بحجم تجارة يقارب 2.6 مليار دولار.. البرازيل تسعى لشراكة متطورة مع القاهرة

كتب: محمد عوض

تسعى البرازيل لتوسيع شراكتها بالدول العربية، في ظل ظروف متردية يشهدها الاقتصاد العالمي، تقول بأهمية تعظيم التجارات البينية بين الدول، وعدم الاعتماد على الدول الكبيرة فقط فيما يخص أحجام التجارة المتباينة، مركزة في هذا السياق على ثلاث دول عربية في مقدمتهم مصر والأردن والمغرب.

تعليقًا على ذلك، قالت صحيفة أراب نيوز الدولية، إن مصر تعد الشريك التجاري الأول للبرازيل بين الدول العربية، بحجم تجارة يقارب 2.6 مليار دولار.

وذكر موقع ترايد أرابيا نيوز، تعتزم البرازيل، التي شهدت صادراتها من الأعمال التجارية الزراعية في الربع الأول من عام 2022 إلى الدول العربية ارتفاعًا بنسبة 51٪ على أساس سنوي إلى 3.56 مليار دولار، وزيادة التجارة الثنائية مع الدول الأعضاء الـ 22 في جامعة الدول العربية.

كخطوة أولى لتعزيز العلاقات الثنائية، انضمت غرفة التجارة العربية البرازيلية (ABCC) إلى وفد من وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والإمدادات الغذائية البرازيلية (MAPA) خلال سفرهم إلى دول مصر و الأردن والمغرب.

اجتمعت المجموعة بقيادة وزير الزراعة البرازيلي “ماركوس مونتيس”، مع ممثلين من الشركات الخاصة والسلطات الحكومية لمناقشة توريد الأسمدة ونطاق توسيع الاستثمارات في البرازيل ، مع إنشاء أسواق مستهدفة للمنتجات البرازيلية.

علاقات قوية

قال أوسمار شحفي، رئيس غرفة التجارة العربية البرازيلية :“تتمتع المنطقة العربية والبرازيل بعلاقات قوية على الدوام. من خلال اجتماعاتنا ، نهدف إلى إيجاد طرق جديدة لدخول البضائع البرازيلية إلى الأسواق العربية المتنامية”.

أضاف “تتماشى هذه المبادرة مع رسالة الحكومة البرازيلية لتعزيز الصادرات إلى العالم العربي وتطوير العلاقات الاستثمارية مع الشركات العربية. كما أنه يرمز إلى الأهمية التي توليها البرازيل لشركائها التجاريين. نحن على ثقة من أن اجتماعاتنا مع المسؤولين البارزين من كل منطقة ستؤدي إلى نتائج مثمرة وستكون بمثابة خطوة حاسمة نحو تعزيز العلاقات بين الأطراف المعنية ومختلف أصحاب المصلحة الرئيسيين”.

في مصر، دخل ماركوس مونتيس في مناقشات مع نائب وزير الزراعة مصطفى السيد، ووزير التموين علي المصيلحي، وممثلين عن قطاع الأسمدة والبروتين الحيواني في مصر.

خلال المحادثات مع شركات الأسمدة المصرية ، وخاصة مصدري الفوسفات ، تم الاتفاق على أن يقوم ممثلو الصناعة بزيارة البرازيل والتفاعل مع المستوردين والمنتجين الزراعيين البرازيليين في محاولة لإفساح المجال أمام حجم تجارة أعلى وبدعم من الحكومة ، ستنظم لجنة غرفة التجارة العربية البرازيلية الاجتماعات في الأشهر المقبلة.

في الأردن، عقد الوزير البرازيلي اجتماعات مع مسؤولين من كبرى الشركات المنتجة للبوتاسيوم مثل شركة البوتاس العربية التي تنتج أكثر من 2.4 مليون طن سنويا، والشركة الأردنية لتعدين الفوسفات (JPMC) التي تبلغ طاقتها الإنتاجية أكثر من سبعة ملايين طن سنويًا.

خلال الاجتماع ، أبلغ المسؤولون التنفيذيون في الشركة الأردنية APC مونتيس بخططهم لزيادة الصادرات ، وفتح مكتب فرعي ، وإنشاء عمليات إنتاج في البرازيل.

بدأت شركة البوتاس العربية، وهي المنتج الوحيد للبوتاس في الدول العربية ، بالتصدير إلى السوق البرازيلية في عام 2019 ، بحجم 42 ألف طن، و ارتفع هذا إلى 154000 طن في عام 2020 و 138000 طن في عام 2021.

توريد الأسمدة

بالإضافة إلى زيادة المعروض من الأسمدة ، ناقش مونتيس أيضًا العديد من التسهيلات لإفساح المجال لموردي الأسمدة البديلة للبرازيل.

وأكد مونتيس أن الإنتاج الزراعي في البرازيل قد يصل إلى ما يقرب من 300 مليون طن هذا العام ، وسلط الضوء على أهمية الحصول على الأسمدة لمواصلة تصدير الغذاء إلى العالم.

كما عقد الوفد اجتماعات مع وزير الزراعة الاردني خالد موسى حنيفات ووزير الصناعة والتجارة والتموين يوسف الشمالي.

كما أعرب الأردن عن طموحاته في توسيع التجارة مع الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية في مختلف القطاعات الأخرى أيضًا.

منتدى مصر -البرازيل

كما تسعى البرازيل من خلال منتدى البرازيل-مصر بعنوان الفرص في التجارة الثنائية، والذي استضافته غرفة التجارة العربية البرازيلية، ففي ندوة عقدتها الغرفة العربية البرازيلية بالقاهرة ، عرضت وزارة الزراعة البرازيلية آفاق النمو للبرازيل كمورد عالمي للأغذية ودور مصر ذي الصلة كمورد للأسمدة. تم تنظيم هذا الحدث من قبل غرفة التجارة العربية البرازيلية وبدعم من سفارة البرازيل في مصر واتحاد غرف التجارة المصرية (FEDCOC).

وتحدث الوزير خلال الندوة عن التزام البرازيل بالأمن الغذائي العالمي. التقى مونتيس أيضًا بمستوردي البروتين الحيواني في مصر في مكتب  الغرفة وناقشوا أسعار المنتجات وكيف يمكن للمصريين الاستمرار في شراء البضائع من البرازيل بأسعار منخفضة.

زيارة مصنع الفوسفات

وأعقبت ذلك لقاءات بالمغرب مع وزير الفلاحة المغربي محمد صديقي، كما أجرى الوفد زيارة إلى مصنع الجرف الأصفر، والذي يعد حاليًا المورد الرئيسي للفوسفور إلى البرازيل.

قال رئيس مؤسسة البحوث الزراعية البرازيلية (إمبرابا) ، سيلسو موريتي ، الذي كان يرافق البعثة ، إنهم سيفتحون وحدة في المغرب لتوسيع التعاون في مجالات أخرى.

قد يعود رئيس إمبرابا إلى المغرب الشهر المقبل لمواصلة المفاوضات، وتعد المغرب  ثاني أكبر منتج للأسمدة الفوسفاتية في العالم ، حيث تمثل حوالي 17٪ من الإنتاج العالمي.

في عام 2021 وحده ، استوردت البرازيل أسمدة من المغرب بقيمة 1.5 مليار دولار.

الصادرات الأخرى

ومن بين الصادرات البرازيلية الأخرى ، ارتفعت صادرات الدجاج بنحو 23٪ إلى 882 مليون دولار في الربع الأول ، وارتفعت مبيعات السكر بنسبة 15٪ إلى 588.8 مليون دولار.

وزادت مبيعات فول الصويا بنسبة 100٪ لتصل إلى 518 مليون دولار ، وبلغت صادرات القمح 311 مليون دولار ، بزيادة قدرها 485٪. كما ارتفعت صادرات البرازيل من الذرة واللحوم البقرية المجمدة إلى الدول العربية بنسبة 64٪ و 137٪ على التوالي .

في هذا السياق، أوردت صحيفة أراب نيوز الدولية، إن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، قد بحث مع أوسمار شحفي رئيس الغرفة التجارية العربية البرازيلية وأمينها العام تامر منصور العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وحول ذلك قال نادر سعد المتحدث باسم مجلس الوزراء إن الاجتماع استعرض العلاقات المتنامية بين البرازيل والدول العربية.

أكد مدبولي دعم القاهرة لكافة الجهود المبذولة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بما في ذلك المقترحات المتعلقة بالتعاون الاستثماري وإنشاء منطقة صناعية برازيلية في مصر.

أكد خالد حنفي ، الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية العربية ، الذي حضر الاجتماع ، أن البرازيل مستعدة لتكون بوابة للصادرات المصرية إلى أميركا الجنوبية، ومستعدة للاستثمار في مصر من خلال منطقة صناعية برازيلية.

قال سعد إن مدبولي تلقى دعوة للمشاركة في اجتماعات المنتدى الاقتصادي العربي البرازيلي في ساو باولو في يوليو المقبل برعاية وحضور رئيس البرازيل. زار نائب الرئيس البرازيلي مصر في سبتمبر الماضي.

وأفادت صحيفة نقلاً عن سفير البرازيل في مصر أنطونيو باتريوتا أنه من المتوقع إعفاء معظم التجارة الثنائية بين مصر والبرازيل من الرسوم الجمركية بحلول عام 2026. يأتي ذلك نتيجة لاتفاقية ميركوسور للتجارة الحرة بين الدولة الأفريقية ودول المجموعة – بما في ذلك الأرجنتين والبرازيل وأوروغواي وباراغواي – والتي تم تنفيذها مرة أخرى في عام 2017.