صندوق النقد الدولي ومصر.. ماذا بعد صرف الشريحة الرابعة؟ «جراف تحليلي»

دخل اتفاق صندوق النقد الدولي ومصر مرحلة جديدة بعدما اعتمد الصندوق صرف الشريحة الرابعة من قرض مصر بعد مشاورات ومباحثات استمرت نحو 6 أشهر، وأعلنت الحكومة ممثلة في وزيري المالية أحمد كجوك والتخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي الدكتورة رانيا المشاط، مساء أول أمس، عن موافقة المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي على صرف الشريحة الرابعة من قرض مصر، في خطوة اعتبرتها الحكومة مؤشراً على ثقة الصندوق في قوة الاقتصاد المصري.

أسباب صرف الشريحة الرابعة

ستتيح موافقة المجلس التنفيذي على المراجعة الرابعة بين صندوق النقد الدولي ومصر صرف 1.2 مليار دولار من إجمالي تمويل بقيمة 8 مليارات دولار، فيما أعلن الدكتور محمد معيط، المدير التنفيذي في صندوق النقد الدولي أن المجلس التنفيذي وافق على تمويل بموجب آلية تسهيل الصلابة والاستدامة يصل إلى 1.3 مليار دولار سيتم صرفه على شرائح، ويناقش الفيديو الآتي رؤية الصندوق لتطورات برنامج الإصلاح الاقتصادي وموعد صرف الشريحة الرابعة ومتى نبدأ في محادثات الشريحة الخامسة.

مسار التضخم منذ التعويم

وشكل التضخم أحد أبرز القضايا المترتبة على سياسات النقد الأجنبي نتيجة تعويم سعر صرف الجنيه استجابةً لمطالب صندوق النقد الدولي، حيث أنه بعد أن سجل التضخم قفزات قياسية خلال آخر عامين هوى في فبراير 2025 إلى أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات عند 12.8% مقابل 24% خلال يناير السابق عليه وفق بيانات جهاز التعبئة العامة والإحصاء في مصر، ونستعرض في الإنفوجراف تطور معدل التضخم منذ تعويم الجنيه في مارس 2024 وحتى نهاية فبراير الماضي.

 

أين يتجه التضخم؟

وعن مستقبل التضخم في مصر خلال 2025، فإن رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، أكد استهداف مصر خفض معدل التضخم إلى أقل من 10% بحلول نهاية العام الجاري أو بداية عام 2026، وهو المستهدف الذي يعد متفائلاً مقارنة بتقديرات المؤسسات المالية، وهو ما يستعرضه الإنفوجراف الآتي.

 

اتجاه سعر الجنيه أمام الدولار

وبعد موافقة صندوق النقد الدولي لصالح مصر على صرف الشريحة الرابعة تتجه الأنظار صوب حركة سعر الجنيه، الذي كان أحد أبرز مسائل الخلاف بين صندوق النقد الدولي ومصر بسبب رؤية الصندوق بأن سعر الجنيه ما زال يخضع لبعض القيود ويحتاج لمرونة أكبر، ما دفع الحكومة إلى إضفاء مرونة سعرية للعملة المحلية في حدود 5% صعوداً وهبوطاً، وفي ضوء ذلك يتحرك الجنيه الذي الآن قرب 50.54 للدولار الأميركي، ويتناول هذا الإنفوجراف الأسعار المتوقعة للجنيه خلال 2025.

 

سعر الفائدة

وعلى إثر تراجع معدل التضخم توقع مصرفيون ومحللون ماليون أن يكسر البنك المركزي المصري خلال اجتماع أبريل المقبل جدار تثبيت أسعار الفائدة منذ مارس 2024، ويقرر خفض العائد تماشياً مع مستجدات قراءات التضخم التي كانت سبباً رئيسياً طوال الفترة الماضية في الإبقاء على أسعار الفائدة المرتفعة، ويمكن أن نتعرف على توقعات الخبراء من خلال هذا الإنفوجراف.

 

الأنظار تتجه للوقود

الدكتور محمد معيط، المدير التنفيذي في صندوق النقد الدولي، أكد عقب موافقة الصندوق على صرف الشريحة الرابعة للقرض، أن التزام مصر بالتحرير الكامل لأسعار المحروقات بالكامل ما زال قائماً، وهو ما يأتي عقب إقرار 3 زيادات متتالية في أسعار الوقود خلال العام الماضي بين يناير وأكتوبر، ما أضطر الحكومة إلى الإعلان عن تثبيت الأسعار لمدة 6 أشهر، وهي المدة التي قاربت على الانتهاء، ما يثير مخاوف الشارع بإقرار زيادة جديدة قريباً، ويستعرض الإنفوجراف التالي التغير الذي شهدته أسعار المحروقات خلال 2024.

 

جدول زمني لصرف قرض الصندوق

يتوزع برنامج تمويل صندوق النقد الدولي إلى مصر على 8 شرائح تمتد من ديسمبر 2023 حتى سبتمبر 2026، ‏تمكنت البلاد حتى الآن من الحصول على 4شرائح بإجمالي مبلغ 3.1 مليار دولار، أولها كان في ديسمبر ‏‏2022 بقيمة 350 مليون دولار، والثانية في مارس 2024 بقيمة 820 مليون دولار، والثالثة بقيمة مماثلة في ‏أغسطس الماضي بقيمة 820 مليون دولار، والشريحة الرابعة بقيمة 1.2 مليار دولار تم اعتمادها، وسوف ‏نستعرض الجدول الزمني لصرف باقي الشرائح في الإنفوجراف الآتي.