القهوة تسجل أعلى سعر منذ فبراير وسط مخاوف نقص الإمدادات

ارتفعت أسعار القهوة في الأسواق العالمية بشكل ملحوظ، لتصل العقود الآجلة إلى 4 دولارات للرطل، وهو أعلى مستوى لها منذ فبراير الماضي.

يأتي هذا الارتفاع في ظل مخاوف مستمرة بشأن نقص الإمدادات العالمية وتصاعد التوترات التجارية، مما دفع العديد من المتداولين إلى الخروج من السوق بسبب الضغط المالي.

ارتفاع كبير في أسعار قهوة أرابيكا

سجلت أسعار قهوة أرابيكا، النوع المفضل لسلاسل المقاهي العالمية مثل ستاربكس، ارتفاعًا بنسبة 6.2% اليوم الإثنين، لتصل إلى 4.21 دولار للرطل.

ومنذ أوائل أغسطس، قفزت العقود الآجلة لأرابيكا بنحو 50%، مدفوعةً بعوامل متعددة أبرزها:

• الجفاف في البرازيل، أكبر منتج عالمي للقهوة.

• فرض رسوم جمركية أمريكية على الواردات البرازيلية.

• تراجع المخزونات العالمية بشكل ملحوظ.

أزمة سيولة وارتفاع الأسعار على المستهلكين

أدى الارتفاع الحاد في الأسعار إلى تفاقم الضغوط المالية على مختلف الفاعلين في صناعة القهوة، من التعاونيات إلى محامص البن، مما تسبب في:

• ارتفاع أسعار البيع للمستهلكين.

• ضغوط متزايدة على السيولة والتمويل.

وبحسب شركة الاستيراد الألمانية List + Beisler، فإن هذا المزيج من ارتفاع الأسعار وشح السيولة يمثل تحديًا خطيرًا للصناعة.

مضاربات السوق ترفع الأسعار 

إلى جانب العوامل الطبيعية والتجارية، كان للمضاربة دور في ارتفاع الأسعار، حيث:

• رفع مديرو الأموال رهاناتهم على صعود الأسعار لأعلى مستوى منذ مايو.

• تجاوز مؤشر القوة النسبية (RSI) حاجز 70 نقطة، مما يشير إلى دخول السوق منطقة ذروة الشراء.

• غطّى المتداولون مراكز البيع (Short Covering)، ما دفع الأسعار للارتفاع أكثر.

وقالت جودي غانيس، رئيسة شركة J. Ganes Consulting، إن السوق تأثرت بمخاوف مناخية سابقة، مشيرة إلى أن “الطقس الحالي جاف، لكنه ليس خارجًا عن المألوف”.

تراجع في المخزونات العالمية

رغم تحسن الإنتاج العالمي، لا تزال أسعار القهوة القادمة من خارج البرازيل مرتفعة، بسبب:

• تنافس شرس للحصول على القهوة من دول أخرى لتعويض النقص الناتج عن الرسوم الجمركية.

• تفضيل بيع الحبوب للمحامص بدلًا من بورصة العقود الآجلة.

وقد أدى ذلك إلى انخفاض المخزونات المعتمدة في البورصة لأدنى مستوياتها منذ مايو 2024.

توقعات الإنتاج والأسعار

بحسب وزارة الزراعة الأميركية، من المتوقع أن يصل إنتاج موسم 2025-2026 إلى مستوى قياسي يبلغ 178.7 مليون كيس، مدعومًا بإنتاج مستقر في البرازيل وتحسن في فيتنام.

لكن مع ذلك، تحذر جودي غانيس من أن الأسعار قد تبقى مرتفعة إذا ما حدثت مشاكل خلال فترة إزهار محصول موسم 2026-2027 في البرازيل.

وأضافت: حتى مع موجتي البرد القارس، لا يزال من الممكن أن نحصل على محصول جيد. أعتقد أن القضية أصبحت الآن مالية بالدرجة الأولى، وتتأثر بشكل مباشر بـ الرسوم الجمركية.