مدبولي: أفريقيا أصبحت سوقًا ضخمة بعد دخول اتفاقية التجارة القارية حيز التنفيذ
أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، أن القارة الأفريقية تمتلك إمكانيات كبيرة لتحقيق التنمية، إذ تعدّ من بين أسرع مناطق العالم نموًا سكانيًا، حيث تجاوز عدد سكانها 1.5 مليار نسمة هذا العام. ونتيجة لذلك، تشكل سوقًا ضخمة تقدم فرصًا واعدة للتجارة والاستثمار، خاصة بعد دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية حيز التنفيذ، وهو إنجاز كبير تحقق خلال الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي في عام 2019.
وأشار مدبولي، لأهمية تجديد الالتزام الدولي بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وعلى رأسها مكافحة الفقر والجوع، مع إعطاء الأولوية لأجندة 2030، وتنسيقها مع أهداف أجندة أفريقيا 2063، التي دخلت خطتها العشرية الثانية المعروفة بعقد تسريع وتيرة التنمية الأفريقية.
جاء ذلك في كلمة رئيس مجلس الوزراء، التي ألقاها نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الجلسة رفيعة المستوى الثانية بعنوان (التحول الصناعي وتحديث الزراعة والتنمية الخضراء)، في قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي في بكين.
وأضاف أن أفريقيا تتميز بوجود نسبة كبيرة من الشباب بين سكانها، ما يضع مسؤولية كبيرة على عاتق الحكومات الأفريقية لتوجيه طاقات هؤلاء الشباب نحو بناء مستقبل أوطانهم.
العلاقات بين مصر والصين بدأت عام 1956
وأكد مدبولي متانة العلاقات بين مصر والصين التي بدأت منذ عام 1956 عندما كانت مصر أول دولة عربية وأفريقية تعترف بالصين، مشيراً إلى أن هذه العلاقة المتينة تجاوزت نصف قرن وشملت مجالات عدة. كما تحدث عن أهمية هذه القمة في سياق عالمي مليء بالتحديات السياسية والاقتصادية، ما يتطلب تبني سياسات أكثر إنصافًا لتحقيق التنمية المستدامة، خاصة في القارة الأفريقية.
ولفت مدبولي إلى الإمكانيات الهائلة لأفريقيا كسوق كبيرة وفرص استثمارية واعدة، مشيرًا إلى الإنجاز الذي تحقق خلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي عبر توقيع اتفاقية التجارة الحرة القارية. وشدد كذلك على أهمية توجيه جهود الشباب الأفريقي نحو بناء القارة.
وأشار مدبولي إلى الدور الذي تلعبه مصر في قيادة وكالة الاتحاد الأفريقي للتنمية (النيباد) وحث على تنفيذ مشروعات البنية التحتية مثل سد إنجا، وممر التنمية بين البحر المتوسط وبحيرة فيكتوريا، والطريق البري القاهرة-كيب تاون. وأكد أن التنمية الشاملة للقارة تتطلب شراكة مع الصين في ضوء نجاحها في تحقيق طفرة صناعية كبيرة.
كما أشار مدبولي إلى دور مصر في تطوير قطاع الصناعة عبر الاستراتيجية الوطنية للصناعة التي تهدف إلى تحويل مصر إلى مركز صناعي إقليمي بحلول عام 2030، مع التركيز على التحول الرقمي والصناعات الخضراء. وأشاد بمنطقة تيدا للتعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر والصين كمنصة رئيسية لجذب الاستثمارات الصناعية.
في نهاية كلمته، شدد رئيس الوزراء، على أهمية التعاون مع الصين في مجالات الزراعة المستدامة والتصدي لتغير المناخ، مشيدًا بالتعاون الاقتصادي بين البلدين في مجالات الطاقة الخضراء والاقتصاد منخفض الكربون، مع التركيز على تفعيل مركز التميز التابع لوكالة الاتحاد الأفريقي للتنمية الذي تستضيفه مصر لمواجهة التغيرات المناخية.