعة أرض بمساحة 1000 فدان في مدينة سفنكس الجديدة بمنطقة غرب القاهرة، وذلك لإقامة مشروع سكني متكامل لتلبية احتياجات تلك المنطقة، ومن المخطط أن تصل مبيعات المشروع إلى يزيد عن 353 مليار جنيه.

وتستهدف الشركة افتتاح فندق جديد بأحد مشروعاتها بمنطقة غرب القاهرة، بطاقة 168 غرفة فندقية، خلال عام 2027، كما وقعت الشركة اتفاقية شراكة مع مجموعة «ماريوت العالمية»، لإطلاق العلامة التجارية «تريبيوت بورتفوليو» التابعة للمجموعة، في مشروعين في غرب القاهرة والساحل الشمالي.

30 مليار جنيه استثمارات من شركة عربية

وفيما يتعلق بشركة عربية للتنمية والتطوير العمراني فإنها رصدت 30 مليار جنيه لإنشاء نحو 2000 غرفة ووحدة فندقية بمشروع «صن كابيتال» غرب القاهرة حتى 2029، حيث تعمل الشركة على تدشين 3 فنادق بمراحل تطوير مختلفة، بمشروعها السياحي السكني غرب القاهرة، حيث من المخطط تشغيل أول فندق بحلول 2026 تحت العلامة التجارية «كونكورد».

وتتضمن خطة الشركة إقامة فندق «فيرمونت» بطاقة 500 غرفة و400 شقة فندقية بإجمالي استثمارات 16 مليار جنيه والمخطط افتتاحه بحلول 2028، كما اتفقت الشركة مع تحالف مصرفي يضم بنوك الأهلي المصري والعربي الأفريقي والتجاري الدولي على قرض بقيمة 5 مليارات جنيه لتمويل المشروع.

 

هايد بارك تطلق ثالث مشروعاتها

أما شركة هايد بارك للتطوير العقاري، فإنها أطلقت ثالث مشروعاتها في منطقة غرب القاهرة،Hyde Park Signature ، على مساحة 57 فدانًا، والذي يضم 910 وحدات سكنية متنوعة.

وقال المهندس أمين سرّاج، العضو المنتدب لشركة هايد بارك للتطوير العقاري، إن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل خطوة استراتيجية ستحدث نقلة نوعية في القطاعين السياحي والعمراني، لا سيما في منطقة غرب القاهرة، بما يفتح آفاقًا جديدة للاستثمار ويعزز من جاذبية السوق العقارية المصرية أمام المستثمرين المحليين والدوليين.