حرب أوكرانيا.. كيف غيرت العقوبات الغربية الحياة اليومية في روسيا؟
كتب: محمد عوض
فرض الغرب عقوبات شديدة ومتلاحقة على روسيا لشنها حربًا على أوكرانيا، وذلك في محاولة غربية لإلحاق الضرر الاقتصادي لها، لإجبارها على وقف الحرب، وتذكيرها إن خطوتها هذه لن تمر على مايرام، وإن ما ستدفعه سيكون ثمن باهظ سياسيًا، وأيضًا اقتصاديًا واجتماعيًا.
وبحسب ما ذكر ت منصة «إن دي تي في» الهندية الدولية، فقد بررت روسيا هجومها، من خلال ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأنه يدافع بهجومه على أمن بلاده، وإن الهجوم ما هو إلا رد فعل بـ«عملية خاصة» لنزع السلاح و«إنهاء النازية» في أوكرانيا، وفق ما زعم.
الشركات الدولية تعلق أعمالها
ومع ذلك، يصف الغرب ذلك بأنه ذريعة لا أساس لها لشن حرب لم يكن لها ما يبررها على الإطلاق، ولأجل ذلك فرض الغرب حربه الاقتصادية على روسيا، بوضع عقوبات مدمرة وقيود معوقة مختلفة تجارية واقتصادية ومالية على روسيا، كما علقت الشركات الدولية عملياتها بأنحاء روسيا، وهو الأمر الذي نال وأثر على الحياة اليومية للمواطن الروسي والمتواجدين في موسكو.
وذكر تقرير «إن دي تي في»، إنه بسبب الحرب زادت الأسعار بشكل كبير، وزادت تكلفة المعيشة، ولن تتوقف عن حد هذا الحدن فهناك زيادات متوقعة قادمة، كما إن هناك خطر وشيك من فقدان الوظائف، وهو ما سيضر بيئة الأعمال ويوقف عدد لا بأس به من المشروعات، وسيضر كذلك بالمؤسسات المالية.
ارتفاع أسعار السلع الغذئية
وقال التقرير، إنه قد ارتفعت أسعار زيت الطهي والسكر والمنتجات الأساسية الأخرى، فبعد وقت قصير من إعلان العقوبات، قفزت أسعار المستهلك بنسبة 2.2 في المائة في روسيا.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، أن الصيدليات والمتاجر في موسكو ومدن أخرى تقيد مبيعات الأدوية وبعض المواد الأخرى بعد ورود شكاوى من حدوث عمليات تخزين للأدوية والمنتجات الأساسية الأخرى.
انخفاض قيمة الروبل
كما انخفضت قيمة الروبل الروسي، منذ بدء الغزو قبل قرابة ثلاثة أسابيع.
وحول ذلك، قال مواطنون، لشبكة بي بي سي: إن متطلبات الطعام والاحتياجات المنزلية العادية أو ما يسمى بالبقالة التي كانت تكلف 5500 روبل في 20 فبراير تكلف الآن 8000 روبل بعد الغزو.
وذكر وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف، إن روسيا ستستخدم اليوان الصيني من احتياطياتها من النقد الأجنبي بعد أن منعت العقوبات الغربية وصول موسكو إلى الدولار واليورو من الاحتياطيات بالعملة الغربية.
يأتي ذلك فيمان قالت التقارير بحدوث ارتفاعات في مادة أساسية اخرى وهي السكر، الذي ارتفعت أسعاره بنسبة 20 في المائة.
وزادت أسعار الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، حيث تكلف الآن أكثر مما كانت تكلف قبل 3 أسابيع، وذلك علاوة على نضوب الإمدادات بسبب القيود.. وقال عاملون في السوق الروسي، إنه قد ارتفعت أسعار الهواتف الذكية وأجهزة التلفزيون بأكثر من 10 في المائة، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية.
وحول مقاطعة الشركات الكبرى، فقد قاطعت علامات تجارية كبرى مثل نايك وأبل وآي كيا عملياتها بروسيا، وأوقفت جوجل بلاي وماستركارد، وغيرهم خدماتهم بها.
تأثر النظام المصرفي
كما أن العقوبات لم يسلم منها النظام المصرفي، حيث تم منع بنوك روسية من التعامل وفق نظام الدفع الدولي سويفت، وهو الأمر الذي عقد الأمور وجعل المعاملات المالية من وإلى روسيا صعبة للغاية.
ومع العقوبات سيضطر الروس إلى الإنفاق أكثر على الملابس والطعام، حيث قال تقرير لبنك برومسفياز، الحكومي الروسي، إن الروس سارعوا لشراء الإلكترونيات والأدوية وأنفقوا المزيد على الملابس والأغذية في الأسبوع الأول من شهر مارس، و قاموا بتخزين البضائع.
وقال بنك بي إس بي الحكومي في مذكرة له بعد تحليل معاملات بطاقات الائتمان والخصم «إن المواطن الروسي العادي أنفق 21 في المائة أكثر في الأسبوع الأول من مارس مقارنة بمتوسط فبراير ، مدفوعا بالتضخم والاندفاع نحو التخزين».
وزاد الإنفاق على السلع الإلكترونية بنسبة 40 في المائة، وزادت مبيعات الصيدليات بنسبة 22 في المائة، وزاد الطلب على الملابس والأحذية والإنفاق في محلات السوبر ماركت بنسبة 16 في المائة ، بحسب بي إس بي.
ووفق التحليلات، فقد ادى ذلك إلى رفع معدل تضخم ليكون الأعلى منذ عام 1998، حيث بلغ التضخم السنوي للمستهلك 10.42 في المائة اعتبارًا من 4 مارس، وفقًا لوزارة الاقتصاد الروسية ، مرتفعًا من 9.05 في المائة في 25 فبراير.
كما ارتفع التضخم الأسبوعي إلى 2.22 في المائة من 0.45 في المائة في الأسبوع السابق، وهي أعلى قراءة له منذ عام 1998.