Bloom Gate -بوابة بلوم
Herms2024

الحرب الأوكرانية تدفع البلدان الأشد احتياجًا إلى المجاعة

محمد عوض

تتوقع الأمم المتحدة حدوث حالة “إعصار جوع” في البلدان الأقل نموًا في العالم حيث تستمر الحرب في أوكرانيا في تقليص إمدادات كل شيء من الأسمدة إلى زيت الطهي إلى الحبوب والقمح ومواد أخرى كثيرة، وفق ما ذكرت صحيفة كوارتز.

 في أبريل، ساء الوضع أكثر في كثير من دول آسيا و إفريقيا، مع قول الأمم المتحدة أن الحرب تزيد من تفاقم المجاعات في جنوب الكرة الأرضية، وهي رسالة تردد صداها في المنتدى الاقتصادي العالمي الشهر الماضي.

علقت الصحيفة، وقالت إن الجوع يتزايد على مستوى العالم لأسباب عديدة، بما في ذلك تغير المناخ، ووباء كوفيد -19، والصراعات الداخلية في دول إفريقية.

معضلة إغلاق الموانئ الأوكرانية

 ولكن مع إغلاق الموانئ والقيود المفروضة على الصادرات من كل من روسيا وأوكرانيا، فإن البلدان التي تعتمد عليها في إنتاج المواد الغذائية الأساسية في حيرة من أمرها. كما أن نقص الأسمدة والوقود يجعل من الصعب إنتاج محاصيل مثل القمح والذرة وعباد الشمس، مما يعقد موسم الزراعة الحرج الذي يبدأ في أبريل في أوكرانيا.

ولفتت الصحيفة، إلى إن إغلاق الموانئ قد يؤدي عدم القدرة على الزراعة هذا العام وإلى انخفاض المحاصيل وتوقعات أسوأ للأمن الغذائي.

مشكلة بيروت

تزود روسيا وأوكرانيا 30٪ من القمح في العالم، حيث يعتمد لبنان بشكل خاص على أوكرانيا للحصول على أكثر من 60٪ من قمحه ، ويزداد ذلك، أهمية بعدما فقدت بيروت صوامع القمح في انفجار ميناء بيروت عام 2020.

 وفقًا للأمم المتحدة، فمنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، لم يتمكن لبنان من تأمين واردات بديلة من شركاء تجاريين آخرين، وتتوقع السلطات هناك أزمة أمن غذائي نتيجة لذلك.

قدمت روسيا وأوكرانيا القمح إلى بلدان في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط وأفريقيا، وأيضًا إلى نيكاراغوا.

أسعار القمح تستمر في الارتفاع

مع انخفاض حجم الإمدادات، وصلت أسعار المواد الغذائية الأساسية إلى مستويات قياسية، حيث وصلت الأسعار العالمية للحبوب بما في ذلك القمح والشعير والحبوب الأخرى إلى أعلى رقم لها خلال سنوات طويلة، بارتفاع بلغ نسبة 37٪ مما كانت عليه قبل عقد من الزمن، وأعلى بنسبة 89٪ منذ ما قبل تفشي الوباء.

عدد السكان الذين يعانون من نقص التغذية آخذ في الازدياد

في غضون ذلك، ازداد عدد من يعانون من نقص التغذية في العالم، ففي عام 2020، كان حوالي 768 مليون شخص يعانون من نقص التغذية، ارتفاعًا من 650 مليونًا في عام 2019. ويعانى حوالي 282 مليون شخص من نقص التغذية في إفريقيا وحدها.

تقدر الأمم المتحدة أن ثلث سكان العالم يواجهون انعدام أمن غذائي معتدل إلى شديد، مع 2.37 مليار شخص دون الحصول على الغذاء الكافي في عام 2020.

بعد وقت قصير من اندلاع الحرب ، وضعت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) خطة استجابة سريعة حتى نهاية العام لمساعدة المزارعين في أوكرانيا.

 ويهدف ذلك لدعم إنتاج المحاصيل، وتعزيز توافر الغذاء والوصول إليه.

وتعد مبادرة الفاو هي لضمان الأمن الغذائي للأكثر احتياجًا بالعالم، وذلك في ظل الصراع على الأرض، بما في ذلك نهب الحبوب الأوكرانية من قبل روسيا.

وحول ذلك، قالت صحيفة ذا بول واركب، قد تكون أكبر عقبة أمام النصر الأوكراني ليست القوات البرية الروسية ولكن البحرية، حيث يفرض الحصار الروسي لموانئ أوكرانيا على البحر الأسود ضغوطًا اقتصادية هائلة على أوكرانيا – وهي مورد رئيسي للمنتجات الزراعية العالمية مثل القمح وزيت عباد الشمس وبذور الشعير – وليس لدى المدافعين سلاح بحري لكسره.

لكن بالنسبة للرئيس الروسي لفلاديمير بوتين، فمن المحتمل أن يكون تأثير الحصار على الاقتصاد الأوكراني ثانويًا، ويظهر إن هدفه الأساسي هو إلحاق الأذى بأوروبا الغربية، ويبدو أن الاستراتيجية تعمل لانها تؤثر على العالم.

وتعيق الحرب مساهمة أوكرانيا بنسبة 7 في المائة من الإمدادات العالمية من منتجات الحبوب، حيث يحتفظ البلد بقدرة على الامداد بــ22 مليون طن للعالم، ولا يمكنه نقلها حاليًا ،وتحاول روسيا أن تبيع بعض هذا المخزون.

قبل الحرب، كانت روسيا وأوكرانيا تستحوذان معًا على 55 في المائة من إمدادات زيت عباد الشمس في العالم.

و تصدر روسيا وبيلاروسيا ما يقرب من 40 في المائة من إمدادات العالم من البوتاس، وهو مكون مهم في الأسمدة، لكن هذه الصادرات توقفت بموجب العقوبات.

مع توقف الكثير من السلع التجارية التي أدت إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية بنسبة تصل إلى 30 في المائة ، تقدم الأمم المتحدة تنبؤات رهيبة بشأن المستقبل القريب ، خاصة بالنسبة للعديد من أفقر دول العالم. أخيرًا ، تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في اضطراب أسواق الغذاء العالمية بشكل أكبر مما تسبب به جائحة COVID-19.

ولا يزال من الممكن أن تزداد الأمور سوءًا ، حيث أصبحت المجاعة الآن حتمية تقريبًا في الصومال.

و يعاني لبنان من نقص الغذاء منذ بدء حرب أوكرانيا، وتعاني سوريا كذلك، إضافة إلى ليبيا.

الرابط المختصر
لمتابعتنا عبر تطبيق نبض اضغط هنا
Bloom and Nabd
آخر الأخبار