التضخم في أميركا والإغلاق بالصين يدفعان الأسواق الدولية لمزيد من التعثر
تراجع طفيف لأسعار النفط.. وجلسة منتظرة للاحتياطي الفيدرالي خلال أيام
كتب: محمد عوض
انخفضت أسعار النفط اليوم الاثنين عالميا، بعدما أدى تفشي حالات فيروس كورونا في العاصمة الصينية بكين إلى تراجع الآمال في انتعاش الطلب الصيني، في حين أضافت المخاوف بشأن زيادة أسعار الفائدة للسيطرة على التضخم مزيدًا من الضغط على الاقتصادات، وفق ما ذكرت شبكة سي إن بي سي الأميركية.
أعلنت منطقة تشاويانج المكتظة بالسكان في بكين عن ثلاث حملات من الاختبارات الجماعية لوقف تفشي كوفيد -19 ”الشرس” الذي ظهر الأسبوع الماضي. وستجرى الاختبارات الجماعية حتى يوم الاربعاء.
وهبط خام برنت ب 1.81 دولار أو 1.5 بالمئة إلى 120.20 دولار ، في حين انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.91 دولار أو 1.6 بالمئة إلى 118.76 دولار.
وحول ذلك، قال المحلل تاماس فارجا من شركة بي في إم للوساطة و السمسرة في أسواق النفط: ”إن انخفاض الأسعار الحالي تفاقم بسبب التحذيرات من انتشار فيروس كوفيد في بكين، وفق ما أدلى به من مسؤولون، وهو ما يلقي بظلال من الشك على التعافي المطلوب لحالة الطلب في العالم على السلع والبضائع المختلفة”.
أضاف فارجا، بأن القلق يأتي من توقعات تقول بزيادات قادمة لأسعار الفائدة، وهو ما تشير إليه بيانات التضخم الأميركية المرتفعة، والتي رصدت في آخر تحديث لها يوم الجمعة، والتي أظهرت أن مؤشر أسعار المستهلك الأميركي ارتفعت بنسبة 8.6٪ الشهر الماضي ، ودفع ذلك النفط للانخفاض وأثقل كاهل الأسواق المالية.
وضعت البيانات الأسواق في حالة تأهب من أن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قد يشدد من سياسته المالية خلال الأشهر المقبلة، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى حالة تباطؤ حاد.
وتجدر الإشارة إلى أن قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي القادم سيكون يوم الأربعاء.
ارتفع النفط في عام 2022 حيث أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تفاقم المخاوف من تأخر عمليات الإمدادات، ومع تعافي الطلب على النفط من عمليات إغلاق والحجر الصحي ومنع السفر جراء كوفيد.
وبعد الحرب الروسي، بلغ خام برنت 139 دولارًا، وهو أعلى مستوى وصل له النفط منذ عام 2008، وذلك في مارس الماضي ، وارتفع الخامان القياسيان للنفط أكثر من 1٪ الأسبوع الماضي.
وقالت سي إن بي سي، أنه حتى اللحظة الراهنة، لا يزال المعروض من النفط شحيحًا، مع عدم قدرة أوبك والدول الأخرى على الوفاء بكامل زيادات الإنتاج التي تعهدت بها بسبب نقص القدرة لدى العديد من المنتجين، والعقوبات المفروضة على روسيا، والإنتاج المتعثر في ليبيا بمقدار النصف تقريبًا بسبب الاضطرابات السياسية.
وذكر جيفري هالي المحلل في شركة الوساطة المالية كاندا: ”لا تزال حركة العرض والطلب داعمة للأسعار ارتفاعا خلال الفترة المقبلة، وهو ما يقول أن تخفيف حدة الضغط على أسواق الطاقة أمرغير مرجح، ما لم تتحرك الأسواق الأميركية وتعمل بصورة أكبر تبعد شبح حدوث ركود كامل، علاوة على انتهاء الصين أو حدها من عمليات الإغلاق المتكررة”.