بلومبيرج: شكوك حول إمكانية أوكرانيا في تصدير كامل مخزوناتها من القمح إلى العالم
كتب-محمد عوض:
قفزت أسعار القمح عالميا بعد هجوم روسيا في نهاية الأسبوع على ميناء أوديسا البحري الأوكراني ، رغم أن أوكرانيا أشارت إلى أنها ستمضي قدمًا في تنفيذ الصفقة التي وقعتها مع روسيا برعاية الأمم المتحدة في تركيا، وذلك لبدء شحن ملايين الأطنان من الحبوب التي تراكمت لديها منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، وفق ما ذكرت شبكة بلومبيرج الأميركية.
تهدف الاتفاقية الموقعة يوم الجمعة إلى تسهيل الصادرات من ثلاثة موانئ أوكرانيا على البحر الأسود، بما في ذلك أوديسا، وتم الترحيب بها كخطوة حيوية نحو التخفيف من أزمة الغذاء العالمية.
ومع ذلك ، شكك العديد من المحللين والمسؤولين الغربيين في استمرار الاتفاق الذي جرى توقيعه منذ أيام.
ذكرت بلومبيرج، أن المسؤولون الأوكرانيون يستعدون لاستئناف الصادرات في أقرب وقت هذا الأسبوع على الرغم من الهجوم على أوديسا ، الذي قوبل بإدانة دولية.
لكن الهجوم يعد تذكير بالمخاطر التي يتعرض لها القائمون على حركة الشحن البحري الدولي وشركات التأمين مع احتدام الحرب.
علق رومان سلاستون، المدير العام لنادي الأعمال الزراعية الأوكراني وقال لبلومبيرج: “إن استعداد شركات النقل البحري بسفنها للمجيء إلى موانئنا سيكون عاملاً حاسمًا لاستعادة الصادرات من أوكرانيا”.
وذكر أن المزارعين “لديهم بعض التفاؤل الحذر بشأن هذه الصفقة، لكنهم يدركون أيضًا أنه في أي وقت قد يتوقف الأمر مرة أخرى.”.
ارتفعت العقود الآجلة للقمح في شيكاغو بنسبة 4.6٪ وتداولت على ارتفاع 3.1٪.
وتراجعت الأسعار بنسبة 6٪ تقريبًا يوم الجمعة ووصلت إلى أدنى مستوى لها منذ أوائل فبراير بعد توقيع الصفقة في إسطنبول.
ارتفعت عقود تصدير القمح من باريس بنسبة 1.4٪.
وقالت أوكرانيا إن الصواريخ لم تضرب مخزن الحبوب في الميناء.
وذكرت روسيا اليوم الاثنين إن هجومها الصاروخي على أوديسا استهدف منطقة عسكرية ولن يؤثر على خطط استئناف صادرات الحبوب من ميناء البحر الأسود.
من جانبهم، قال محللون “الهجوم على أوديسا السبت الماضي يثير الشكوك بشأن استئناف نشاط الموانئ الأوكرانية في الظروف المناسبة”. وذكروا”ستبقى السوق حتما متوترة للغاية في حالة حدوث تفجيرات جديدة أو شكوك حول التنفيذ الملموس لاستئناف نشاط التصدير”.
تمضي أوكرانيا قدمًا في الاستعدادات لتصدير الأقماح والحبوب، بينما تتعرض الحكومة لضغوط هائلة لإعادة تصدير الحبوب لدعم اقتصادها الذي دمرته الحرب.
وقالت وزارة البنية التحتية الأوكرانية إن كييف بدأت في تجهيز موانئ أوديسا وتشورنومورسك وبيفدينيي لاستئناف العمل ونشرت دعوة للسفن الراغبة في المشاركة في قوافل تصدير الحبوب.
ذكرت خدمة إنترفاكس الإخبارية نقلاً عن وزارة البنية التحتية أن مسؤولين أوكرانيين وصلوا بالفعل إلى إسطنبول لتنسيق عمليات التصدير من خلال مركز تنسيقي جديد، تم تدشينه للمساعدة على التصدير كجزء من الاتفاق الذي تم تدشينه يوم الجمعة الماضي.
بمجرد استئناف الصادرات، سيراقب المحللون والقائمون على التصدير والتجار مدى السرعة التي يمكن أن ترتفع بها الأحجام التصديرية.
وتصنف أوكرانيا من بين أكبر مناطق شحن الذرة والقمح والزيوت النباتية في العالم، في وقت لازالت فيه ملايين الأطنان من الحبوب مخزنة لديها منذ الغزو الروسي الذي أغلق في أوائل هذا العام الموانئ الرئيسية لها.
ولم يعمل تغيير مسار تصدير الحبوب الأوكرانية عبر الطرق البرية ونهر الدانوب والسكك الحديدية، على تعويض عمل الموانئ في نقل الكميات التصديرية المتوقعة.
وبسبب ذلك، اضطر كبار العملاء للبحث في طرق وأماكن أخرى لنقل إمدادات الحبوب، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار وتفاقم انعدام الأمن الغذائي.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن استئناف التجارة البحرية من شأنه سد تلك الفجوات وحث على ” تنفيذ الاتفاق بالكامل”.
وتعهدت أطراف الاتفاق بعدم شن هجمات ضد السفن التجارية أو البنية التحتية للموانئ المشاركة في التصدير، وفقًا لنسخة من الوثيقة الموقعة من أوكرانيا.
وقعت روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة وتركيا على اتفاق يوم الجمعة لإعادة فتح ثلاثة موانئ أوكرانية على البحر الأسود لتصدير الحبوب. وتعد الصفقة سارية لمدة 120 يومًا وتستهدف صادرات شهرية تبلغ 5 ملايين طن.
وأغلقت الموانئ البحرية الأوكرانية منذ الغزو الروسي في فبراير ، وبينما غادرت بعض الكميات ا لتصديرية من خلال السكك الحديدية أو برا عبر جيران مثل رومانيا وبولندا، تراكمت ملايين الأطنان في المزارع وصوامع التخزين.
وساعد انخفاض الشحنات من أحد أكبر مصدري الحبوب في العالم في زيادة تضخم أسعار الغذاء في جميع أنحاء العالم وحذرت وكالات الأمم المتحدة من أنه قد يؤدي ذلك إلى المجاعة والهجرة الجماعية على نطاق غير مسبوق.
وقال تجار حبوب أوروبيون: “إلى جانب عدم اليقين بشأن المدة التي ستستغرقها إزالة الألغام البحرية ، لن تبحر السفن ببساطة إلى أوكرانيا ، بغض النظر عن سعر الشحن، إلا بعد أن يتأكدوا من أمان سفنهم وحمولاتها من الحبوب”.
وذكر التجار أن “أوكرانيا بحاجة إلى كميات كبيرة من السفن لنقل مخزون أوكرانيا من المحصول الجديد، في ضوء المعلومات التي تقول بعدم كفاية طرق التصدير الأخرى غير البحرية لنقل كامل الكميات المطلوبة من الحبوب”.
في هذا السياق، قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن روسيا استهدفت البنية التحتية العسكرية، والاتفاق ساري كما هو.
ارتفعت العقود الآجلة للذرة في شيكاغو بنسبة 2٪ إلى 5.75-3 / 4 للبوشل بينما ارتفعت أسعار فول الصويا بنسبة 0.9٪ إلى 13.28 دولار للبوشل.