
تقارير: الفيدرالي الأميركي يقلق المستثمرين بتشديداته المالية وموجة تضخمية على الأبواب
محللون لـــسي إن بي سي: اجراءات الفيدرالي مع التضخم لن تتوقف إلا قبل حدوث تدهور حقيقي للاقتصاد
كتب – محمد عوض:
توقع خبراء، أن يظل التضخم مرتفعا لمدة عام أو عامين على الأقل، في الولايات المتحدة الأميركية، ذاكرين إن بنك الاحتياطي الفيدرالي يواصل إقلاق المستثمرين وأسواق المال، بأهدافه الطامحة لخفض التضخم، وهو الأمر الذي أكد عليه صندوق النقد الدولي.
واعتمدت العديد من البنوك المركزية في العالم، بما في ذلك الاحتياطي الفيدرالي،إلى الوصول إلى هدف تضخم بنسبة 2 ٪ في العقود الأخيرة، وفق ما ذكر موقع ذا كوين ريبابليك.
يتوقع صندوق النقد الدولي (IMF) أن يواجه الاقتصاد الأميركي تضخمًا كبيرًا الفترة القادمة.
وفي ذلك، حذرت جيتا جوبيناث، النائبة الأولى للمدير العام لصندوق النقد الدولي، من أنها تدرس بحذر البيانات التي تتعلق بالاقتصاد الأميركي.
صندوق النقد الدولي والتضخم في أميركا والعالم
تحدثت جيتا جوبيناث، الرئيسة المعينة المشرفة على صندوق النقد الدولي، التضخم العالمي وفي الاقتصاد الأميريكي، خلال حوار أجرته مع شبكة بلومبيرج.
وردًا على سؤال عما إذا كان التضخم العالمي قد بلغ ذروته أم لا، قالت جوبيناث إنها تعتقد أنه من السابق لأوانه الفصل بذلك، ففي الواقع، يشهد العالم تضخمًا في كل مكان، رغم إن هناك استثناءات بسيطة، مثل الصين واليابان.
وفي يوم الجمعة الماضي، أكد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول في خطابه السنوي على أن البنك المركزي الأميركي المعروف باسم الاحتياطي الفيدرالي سوف يستخدم كل أدواته بقوة للحد من التضخم، الذي يقترب حتى الآن من أعلى مستوى له منذ أكثر من 40 عامًا.
ويتوقع أن يستمر بنك الاحتياطي الفيدرالي في رفع رسوم القروض بطريقة تؤدي إلى اتزان نسبي للاقتصاد الأميركي.
وأظهر مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي ارتفاعًا سنويًا بنسبة 6.3٪، حيث أوضحت ارتفاعًا أكثر بنسبة 6.3٪ في يوليو، انخفاضًا من 6.8٪ في يونيو.
يعد مؤشر نفقات الاستهلاك، هي النسبة المفضلة للقياس لدى الاحتياطي الفيدرالي عن التضخم.
وفي معرض تعليقها على خطاب باول، اعتقدت جوبيناث أن الشيء الجيد هو أن المؤشرات أظهرت عزم البنوك على تقليص التضخم للوصول به إلى الأهداف المطلوبة، ما يضمن عدم شرود التضخم، وهو بالضبط الأمر اللازم للتأكد من استمرار السلامة المالية للعالم على المديين المتوسط إلى الطويل.
من جانبها، أوردت شبكة سي إن بي سي الأميركية ما قاله جيم كرامر من إنه يتوقع أن يواصل مجلس الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة حتى يكون هناك دليل واضح على تباطؤ الاقتصاد الأميركي، وهو الأمر الذي يقلق المستثمرين.
فبينما كان بعض المستثمرين والمحللين يأملون في أن يتوقف بنك الاحتياطي الفيدرالي قريبًا عن رفع أسعار الفائدة، قال كرامر الخبير المالي، “إن هذا لم يحدث على ما يبدو بعد خطاب جاكسون هول الذي ألقاه رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول”.
وتراجعت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية لأربعة أيام متتالية بعد تصريحات باول صباح الجمعة الماضي.
تابع كرامر «نحن الآن في وضع يقول إن الأخبار السارة هي أخبار سيئة لأنها لا تنبأ عن انفراجة، كما أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لن يتوقف عن تشديد سياسته المالية حتى نرى تدهورًا حقيقيًا يقول إن الاقتصاد في مرحلة ركود».
وقال كرامر إنه يرى من وجهة نظره الكثير من المؤشرات التي تقول بأن التضخم يتباطأ بالفعل وهو الأمر الذي تلقاه المستثمرون وقبلهم المحللون، ومع ذلك، فقد أقر بأنه ربما لم ينخفض بدرجة كافية لمعايير مجلس الاحتياطي الفيدرالي، لوقف تشديداته المالية لاستعادة استقرار الأسعار.
اعتبر كرامر: «إن نقاط القلق الحقيقية هذه الأيام، هي تلك القادمة من الصين أو حدوث ارتفاعات دورية معينة في أسعار النفط».
وتقول سي إن بي سي، إن مجلس الاحتياطي الفيدرالي، تحدث الأسبوع الماضي بنبرة حازمة بشأن الوقوف ضد التضخم، لكن المحللين عبروا عن قلقهم بشأن التهديد المحتمل لهذه الاستراتيجية القائمة على تشديد أسعار الفائدة بشكل مستمر.
والأسبوع الماضي، حذر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول من أن الاقتصاد الأميركي سيواجه «بعض الألم» مع استمرار عمليات الرفع لأسعار الفائدة، مما دفع الأسواق الأميركية إلى البيع مرة أخرى مع تزايد احتمالية حدوث ركود.