الرقابة الصحية: الرعاية غير الآمنة تستنزف 878 مليار دولار سنويًا

أكد الدكتور أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية «جهار»، أن الرعاية الصحية غير الآمنة تستنزف جزءًا كبيرًا من إجمالي الإنفاق على الصحة، يصل إلى 12.6% سنويًا بما يعادل 878 مليار دولار عالميًا.

وأوضح أن تحقيق التغطية الصحية الشاملة يساعد الدول والحكومات على الحماية من المخاطر المالية، من خلال زيادة قدرة الدولة على تقديم خدمات رعاية صحية أساسية آمنة وفعالة وعالية الجودة، إلى جانب توفير الأدوية واللقاحات الأساسية بأسعار معقولة لجميع المواطنين

جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية للبرنامج التدريبي الذي نظمته هيئة الاعتماد والرقابة الصحية لقيادات قطاع الرعاية الصحية بجمهورية العراق تحت عنوان «الجودة والاعتماد بوابة التغطية التأمينية الشاملة».

وقال الدكتور أحمد طه، إن التجربة المصرية في مجال جودة الرعاية الصحية قد أخذت في الاعتبار جميع خصائص المنظومة الصحية بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030 تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرًا إلى عمق الروابط التاريخية بين مصر والعراق وما تشهده العلاقات بين البلدين من توسع وتعزيز التعاون في مختلف المجالات، خاصة في المجال الصحي.

وأوضح الدكتور أحمد طه، أن منظومة التأمين الصحي الشامل في مصر تُعد من أهم المشاريع الصحية التي أطلقت مؤخرًا، وتسهم في تعزيز قدرات القطاع الصحي وتحسين مستوى الرعاية الطبية من خلال تطبيق معايير جودة عالمية، بالإضافة إلى توسيع نطاق الوصول إلى الخدمات الصحية، خاصة للفئات الأكثر احتياجًا، بهدف تحقيق تغطية صحية شاملة لجميع المواطنين.

وأضاف أن من أهم النتائج الإيجابية لتطبيق معايير الجودة في التغطية الصحية الشاملة هو ضبط الإنفاق على الصحة بشكل عام، وانخفاض الإنفاق من الجيب، مما ينعكس إيجابيًا على المواطنين. كما أوضح أن تطبيق معايير الجودة الصادرة عن «جهار» والمعتمدة من منظمة «الإسكوا» الدولية يسهم في تقليل المخاطر التي قد يتعرض لها المريض أثناء تلقي الخدمة الصحية، وضمان تقديم رعاية صحية آمنة للمرضى ومقدمي الخدمة.

وأشار إلى أن التقديرات تشير إلى أن حوالي ثلثي الأخطاء الطبية التي تؤدي إلى العجز أو الوفاة تحدث في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، وتتسبب في حوالي 134 مليون حالة متضررة في المستشفيات، و2.6 مليون حالة وفاة سنويًا.

كما استعرض رحلة حصول المنشآت الصحية على شهادة الاعتماد الصادرة عن «جهار»، وحرص الهيئة على تقديم الدعم الفني والتدريب للكوادر البشرية بمختلف المنشآت الصحية الراغبة في الحصول على الاعتماد والدخول تحت مظلة منظومة التأمين الصحي الشامل، لضمان فهم صحيح لتطبيق معايير الجودة. وأشار إلى أن الهيئة تقيم المنشآت من خلال نخبة من المراجعين المتميزين في مجال الجودة، بالإضافة إلى الدور الرقابي لضمان التزام المنشآت بتطبيق المعايير واستدامة جودة الخدمات الصحية المقدمة بما يضمن رضا المرضى.

وأكد الدكتور أحمد طه، استعداد الهيئة الكامل لنقل التجربة المصرية الناجحة في مجال جودة الرعاية الصحية إلى العراق، ومساعدتهم في تطوير السياسات الصحية وتطبيق التغطية الصحية الشاملة وتحسين جودة الرعاية الصحية، من خلال تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية لمقدمي الخدمة الصحية في العراق، بالإضافة إلى تبادل الخبراء والمتخصصين في هذا المجال.

تستمر فعاليات البرنامج التدريبي على مدار ثلاثة أيام، حيث سيتم تناول محاور متعددة منها شرح منظومة التأمين الصحي الشامل المصرية، وإلقاء نظرة عامة على معايير الاعتماد الوطنية الصادرة عن «جهار»، واستراتيجيات تمويل المنظومة الجديدة.