النقد الدولي يخفض توقعاته لنمو اقتصادات الشرق الأوسط وأفريقيا لـ 2.8%
واصل صندوق النقد الدولي خفض توقعاته لنمو اقتصادات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للعام الجاري، وقلصها بنحو 10 نقاط أساس في تقريره الصادر اليوم الثلاثاء عن تقديراته في يناير الماضي، لتصبح 2.8%، ولكنه أبقى على توقعاته من دون تغيير للعام المقبل عند 4.2%.
يقارب ذلك تقديرات البنك الدولي الصادرة أمس بنمو اقتصادات المنطقة إلى 2.7% خلال السنة الجارية.
يعكس هذا التعديل في نظرة صندوق النقد لنمو اقتصادات المنطقة، إلى توقعه بانخفاض النمو في الأنشطة غير النفطية والإيرادات النفطية لإيران وعدد من الاقتصادات الأصغر حجماً، وفق تقرير الصندوق.
وكان صندوق النقد توقع في يناير الماضي نمو اقتصاد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال العام الحالي بنسبة 2.9%، بانخفاض عما توقعه في أكتوبر، على خلفية خفض إنتاج النفط، وتشديد السياسة النقدية، وتداعيات الصراع في غزة التي أثرت على الدول المجاورة وخفضت أحجام العبور في البحر الأحمر بأكثر من 40%.
وفي ما يخص اقتصاد السعودية أكبر اقتصاد في المنطقة، خفض الصندوق نظرته لنمو اقتصادها خلال العام الجاري إلى 2.6% من 2.7% في توقعات يناير، ولكنه رفعها 50 نقطة أساس في 2025 لتصل إلى 6%.
الصندوق يخفض نظرته لنمو اقتصاد السعودية خلال العام الجاري إلى 2.6%
وحثت كريستالينا جورجييفا المديرة العام لصندوق النقد الدولي، خلال مشاركتها بالمنتدى الثامن للمالية العامة في الدول العربية في فبراير الماضي، دول المنطقة على تعزيز قدراتها المالية في مواجهة التحديات الراهنة، وتحمّل الصدمات التي قد تنتج عن الظروف غير المؤكدة إلى حد غير اعتيادي التي تشهدها المنطقة.
أما في ما يخص نظرته لنمو الاقتصاد العالمي، فأشارت توقعات الصندوق إلى استمرار النمو العالمي بنفس وتيرة العام الماضي عند 3.2% في عامي 2024 و2025، ما يمثل رفعاً بمقدار 10 نقاط أساس للعام الجاري عن تقرير يناير الماضي.
كانت كريستالينا جورجييفا ذكرت في كلمة ألقتها يوم الخميس الماضي في واشنطن، أن النمو العالمي سيكون أقوى بشكل هامشي في التوقعات الجديدة للصندوق، لكنها لا تزال أقل بكثير من المتوسط التاريخي، مشيرة إلى أن الاقتصاد العالمي لا يزال يواجه خطر العشرينيات الفاترة هذا العقد، إذا لم تتم معالجة تحديات التضخم والديون.
وقالت إن الاستهلاك والاستثمار القويين، فضلاً عن تخفيف مشكلات سلسلة التوريد، من بين محركات النمو القوي في الولايات المتحدة والعديد من اقتصادات الأسواق الناشئة، لكن رئيسة صندوق النقد الدولي شددت على أن التضخم لم تتم هزيمته بالكامل، وأن مستويات الديون في معظم البلدان مرتفعة للغاية.