
يمر خُمس شحنات النفط العالمية عبر مضيق هرمز، أي ما يقرب من 21 مليون برميل يوميًا، ليحتل بذلك المرتبة الثانية بين الممرات البحرية الرئيسية التي تمر عبرها ناقلات النفط الخام حول العالم، وذلك وفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وأعادت الضربات الجوية الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية تسليط الضوء على خيار لم تلجأ إليه طهران بعد بشكل فعلي في هذا النزاع، وهو تعطيل تجارة النفط الإقليمية، لا سيما عبر مضيق هرمز الحيوي.
وهددت إيران على مر السنين بإغلاق المضيق، وهو ممر مائي ضيق تمر عبره خُمس إمدادات النفط العالمية يوميًا. لكن عمليًا، تملك طهران خيارات أقل تطرفًا تتيح لها انتهاج رد مدروس يُلحق الضرر بأعدائها مع تقليل التأثير على حلفائها مثل الصين، أكبر مشترٍ لنفطها.
إغلاق مضيق هرمز مستبعد
الإغلاق الكامل لمضيق هرمز لأكثر من بضع ساعات أو أيام يُعد سيناريو كارثيًا يعتبره كثير من المراقبين غير مرجح. ذلك لأنه سيؤدي إلى وقف التدفقات النفطية وارتفاع كبير في أسعار الخام.
وتوقع محللو بنك جيه بي مورغان آند كو ارتفاعًا يقارب 70%، ما سيؤجج التضخم العالمي ويثقل كاهل النمو الاقتصادي، بحسب الشرق بلومبرج.
وحتى يوم الجمعة الماضي، كانت حركة شحن النفط من المنطقة، وعبر مضيق هرمز تحديدًا، بمنأى نسبي عن تأثيرات الصراع.
كما شهدت الصادرات الإيرانية ارتفاعًا، فيما ظل نشاط ناقلات النفط عبر المضيق مستقراً إلى حد كبير. رغم ذلك، دعت وزارة الشحن في اليونان أمس مالكي السفن في البلاد إلى إعادة النظر في استخدام المضيق.
حال قررت إيران استهداف النفط في ردها على الضربات الأميركية، فإن إشراف سواحلها على المضيق يمنحها مجموعة واسعة من الخيارات، تتراوح بين المضايقات ذات التأثير المحدود لسفن المنطقة، وصولاً إلى الخيارات الأكثر تطرفاً مثل مهاجمة الناقلات باستخدام طائرات مسيرة أو ألغام أو متفجرات، إلى حد يتعذر معه المرور التجاري عبر المضيق.