حصد مشروع محطة طاقة الرياح بالسويس، بقدرة 1.1 جيجاوات، جائزتين دوليتين مرموقتين في مجال التمويل والبنية التحتية. ويأتي هذا الإنجاز ضمن محور الطاقة في المنصة الوطنية لبرنامج «نُوفّي»، الذي يمثل شراكة استراتيجية بين الحكومة المصرية والقطاع الخاص المحلي والأجنبي، إلى جانب مؤسسات التمويل الدولية، جاء ذلك وفقًا لما أعلنته وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي.
أفضل صفقة بنية تحتية
وقد حصل المشروع على جائزة “أفضل صفقة بنية تحتية لعام 2024” من مجلة African Banker، تقديرًا للترتيب التمويلي المبتكر والفعّال الذي شاركت فيه مجموعة من مؤسسات التمويل الدولية والإقليمية. كما نال المشروع جائزة “أفضل صفقة طاقة في مصر وأفريقيا” من مجلة EMEA Finance، وهو ما يعكس حجم الثقة الدولية في مناخ الاستثمار المصري في قطاع الطاقة المتجددة.
تحالف دولي لتمويل مشروع استراتيجي
شارك في تمويل المشروع تحالف واسع من المؤسسات الدولية، من بينها البنك الأفريقي للتنمية، وصندوق أوبك للتنمية الدولية، والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، ومؤسسة الاستثمار البريطانية (BII)، ومؤسسة DEG التابعة لبنك التعمير الألماني، إلى جانب الشركة العربية للاستثمارات البترولية (APICORP). وقد تم تدشين منصة التمويل بالشراكة بين شركة حسن علام للمرافق وشركة ميريديام الفرنسية، بالتعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، لتوفير تمويل يبلغ 300 مليون دولار، يُعد من أكبر الاستثمارات الموجهة لمشروع طاقة متجددة في مصر.
شراكة فعّالة بين الحكومة والقطاع الخاص
في هذا السياق، أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن نجاح محور الطاقة ضمن برنامج «نُوفّي» يعكس نموذجًا متقدمًا للتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص ومؤسسات التمويل الدولية. وأشارت إلى أن هذا التعاون يسهم في دعم تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للطاقة المستدامة، وتعزيز جهود مصر في التحول نحو الاقتصاد الأخضر.
وأوضحت المشاط أن الإصلاحات الهيكلية والتنظيمية التي نفذتها الحكومة المصرية منذ عام 2014 قد لعبت دورًا محوريًا في فتح المجال أمام استثمارات القطاع الخاص، لاسيما في مشروعات الطاقة المتجددة. هذا التقدم في البيئة التشريعية والتنظيمية ساعد في جذب اهتمام مؤسسات التمويل الدولية، التي ضخت تمويلات ميسرة لعدد من المشروعات الحيوية.
نتائج ملموسة وتحقيق مستهدفات البرنامج
أشارت الوزيرة إلى أن محور الطاقة في برنامج «نُوفّي»، منذ إطلاقه خلال مؤتمر المناخ COP27 في نوفمبر 2022، حقق نتائج ملموسة على أرض الواقع. فقد تم توقيع اتفاقيات لتنفيذ مشروعات طاقة متجددة بقدرة إجمالية تبلغ 4.2 جيجاوات، إلى جانب حشد تمويلات ميسرة لهذه المشروعات تصل إلى نحو 4 مليارات دولار.
ويواصل البرنامج التنسيق مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية ومؤسسات أخرى من أجل تحقيق هدفه الطموح بإضافة 10 جيجاوات من الطاقة المتجددة إلى الشبكة الوطنية بحلول عام 2028، مع التخلص التدريجي من 5 جيجاوات من قدرات إنتاج الكهرباء من الوقود الأحفوري. كما يتضمن البرنامج العمل على تطوير البنية التحتية للشبكة وتعزيز الاستثمارات في الشبكة القومية للكهرباء.
أكبر مشروع رياح في مصر وإفريقيا
يُعد مشروع طاقة الرياح بالسويس الأكبر من نوعه في مصر، ومن بين أكبر المشروعات في قارة إفريقيا. ومن المتوقع أن يولّد هذا المشروع نحو 4111 جيجاوات ساعة من الكهرباء سنويًا، ما يكفي لتوفير طاقة نظيفة وآمنة وبأسعار مناسبة لأكثر من مليون أسرة مصرية.
كما سيساهم المشروع بشكل كبير في خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بما يقارب 1.71 مليون طن سنويًا، مما يدعم التزامات مصر الدولية بموجب اتفاقية باريس للمناخ، ويعزز من موقعها الإقليمي والدولي في التحول نحو الطاقة الخضراء.
