ارتفع مؤشر “نيكاي 225” للأسهم في اليابان إلى أعلى مستوى له منذ فترة اقتصاد “الفقاعة” قبل أكثر من ثلاثة عقود، ما يعكس تفاؤل المستثمرين بعودة النمو الاقتصادي للبلاد بعد معركتها الطويلة مع الانكماش.
وصعد مؤشر الأسهم القيادية بنسبة 1.2% ليغلق عند 33763.18 نقطة في طوكيو، وهو مستوى لم يشهده منذ مارس 1990، وذلك في ظل انتعاش أسهم شركات التكنولوجيا وانخفاض عوائد سندات الخزانة.
كما ارتفع مؤشر “توبكس” القياسي، الذي تفضله بعض الصناديق لأنه أكثر شمولاً، بنسبة 0.8%.
وسجل كل من مؤشر “نيكاي 225″ و”توبكس” نمواً سنوياً يزيد عن 25% العام الماضي، وهو أفضل أداء لهما منذ عقد. جاء المؤشران ضمن أكبر الرابحين في العالم خلال 2023، حيث دفعت السلطات الشركات إلى تحسين قيمة المساهمين، وسط تلاشي الانكماش المستمر منذ عقود واستبداله بمكاسب معتدلة في الأسعار.
ودعم سعر الين الذي ظل ضعيفاً رغم الانتعاش الأخير، المصدرين، كما أودع الملياردير وارن بافيت مزيداً من أمواله في أكبر الشركات التجارية في اليابان، مما أثار تفاؤل المستثمرين، وعزز بدوره الأسهم في ثالث أكبر اقتصاد في العالم.
ولم يصل التضخم في اليابان إلى مستويات حادة كما هو الحال في العديد من الاقتصادات الآسيوية، وهناك دلائل على تباطؤه، لكن هذا يُعد تغييراً كبيراً عن السنوات السابقة، عندما كان انخفاض الأسعار المستمر يؤثر على أرباح الشركات. كما أن معدل التضخم دفع بنك اليابان إلى مكافحة الانكماش عبر خفض أسعار الفائدة إلى ما دون الصفر وشراء الأصول من السوق لتحفيز الطلب.
وتشير أسعار الفائدة السائدة في السوق إلى أن المتداولين يتوقعون أن ينهي بنك اليابان سياسته السلبية لأسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام، بالرغم من أن التكهنات المتعلقة بحدوث ذلك هذا الشهر قد تضاءلت بشكل كبير.
رغم أن تشديد البنك المركزي لسياسته النقدية قد يؤدي في البداية إلى انخفاض الأسهم مع ارتفاع تكاليف الاقتراض، فإن البنوك قد تستفيد في ظل تحسين هوامش الإقراض.
وساهمت شركة “دينا كو” في تعزيز ارتفاع مؤشر “نيكاي 255” بعد أن أعلنت شركة “غو”، وهي شركة تنقل تابعة لها، عن استعدادها لطرح أسهمها في البورصة.
وكانت شركة “نينتندو” أيضاً ضمن أكبر الرابحين الآخرين، حيث حسنت شركة “بيرنشتاين آند كو” وضع الشركة المصنعة للألعاب اليابانية لتتفوق على أداء السوق، مستشهدة بالتقييمات الإيجابية في الصناعة بشأن وحدة التحكم الجديدة الخاصة بها المتوقع إطلاقها في وقت لاحق من هذا العام.
