مع توقعات بالارتفاع.. أين يتجه سوق الذهب في النصف الثاني من 2024؟
يعد سوق الذهب إحدى أبرز الأسواق التي تشغل فكر المستثمرين وتستحوذ على أموالهم خاصة في ظل ظروف تتسم بعدم اليقين، ومخاوف حدوث احتمالات المزيد من التوترات الجيوسياسية في ظل ما يشهده العالم من أحداث ساخنة في مناطق مختلفة، وهو ما يدفع المستثمرين إلى اللجوء للذهب في مثل هذه الأوقات كملاذ آمن.
وفق تقرير نشرته CNBC .. يتوقع مجلس الذهب العالمي أن تتحرك أسعار المعدن الأصفر في نطاق محدود من مستوياته الحالية خلال النصف الثاني من العام الجاري.
وقال المجلس في تقرير، إن سعر المعدن الأصفر الحالي يجسد على نطاق واسع التوقعات المتفق عليها للنصف الثاني فيما يتعلق بالنمو الاقتصادي وأسعار الفائدة والتضخم وهذا بدوره يعني أن المعدن الأصفر قد يستمر في التحرك في نطاق مماثل لما شهدناه في الأشهر الأخيرة.
وأضاف المجلس: بمعنى آخر، بعد اكتساب زخم جيد في النصف الأول من العام، تشير اتجاهات السوق الحالية إلى أداء محدود النطاق من مستوياته الحالية خلال النصف الثاني”.
من جانبه، نشر بنك ABN Amro الهولندي توقعات حذرة لسعر المعدن الأصفر حتى نهاية عام 2024، محافظاً على توقعاته لنهاية العام عند 2000 دولار للأونصة، بحسب تقرير نشره الخميس 27 يونيو.
وقالت الخبيرة الاقتصادية لأبحاث الاستدامة بالبنك، غورغيت بويل: “نحن لا نزال حذرين بشأن التوقعات لأسعار المعدن الأصفر للأسباب التالية. أولاً: يعتبر الاتجاه في أسعار الذهب إيجابياً، لكن الزخم آخذ في الانخفاض. ثانياً: من غير المعتاد أن يكون لأسعار الذهب علاقات إيجابية مع الدولار الأميركي والعوائد الحقيقية الأميركية لأجل 5 سنوات و10 سنوات”.
وأشارت إلى أنه إذا استجابت أسعار الذهب لتوقعات الفدرالي الأميركي مرة أخرى، فمن المحتمل أن تظل مستقرة مقابل الدولار وترتفع إلى حد ما مقابل اليورو هذا العام، مما يعكس وجهات نظر الفدرالي والبنك المركزي الأوروبي مقارنة بالسوق.
وذكرت بويل أن العامل الثالث للتوقعات الحذرة هو أنه لا يوجد نقص في الذهب الفعلي في الوقت الحالي، كما أن حجم مشتريات البنوك المركزية لا يبرر أسعار الذهب عند المستويات الحالية. “ولذلك، فإننا نحتفظ بتوقعاتنا لنهاية
وأضافت أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية دعمت أسعار الذهب. أولاً قيام المستثمرون بالشراء في أسواق العقود الآجلة وفي أشكال أخرى. ثانياً، قيام البنوك المركزية بشراء الذهب، رغم ارتفاع احتياطيات الذهب العالمية بشكل متواضع هذا العام. ثالثًا: كانت الصورة الفنية إيجابية مما أدى إلى شراء الاتجاه من المستثمرين لكن الارتفاع فقد زخمه منذ الوصول إلى أعلى مستوى عند 2450 دولاراً للأونصة والذي حدث يوم 20 مايو 2024″.
يتوقع بنك غولدمان ساكس Goldman Sachs، في تقرير أصدره الأربعاء 26 يونيو، ارتفاع أسعار الذهب إلى 2700 دولار للأونصة بحلول نهاية العام، بفضل الطلب القوي من البنوك المركزية في الأسواق الناشئة ومن الأسر الآسيوية.
وقال البنك إن الذهب يمكن أن يساعد في الحماية من الانخفاضات المحتملة في سوق الأسهم إذا اندلعت حرب تجارية، وسيكون له اتجاه صعودي إذا تصاعدت المخاوف بشأن عبء الديون الأميركية أو إذا تغيرت إدارة بنك الفدرالي الأميركي ويمكن أن تسجل أسعار الذهب 3000 دولار للأونصة خلال الـ 12 إلى 18 شهراً القادمة إذا زاد الطلب بين كبار المستثمرين المؤسسيين، وفقاً لاستراتيجيي السلع في بنك أوف أميركا Bank of America، الشهر الماضي.
وقال الاستراتيجيون: “نعتقد بأن المعدن الأصفر يمكن أن يصل إلى 3000 دولار للأونصة خلال الـ 12 إلى 18 شهراً القادمة، على الرغم من أن التدفقات لا تبرر مستوى السعر هذا في الوقت الحالي وأن تحقيق ذلك سيتطلب ارتفاع الطلب غير التجاري من المستويات الحالية، وهو ما يحتاج بدوره إلى خفض سعر الفائدة الفدرالي”.