
وسط استمرار التحديات الاقتصادية العالمية، يزداد الاهتمام بمستقبل الجنيه المصري وأسعار الذهب محليًا، وتشير التوقعات إلى إمكانية تسجيل تحسن تدريجي في أداء الجنيه أمام الدولار خلال النصف الثاني من عام 2025، في ظل توقعات بتراجع أسعار الذهب محليًا نتيجة لعوامل دولية ومحلية متداخلة.
عوامل داعمة لتحسن الجنيه أمام الدولار
يرى محللون أن صعود اليورو عالميًا وتراجع الدولار الأميركي قد يدعمان قيمة الجنيه المصري، خاصة مع تحسن مؤشرات تدفقات رؤوس الأموال، وتراجع السياسات الانكماشية عالميًا. هذا التحسن المتوقع قد ينعكس إيجابيًا على التجارة الخارجية والسياحة، بينما يتوقع أن يكون التغير تدريجيًا وليس مفاجئًا.
هل تتراجع أسعار الذهب محليًا؟
رغم أن الذهب يُعد ملاذًا آمنًا في أوقات التوترات، فإن التوقعات تشير إلى استقرار أو انخفاض محدود في أسعاره داخل مصر، في حال استمرار تراجع الفائدة عالميًا، واستمرار البنك المركزي المصري في إدارة سوق الصرف بإحكام.
تأثير تراجع الدولار على الجنيه والذهب
قالت دينا الوقاد، محللة الاقتصاد الكلي، إن الدولار قد ينخفض تدريجيًا ليصل إلى مستويات تتراوح بين 48 و50 جنيهًا خلال النصف الثاني من 2025، بدعم من التغيرات في السياسات النقدية العالمية، لا سيما توجه الفيدرالي الأميركي لتخفيض الفائدة.
وأضافت أن ذلك سينعكس على أسعار الذهب محليًا، مرجحة أن يسجل استقرارًا رغم توقعات الارتفاع العالمي، مشيرة إلى أن التوازن بين انخفاض الدولار وارتفاع الذهب عالميًا قد يحافظ على الأسعار داخل السوق المصري بين 5700 و6100 جنيه للجرام.
تحوّلات في سوق العملات
أشارت الوقاد إلى أن ارتفاع العجز المالي الأميركي يدفع بعض الدول والمؤسسات لتقليص الاعتماد على الدولار، والاتجاه نحو تنويع العملات أو التحوط بالذهب، مما يساهم في إضعاف العملة الأميركية نسبيًا أمام العملات الأخرى.
ثلاث عوامل تدعم تحسّن الجنيه
من جانبه، توقع الخبير الاقتصادي محمود جمال تحسنًا واضحًا في قيمة الجنيه المصري خلال الأشهر المقبلة، مستندًا إلى ثلاثة عوامل رئيسية:
صعود اليورو عالميًا، ما يعزز الصادرات المصرية للاتحاد الأوروبي ويدعم قطاع السياحة.
تدفق رؤوس الأموال للأسواق الناشئة بفعل تراجع الدولار.
تحسّن الجنيه أمام الدولار، مما يخفف من أثر التضخم المستورد.
تراجع محتمل في أسعار الذهب عيار 21
فيما يخص الذهب، رجّح جمال أن تتراجع الأسعار خلال النصف الثاني من 2025، خاصة إذا استقر سعر صرف الدولار دون 50 جنيهًا، واستمر تراجع الذهب عالميًا. وأوضح أن أسعار الذهب عيار 21 قد تتراوح بين 4100 و4350 جنيهًا للجرام، إذا هبطت الأونصة عالميًا إلى ما بين 2850 و2900 دولار.
تحركات الفيدرالي الأميركي
اختتم جمال تحليله بالتأكيد على أن قرارات الفيدرالي الأميركي بشأن الفائدة ستلعب دورًا حاسمًا في تحديد اتجاه الدولار وأسواق الذهب خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن أي تحول نحو سياسة نقدية أكثر مرونة قد يُضعف الدولار ويعزز من جاذبية الذهب كأصل آمن.