
التكنولوجيا القديمة تهدد استمرار قطاع السفر الجوي في أميركا
كتب-محمد عوض:
أدى انقطاع أجهزة الكمبيوتر المدمر في إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية الأسبوع الماضي، والذي تسبب في إلغاء آلاف الرحلات أو تأجيلها، إلى وضع الأميركيين وجهاً لوجه في تحدي مع التكنولوجيا المديرة للسفر الجوي في الولايات المتحدة، للمرة الثانية على الأقل في شهر واحد، وفق ما ذكرت شبكة سي إن إن.
تكمن المشكلة، كما يراها محللون ومسؤولون حاليون وسابقون في الأجهزة والبرامج التكنولوجية القديمة، والإخفاقات المؤسسية التي جعلت تحديث التكنولوجيا أكثر صعوبة.
على مر السنين، وفي مواجهة الطلب المتزايد على السفر الجوي، ساهمت البيروقراطية والصيانة المؤجلة للأنظمة الإلكترونية، في الوصول بأميركا إلى نظام هش.
أدى الانهيار الأخير الذي شهدته شركة، ساوث ويست آيرلاينز، على مدار أيام، في منتصف عاصفة شتوية وخلال فترة السفر الأكثر ازدحامًا في العام، إلى اضطراب في الرحلات الجوية، بشكل واسع النطاق، وإلى وضع العديد من هذه المشكلات في المقدمة.
أصاب الخلل، ملف قاعدة بيانات النظام الاستشاري للطيارين والذي تدور مهمته حول إصدار التحذيرات للطيارين.
والأدهى من ذلك، أن الملف التالف كان موجودًا أيضًا في نظام النسخ الاحتياطي التابع لإدارة الطيران الفيدرالية، وفقًا لما قاله مصدر مطلع على الأمر لشبكة سي إن إن الأميركية.
تحرك المسؤولون لإعادة تشغيل نظام التحذيرات الجوي، نوتام، صباح الأربعاء الماضي، لكنهم فشلوا في استعادته بالكامل.
قال مسؤول أميركي كبير لشبكة سي إن إن، أنه لا يوجد دليل على وجود تلاعب أدى إلى الحادث، وهو ما أكدته إدارة الطيران الفيدرالية في وقت لاحق، فلم يتم التوصل إلى أي دليل يقول بحدوث تلاعب أو إختراق إلكتروني، والسبب وراء الحادث، هو في اعتماد الهيئة الفيدرالية على نظام تكنولوجي قديم، عمره 30 سنة، لم يتطور بالشكل الكافي لتلبية الطلب الجوي المتزايد.
وفي محاولة متأخرة لإصلاح ذلك، قدمت إدارة الطيران الفيدرالية، طلبا إلى الكونجرس للحصول على ميزانية جديدة، او بالأحرى لحزمة خاصة، لتطوير المنظومة.